آخر الأخبار
أدباء وسياسيون وإعلاميون في حملة إحياء اللغة المهرية: ثراء لغوي وتنوع حضاري عريق
الإثنين, 02 أكتوبر, 2023 - 12:04 صباحاً
تفاعل سياسيون ومسؤولون يمنيون، وكتاب وأدباء، على منصة "إكس" تويتر سابقاً، وفيسبوك مع الحملة الإلكترونية لإحياء اللغة المهرية، الذي يصادف الاثنين الثاني من شهر أكتوبر من كل عام، معتبرين اللغة المهرية ثراء لغوي وإرث حضاري وثقافي عريق، وهوية وطنية جامعة يجب الاهتمام بها وإبرازها.
وعلى هاشتاق ( يوم_اللغة_المهرية)، جدد مسؤولون وسياسيون وأدباء وإعلاميون، التأكيد، على أهمية اللغة المهرية، العريقة الضاربة في عمق التاريخ، والتي ارتبطت منذ زمن بعيد بالإنسان المهري وهويته.
وفي أول تفاعل رسمي رفيع المستوى، شارك عضو مجلس القيادة الرئاسي عبدالله العليمي، أبناء المهرة واليمن، احتفالاتهم بيوم اللغة المهرية، معتبراً اللغة المهرية وغيرها من اللغات اليمنية الأخرى ثراءً ثقافياً وتنوعاً حضارياً و لغوياً يجب الاعتزاز والافتخار به.
وقال العليمي، في تغريدة على منصة "إكس": نشارك أبناء المهرة احتفالهم بيوم اللغة المهرية ونعتبر أن اللغة المهرية وغيرها من اللغات اليمنية الأخرى ثراءً ثقافياً وتنوعاً حضارياً ولغوياً نعتز ونفتخر به كونه يمثل التنوع الحضاري المجتمعي للوطن".
وأضاف مغرداً باللغة المهرية: "يومه نهه نحتفيلن شيكم حبون ذمهره بنهور ذلغوت ذمهريت وامهريت واغتسا من لغات ذليمن ناتزوز بيسن ونفتخر بيسن".
من جانبه، أشاد وكيل محافظة المهرة لشؤون الشباب بدر كلشات، ورئيس جامعة المهرة أنور كلشات بتفاعل عضو مجلس القيادة الرئاسي بيوم اللغة المهرية.
وقال بدر كلشات: "تفاعل واهتمام رجال الدولة بهذا الموروث العظيم يطمنا بأن هذا الموروث لن ينتهي أبداً، تحيه من كل ابنا المهرة واليمن عموماَ لنائب رئيس مجلس القيادة عبدالله العليمي".
وأضاف في تغريدة باللغتين العربية والمهرية: "نحن أبناء المهرة أصل العرب ولغتنا المهرية دليل ملموس وهي أقدم لغة في الجزيرة العربية".
بدوره، قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، إن "اليمن وحكومتها تفتخر بالإرث الوطني الكبير، واللغة المهرية هي أحد أبرز ذلك الإرث القديم الذي نعتز به".
ودعا الإرياني في تغريدة باللغتين العربية والمهرية، إلى المشاركة في الحملة الوطنية لإحياء اللغة المهرية والحفاظ عليها من الاندثار والتعريف بها تحت وسم: #يوم_اللغه_المهرية".
وأضاف "المهرة هي بوابة اليمن الشرقية، والمهرية لغة قديمة يتجاوز عمرها 3000 عام، وهي مصدر فخر واعتزاز لكل أهل اليمن".
محافظ المهرة، محمد علي ياسر، دعا هو الآخر إلى المشاركة في حملة إحياء اللغة المهرية، قائلاً: "ندعو الجميع للاحتفاء بهذه المناسبة والإهتمام بلغتنا وتراثنا، واهتمامنا كسلطة محلية بالموروث المهري الأصيل هو محل فخر وإعتزاز.".
بدوره، قال رئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى السلطان محمد عبدالله آل عفرار، إن "اللغة المهرية هي جواز سفر ثقافي وهوية وطنية نفاخر بها في أصقاع العالم".
