أثارت اقتحامات تشكيلات مسلحة موالية للإمارات، لمنازل مواطنين في مدينة المكلا عاصمة حضرموت، غضباً واسعاً لدى المواطنين وعلى منصات التواصل الاجتماعي، معتبرين ذلك تجاوزاً لكل الأعراف وفيه ترويع للأسر وامتهان لكرامة الإنسان.

وأظهرت مقاطع الفيديو اقتحام مليشيات النخبة المدعومة إماراتياً، بساعات متأخرة من ليل الثلاثاء، منازل مواطنين بطريقة روّعت الأسر واُشهر خلالها السلاح الناري في وجوه النساء والأطفال.

وفي الفيديو يظهر في التسجيل أسرة وعائلها يحاول ارتداء ملابسه على عجل فيما يبكي عدد من الأطفال من شدة الهلع والخوف، وفي مشهد أخر يظهر جندي ملثم يوجه بندقيته صوب النساء والأطفال وسط حالة من البكاء وتوسل نساء المنزل.

وأثارت تجاوزات تلك الحملة، التي اعترف بها المحافظ مبخوت بن ماضي بارتكابها أخطاء، غضب المجتمع ومنظماته، بما فيها مرجعية قبائل حضرموت، محملًين محافظ حضرموت، والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا مسؤولية ما حدث، ومطالبين بضرورة إخراج القوات الإماراتية من المحافظة.

وعلى هاشتاق #إلامارات_تنتهك_الحرمات، انتقد الناشطون الجريمة التي وصفوها بـ"النكراء لمليشيات الانتقالي التابعة للإمارات"، حيث أقدمت على اقتحامها لمنازل المواطنين وغرف نومهم ورفع السلاح بوجوه الأطفال والنساء، للقبض على من قالت إنه صدر بحقهم أحكام قضائية والخارجين عن القانون.

وفي هذا الشأن، قال الكاتب والصحفي أنيس منصور، إن "التعدّي على الأعراض، والشتائم، واللغة السوقية المبتذلة، والتجسس، والذباب الإلكتروني، كلها سلوكيات قبيحة اشتهر بها حكام الإمارات".  

وأضاف "التعدي على الأعراض على العفيفات من نساء اليمن هو اعتداء على الدين والأخلاق والعادات وشيمة أبناء العرب الأصايل في الجزيرة العربية".

من جانبه، قال القيادي في المقاومة الجنوبية، عادل الحسني، إن "الإمارات تمارس عبر ميليشياتها انتهاكات جسيمة ضد مواطني جميع المحافظات الجنوبية بلا استثناء".

وأضاف مغرداً على منصة "إكس": "ما تم فعله في عدن تكرر في أبين ولحج، والآن حضرموت تواجه المسلك المعتاد لعصابات لا تعرف الحرمات أو تحترم الحدود".

وشدد الحسني، على ضرورة قيام الوجاهات القبلية، والقامات المجتمعية بالإعلان عن موقف حاسم تجاه تصاعد الممارسات الإماراتية على الأراضي اليمنية، معتبراً "السكوت معيب، والموقف الحالي سيصبح جزءًا من التاريخ، وسيُروى بتفاصيله" حد قوله.

أما "رقية بنت اليمن" علقت بالقول: "مع انتهاكات للحرمات والأعراض في محافظات الجنوب، وتردي الأوضاع المعيشية والأمنية والخدمية، وجب على أبناء اليمن في الشمال والجنوب توحيد الصف وطرد كل قوات التحالف والاحتلال الخارجي".

وقالت صاحبة حساب آخر تدعى "بلقيس" بالقول: شخص أعزل لا يحمل سلاح يداهمون منزلة في وقت متأخر من الليل ويدخلون إلى غرفة نومه ورغم توسلاته هو وزوجته لكنهم رفضوا الرجوع ولم يكتفوا باعتقاله بل دخلوا فوق حرمته وأطفاله جريمة لم تحدث في الإسلام ولا في الجاهلية".

أما الملكة إيمي فعلقت بالقول: "عار علينا نحن اليمنيين إن بقينا مكتوفي الايدي أمام ما يحصل في أرضنا من تجاوزات للعرض والشرف والكرامة".

"انتهاك خطير"

من جانبه، أدان المركز الأمريكي للعدالة، اقتحام مسلحين يتبعون النخبة الحضرمية المدعومة إماراتياً، منزل الصحفي والناشط الحقوقي "مجاهد الحيقي" فجر الثلاثاء في منطقة الديس بمدينة المكلا، وأسفر الاقتحام عن اعتقال تسعة من أفراد العائلة بينهم الصحفي "مجاهد" وخمسة قاصرين.

وقال المركز -في بيان- "تابعنا بقلق بالغ مقطع فيديو تناقله نشطاء وصحفيين أظهر عدداً من المسلحين وهم يقتحمون المنزل، تضمن الفيديو لقطات لأفراد العائلة وهم في حالة رعب وخوف شديد، فيما أظهرت المعلومات الأولية بأن عملية اقتحام المنزل جاءت بسبب نشاط "مجاهد" الصحفي والحقوقي.

واعتبر المركز الأمريكي ما حدث مع الصحفي "الحيقي" يعكس صورة مصغرة عن الواقع المقلق للعاملين في المجال الصحفي والحقوقي، ويوثق بشكل مستمر انتهاكات متعددة ومتصاعدة من قبل أطراف الصراع تجاه الصحفيين والنشطاء وفي عدة مناطق في اليمن.

وبحسب البيان فإن ما حدث مع الحيقي انتهاك خطير للحقوق الأساسية التي كفلها الدستور اليمني وقانون الإجراءات الجزائية، والقانون الدولي اللذين أكّدوا بشكل قاطع على عدم جواز تقييد حرية الأفراد أو اقتحام منازلهم دون إذن قضائي مُسبق.

 ولفت إلى أن عملية الاقتحام والاختطاف شملت مخالفات خطيرة تستوجب المساءلة، ودعا المركز السلطات في حضرموت إلى سرعة فتح تحقيق في الحادثة، وتقديم المتورطين بذلك الاعتداء الخطير للمحاكمة العادلة.

بدوره، أعرب أمين عام لمرجعية قبائل حضرموت، سلطان التميمي، رفضه القاطع لأي تجاوزات تروع الأسر وتمتهن كرامة الإسان.

وطالب التميمي ” اللجنة الأمنية بالمحافظة بشكل عاجل تشكيل لجنة تحقيق في التجاوزات التي صاحبت المداهمات التي حدثت بمدينة المكلا، ومحاسبة مرتكبيها، وإطلاق سراح من لم يثبت عليه أي تهمة من المعتقلين”.