آخر الأخبار
انتقادات واسعة لوزير الخارجية السابق بعد وصفه لثورة 26 سبتمبر بـ"الانقلاب"
خالد اليماني
الخميس, 17 أغسطس, 2023 - 03:02 صباحاً
عمَّت حالة من الاستياء بين رواد التواصل الإجتماعي، بعد تداول تصريحات صحفية، لوزير الخارجية الأسبق خالد اليماني، يصف فيها ثورة 26 سبتمبر المجيدة التي قامت ضد النظام الإمامي شمالي الوطن بـ"الإنقلاب".
وضمّن اليماني مقالة مطولة نشرها موقع "اندبندنت عربية" حول اليمن تصريحات ومواقف عدائية من قيمة وقداسة ثورة 26 سبتمبر، ولم يكتفِ اليماني بنعته الثورة بالانقلاب، بل قال إنها "فتحت على اليمنيين أبواب جهنم"، وعطف عليها بالتالي جملة حروب وأزمات شهدتها البلاد في السنوات اللاحقة على قيام الثورة - خصوصاً ضد الإماميين ومحاولات عودة "حكم الملكية".
وعلى إثر ذلك، ندد رواد التواصل الاجتماعي من الصحفيين والسياسيين بما وصفوه "تطاول الأقزام" على ثورة سبتمبر المجيدة، مشيرين إلى أن النيل منها في ظل استمرار المعركة ضد الحوثيين (الإماميين الجدد) ليس إلا تمرد وخيانة للوطن ووظيفته الدبلوماسية.
ووجه نشطاء انتقادات لاذعة لليماني، وقال سفير اليمن في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو)، محمد جميح: "بالعودة إلى ما قاله وزير الخارجية السابق، خالد اليماني، بخصوص ثورة سبتمبر، وبعيداً عن قاموس الشتيمة التي نالت منه يستغرب المرء من قوله إنها كانت انقلاباً، وهي التي نقلت اليمن من عصر إلى عصر، والتفت حولها جماهير اليمنيين شمالاً وجنوباً".
وأضاف "ما هو أدهى هو قوله إن سبتمبر "فتح أبواب الجحيم على اليمنيين"، وكأن الإمامة هي من كانت توصد تلك الأبواب! ينسى الوزير أن الأئمة حولوا اليمن إلى ساحة حرب واسعة، بصراعاتهم التي لم تكن تنتهي إلا لتبدأ على السلطة، وأن الإمام كان يقاتل أخاه وابن عمه وأن أحمد قتل ثلاثة من إخوته".
وقال الصحفي همدان العلي: "خالد_الإمامي ليس سلاليا في الغالب، لكنه النموذج المطور للانتهازيين أمثال أمين عاطف أو حسين حازب، الذين لا ينتمون للسلالة، وليسوا حوثيين عقائديين، ودوافعهم في الوقوف مع العصابة الحوثية انتهازية".
وأضاف "في الحقيقة نحن نعاني من السلالي والانتهازي.. ثمة نوع من اليمنيين الذين يعيشون في دول غربية، يجتهدون من أجل الحصول على منصب كبير ولو لفترة قصيرة، ومن ثم يتركونه ليستفيدوا من صفة "المسؤول السابق" ولغتهم الانجليزية ثم يقدموا استشارات ودراسات لمؤسسات ومنظمات دولية بمبالغ خيالة ما كانوا ليحصلوا عليها في مناصبهم الحكومية.
وأضاف "هذا الطموح يجعل البعض يتجرد من انتمائه ليرضي توجه المؤسسة الدولية ويفعل أي شيء كي يقال عنه "محايد" ولو على حساب مبادئه وقضيته وبلاده".
من جانبه، قال موسى عبدالله قاسم، إن "ما كتبه #خالد_الإمامي عن أقدس مقدسات اليمنيين، ثورة 26 سبتمبر الخالدة، لم يكن زلة لسان لحظية أو تغريدة عابرة في الفضاء الإفتراضي؛ ما كتبه نابع عن موقف وقناعة راسخة عن الثورة اليمنية وثوارها الأطهار؛ ولذا يتوجب محاكمته شعبيا على الأقل ليكون عبرة لمن يحاول النيل من ثوابتنا الوطنية".
وقال الإعلامي عبدالله إسماعيل: "ينخر الحوثي في الجمهورية، ويتحرك بخبث وخشية من ردة فعل اليمنيين، ويستخدم اداوته الداخلية للتعبير المتدرج عن هدفه في هدم الثورة وأهدافها، وخارجيا تقوم أدواته الناعمة بتبييض وجهه القبيح".
الصحفي هشام الزيادي علق هو الآخر بالقول: " شخص بلا مبادئ، لم يحترم سياسة اليمن وموقفه تجاه القضية الفلسطينية، وذهب للمشاركة في مؤتمر تشارك فيه إسرائيل، وجلس إلى جانب نتنياهو، في رسالة تطبيع واضحة".
وأضاف "قضية خالد اليماني تكشف لنا المستور حول مسألة التعيينات، وتوضح لنا كيف أن الشرعية بلا قيادة، بلا رؤية، بلا فكرة، بلا مشروع".
وتابع: "التعيينات مجرد ترضيات ومنح، وليست قائمة على عمل متكامل ضمن استراتيجية واضحة لمواجهة الانقلاب واستعادة الدولة، والحفاظ على البلاد".
ورد الشاعر زين العابدين الضبيبي على خالد اليماني بالقول: "لم تكن انقلاب بل ثورة الحق على الباطل، الحرية على العبودية، النور على الظلام، العلم على الجهل ثورة الحياة على الموت، التقدم على التخلف ثورة المستقبل على الرجعية والكهنوت، الصحة على المرض ثورة المبيد للقضاء على كتن الامامة أمثالك".
وفي أول تعليق له على إثارة الرأي العام، قال خالد اليماني: "أعرف أنها حملة أثارت الكثير من الأصدقاء والأعزاء، ولكن قراءة وتفسير النصوص دائما تكون اشكالية".
وأضاف قائلا: "انا لم اجتهد بشيء جديد في التاريخ قاله الكثير من المسؤولين والسياسيين السابقين من ضمنه ما قاله الدكتور محسن العيني (رئيس الوزراء اليمني الأسبق) في حديث طويل قال إن ثورة سبتمبر كانت انقلابا عسكريا وتحولت الى ثورة فيما بعد".
متى تحولت الى ثورة ؟ تساءل الوزير الأسبق اليماني ثم أجاب: "تحولت الى ثورة عندما قدم أبناء المناطق الجنوبية وأبناء المناطق الوسطى و أبناء تعز وقاموا بالدفاع عن ثورة سبتمبر".
وواصل قائلا: "تحولت الى ثورة حقيقة.. لكنها في البدء كانت انقلابا لمجموعة من الضابط استنسخوا تجربة الضباط الأحرار في مصر.. وهذه حقيقة تاريخية لا تقبل اللبس".