وأضاف السلطان آل عفرار، في منشور على حسابه بفيسبوك: "لكل مهري أن يشمخ بلغته التي صمدت، وتجاوزت أي محاولات دخيلة للتغيير في مفرداتها، أو التأثير بها".
وتابع: "إنها بصمة أمة نحافظ عليها في أحداقنا ونتناقلها جيلاً بعد جيل، ويكفينا شرفاً أننا نحمل هذه اللغة، ونتفرد بها عن أقراننا في المنطقة".
من جانبه، كتب رئيس جامعة المهرة، أنور كلشات قائلاً: "يحتفل أبناء المهرة كل عام بيوم اللغة المهرية في 2 أكتوبر لإبراز التراث المهري والموروث الشعبي وكرمزية لتمسك أبناء المهرة بلغتهم الأصيلة التي تمثل هويتهم وخصوصيتهم الثقافية والتاريخية".
الناشط عادل الحسني، غرد هو الآخر: "في #يوم_اللغه_المهريه نؤكد على أصالة وعمق إرث وتاريخ هذه المحافظة اليمنية العظيمة، وعلى عزة وإباء أهلها الرافضين الذل على امتداد الأزمان، ونتعرف على أحد شواهد التنوع الثقافي التي تزخر بها بلادنا، ومدى ارتباط المهريين بإرثهم رغم متغيرات العصر الكبيرة".
من جانبها، قالت رئيسة مركز إنصاف للدفاع عن الحريات والأقليات إيمان حميد، إن "اللغة المهرية لغة حميرية سامية قديمة حيث يعتبر أبنائها من الاقليات اللغوية وكانت قديما تكتب بالخط المسند فقد وجدت نقوش ومخطوطات في بوادي المهرة تدل على ذلك".
وأضافت "في 2019 مركز اللغة المهرية التابع لجامعة المهرة اقترح أن يكون الكيبورد باللغة العربية باستخدام الأحرف العربية إضافة إليها بعضا من الأحرف الخاصة بالمهرية وتم اعتماده بشكل رسمي بعد مدة قليلة من توقيت ورشة العمل عليهم"، مضيفة: "علينا إحياء هذه اللغة وتشجيع اليمنيين على تعلمها فهي إرث وحضارة وتاريخ".
والمهرية، واحدةٌ من ست لغاتٍ عربيةٍ جنوبيةٍ متبقية، وهي مشتقة أساساً من اللغة الحميرية الأم، وهي منتشرة بشكل رئيس في محافظتي المهرة وسقطرى شرقي اليمن حيث الوجود العسكري السعودي واحدٌ من التهديدات التي يعيق صمود هذه اللغة.
وفي محافظة المهرة وسقطرى ايضاً، تحاول بعض العائلات جاهدةً الحفاظ على هذه اللغة القديمة، من خلال التحدث بها بشكلٍ دائمٍ وتعليمها إلى الجيل الجديد، غير أنها تفتقر إلى الاهتمام والدعم الرسمي من الحكومة، فضلاً عن المعوقات الأخرى التي فرضتها الحرب والتواجد العسكري في المحافظة.
تشير التقديرات إلى أن هناك ما بين 100 ألف و200 ألف يتحدثون اللغة المهرية، أغلبهم في المناطق الشرقية لليمن، وأجزاء من محافظة ظفار غرب عمان، وبأعدادٍ أقل جنوبي السعودية ودول الخليج الأخرى.
وبالرغم من غناها الثقافي والأدبي، تصنف اليونسكو "المهرية" على أنها "بالتأكيد لغة مهددة بالإنقراض"، مما يعني أنه لم يعد يتعلّمها الأطفال كلغةٍ أم في المدارس أو الجامعات، وإنما بات تدريسها يقتصر على اهتام بعض العائلات بها وتمسكهم بهذا الإرث التاريخي العظيم.
وفي الثاني من شهر أكتوبر من كل عام، اعتمدت السلطات المحلية في محافظة المهرة اليمنية، هذا اليوم ليكون يوما للاحتفال باللغۃ المهريۃ وذلك تزامنا مع إشهار مركز اللغۃ المهريۃ للدراسات والبحوث في الثاني من أكتوبر 2017