آخر الأخبار
شاب يمني يغيث المحتاجين باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي
شاب يمني يغيث المحتاجين باستخدام مواقع التواصل
الإثنين, 26 يونيو, 2023 - 11:48 صباحاً
منذ سنوات عديدة، يحرص الشاب اليمني "سالم عمر أبوبكر باراس" على نشر قيم الخير في أوساط المجتمع الذي يعاني معظم أفراده من الفقر جراء تداعيات الحرب المستمرة منذ نحو تسع سنوات.
واستطاع باراس الذي يقيم في محافظة حضرموت شرقي اليمن، إغاثة العديد من المحتاجين، عن طريق جمع تبرعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من رجال الخير بالداخل والخارج.
وبدأ باراس النشاط الخيري عبر مواقع التواصل، في عام 2011 الذي شهد فيه اليمن ثورة شعبية ضمن أحداث الربيع العربي.
ويقول باراس لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ)، إنه مع بروز الأزمة اليمنية في العام 2011 لاحظ الجميع أن هناك ترديا كبيرا جدا في الخدمات، و تدهورا كبيرا في المعيشة، ووجود تضخم في الأسعار وغلاء المواد الأساسية".
وأضاف" حينها أحسست أنه من الممكن أن تشكل مواقع التواصل الاجتماعي فرصة لنشر المناشدات الخيرية للمحتاجين سواء في القرى أو الحارات، قبل أن يتم التوسع الخيري على نطاق مدن متعددة في اليمن".
وحول دوافع اتخاذ مواقع التواصل وسيلة للعمل الإنساني أفاد باراس" لجأنا إلى هذه الوسائل لسهولة انتشارها ومشاركتها ووصولها إلى المغتربين اليمنيين المقيمين في السعودية والإمارات ودول الخليج، وكانت تطبيقات التواصل الوسيلة الوحيدة للوصول لهؤلاء الخيرين ".
ويعتقد الشاب اليمني إنه استطاع كسب نسبة كبيرة جدا من المحسنين ومن أهل الخير، بسبب الاستمرارية والوضوح والشفافية التي انتهجها في وسائل التواصل الاجتماعي من خلال المناشدات الخيرية عبر نشر الصور والفيديوهات والوثائق والفواتير التي تؤكد مصداقيته في إغاثة المحتاجين.
وفيما يتعلق بكيفية معرفة الحالات الإنسانية المحتاجة يشير إلى أن "المناشدات الخيرية تصله عبر رسائل الواتساب، أو الاتصال المباشر بالسكان المحيطين من الأسرة والأصدقاء وزملاء العمل".
وبعد تلقي المناشدات يقوم باراس وفريقه بالنزول إلى مواقع المحتاجين للتأكد من حاجة الناس سواء كانت معيشية أو علاجية.
ولا يقتصر نشاطه على العمل الإنساني الخيري، بل قام بتنفيذ مشاريع خدمية مثل شق الطرقات، وتوفير المياه، والطاقات الشمسية، إضافة إلى تنفيذ وحدات صحية، وبناء مساجد، وتوفير متطلبات بعض المدارس.
يستخدم باراس فيسبوك وتويتر وواتساب وتيك توك في نشر الصور والفيديوهات الخاصة بالحالات الإنسانية أو متطلبات المشاريع الخدمية والتنموية.
ويفيد باراس بأنه يتلقى استجابة سريعة أحيانا من قبل رجال الخير، وأحيانا يصل وقت الاستجابة إلى أسبوع أو 10 أيام.
وضع إنساني صعب
تشير التقديرات الأممية إلى أن 80 % من سكان اليمن بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، فيما هناك الملايين باتوا على حافة المجاعة، جراء تداعيات الحرب.
وفي تقييمه للوضع الإنساني يوضح باراس إن" الواقع المعيشي في حضرموت خاصة وفي اليمن عامة بات مزريا، ورقعة الاحتياج في هذه المناطق كبيرة جدا، فيما لم تقم الدولة ولا مؤسسات المجتمع المدني بتغطية هذا الاحتياج".
وأضاف "نحن نساهم بنسبة ضئيلة جدا في تغطية هذا الاحتياج عبر ما يجود به أهل الخير.. نقوم بتوصيل المعونات سواء كانت كفالات مالية، أو مواد غذائية، مشيرا إلى إنشاء مطبخ حضرموت الخيري الذي يقوم بتوزيع وجبات الطعام الجاهز لـ 200 أسرة يوميا، إضافة إلى عمل حملات تعاون ومناصرة لكثير من الأسر المحتاجة".
وبين أنه خلال الفترة الماضية" تم بناء أكثر من 15منزلا للأسر الفقيرة، إضافة إلى إنشاء 30بئر مياه، وكذلك توفير شبكات طاقة شمسية وطرقات في القرى المحرومة، إضافة إلى بناء عشرات المساجد وسكن خيري للطلاب".
أنشطة موسمية
يقوم باراس أيضا بتنفيذ أنشطة خيرية موسمية، مثل وجبات إفطار الصائمين في شهر رمضان، وتوفير الأضاحي في عيد الأضحى المبارك.
وحاليا يعكف على جمع تبرعات من رجال الخير من أجل توزيع لحوم الأضاحي في عيد الأضحى المبارك الذي سيحل بعد أيام.
أبرز الفئات المستهدفة
يستهدف الناشط باراس فئات متعددة، مع تركيز على الأيتام باعتبارهم فئة محتاجة، إضافة إلى الأرامل والمطلقات، ومع استمرار الحرب أصبحت معظم الفئات الاجتماعية هشة ومحتاجة الى تدخلات إنسانية ومعونات.
ويشير باراس إلى أن نسبة الفقر ارتفعت في اليمن، ما أدى إلى زيادة واقع الاحتياج الإنساني، حيث ثمة من لا يستطيع حتى توفير مياه الشرب أو الوجبات الأساسية.
ويوجه باراس رسالته لجميع اليمنيين قائلا " كونوا يدا واحدة، وعلى قلب رجل واحد، فاليوم أنتم في أمس الحاجة لبعضكم البعض، وفي أمس الحاجة لإنهاء الصراع وجلب السلام".
وختم قائلا "أنتم في أمس الحاجة للتكاتف وللتعاون .. نأمل من الله أن يدفع عنا الحرب، وأن يحل السلام".