آخر الأخبار

مسن يمني يمارس ألعاب القوة برشاقة وخفة

رائد علي نعمان

رائد علي نعمان

المهرية نت - الأناضول
الأحد, 26 مارس, 2023 - 11:02 صباحاً

يحرص رائد علي نعمان (63 عامًا) بطل لعبة الملاكمة السابق في اليمن، على ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم صالة (الجيم)، بالعاصمة المؤقتة عدن بجد ونشاط رغم التقدم في السن.

 

ويظهر نعمان وهو يمارس التمارين الرياضية بشغف كشابٍ في مقتبل العمر، يتحرك بخفة ويتجول بين أجهزة ألعاب القوة برشاقة، إذ لم تنل من جسده وقوته السنين وظل مرتبطًا بمعشوقته حتى اليوم.

 

ويقف نعمان حاليًا في أعلى هرم لعبة الفن النبيل "رئيس الاتحاد اليمني العام للملاكمة"، يتبوأ أيضًا منصب "مدير عام النشاط الرياضي"، في الجمهورية اليمنية.

 

ونعمان ظل مستحوذًا على جميع بطولات الملاكمة المحلية (وزن الريشة) خلال المدة من (1980 إلى 1985)، الأمر الذي دفعه ليكون لاحقًا أحد أبرز عناصر المنتخب الوطني.

 

وشارك نعمان مع المنتخب اليمني في البطولة الأسيوية التي أقيمت في الهند عام 1982، والبطولة الودية التي أقيمت في أثيوبيا عام 1983، ثم في البطولة الآسيوية في سوريا عام 1984، لكن لم يحالفه الحظ في تحقيق أي من البطولات، نظرا لشدة المنافسات، رغم تجاوزه للتصفيات الأولية أكثر من مرة.

 

** سلوك مفيد

"لا أعرف المستشفى ولم تطأ قدماي عيادة طبية، إلا لزيارة مريض أو مرافقة قريب، وما ذاك إلا فضل من الله ومنّة".

 

بهذه الكلمات أستهل نعمان حديثه مع الأناضول، وقال: "رغم أنني بلغت من العمر 63 عامًا، إلا أنني حريص على ممارسة الرياضة وتمارين اللياقة البدنية بشكل منتظم، ولمدة 5 أيام في الأسبوع، على الرغم من اعتزالي لعبة الملاكمة عام 1989".

 

وأضاف: "العمر مجرد رقم، والتقدم في السنين ليس إلا محطة للتزود بالكثير من الدروس والعبر".

وأردف نعمان: "حين بدأت ممارسة الملاكمة عام 1978، سرعان ما توّجت بطلًا للعبة في السنة الثانية من ممارستها، ثم مثّلت بلادي في الكثير من المحافل العربية والآسيوية والدولية وتحديدًا الفترة ما بين (1979_ 1986)".

 

ومضى قائلا: "رغم اعتزالي اللعب بشكل رسمي قبل 34 عامًا، إلا أنني بقيت مستمرًا في ممارسة الرياضة بشغف كبير ومحافظًا على لياقتي البدنية، إذ اعتبرها نمط حياة".

 

وتابع، "بسبب ذلك وبفضل من الله، لم أدخل يومًا مستشفىً للعلاج، ولم أصب بأمراض العصر المنتشرة في العالم، كـ أمراض (الضغط، والسكر، والقلب"، التي يعاني منها غالبية من هم في سني الآن"، مشيرًا إلى أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام "سلوك مفيد للحفاظ على صحة الجسم، والحد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة". 

 

وأضاف نعمان: "للرياضة فوائد جمة كثيرة، فهي تساعد على صحة العقل وهي جزء من علاج الاكتئاب والقلق وتحسين المزاج العام، وبالتالي أنصح الجميع بممارستها وعدم الانشغال عنها مهما كانت المبررات".

 

** امتداد طبيعي

يرى نعمان، أن ترؤسه للاتحاد العام للملاكمة في اليمن وتبوئه منصبًا رفيعا في وزارة الشباب والرياضة (مدير عام إدارة النشاط الرياضي)، امتداد طبيعيً للحماس الذي يسكنه والشغف الذي يسيطر عليه حتى اليوم.

 

وأضاف: "ظللت مرتبطًا بلعبة الملاكمة مستمرًا في التعاطي معها من خلال تدريب الكثير من الناشئين والشباب لسنوات عديدة، قبل أن أخوض معترك الانتخابات التي فزت فيها برئاسة اتحاد اللعبة، كان ذلك سنة 2014.

 

وأردف نعمان: "بعد الحرب التي اندلعت في اليمن بشكل كبير في مارس/ أذار 2015، وسيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، وانتقال الحكومة إلى عدن، تم إنشاء وزارة الشباب والرياضة بقيادة الأستاذ نايف البكري، لأصبح مسؤولًا أول عن النشاط الرياضي بشكل عام في الجمهورية، والملاكمة على وجه الخصوص".

 

وتابع: "وقوفي على رأس هرم اللعبة ساهم في خلق واقع جديد لرياضة الملاكمة في بلادنا، من خلال توسعتها وانتشارها، وأيضًا تأهيل الكوادر (حكام ومدربين)، والدخول في مشروع مع الاتحاد الدولي للملاكمة بحكم العلاقة الطيبة مع رئيسه (عمر كريمليف)، يتمثل بدعم اتحادنا بكافة المستلزمات الخاصة بالملاكمة والبالغة 20 ألف دولار أمريكي، فضلًا عن مشاريع هامة أخرى منها ترميم صالات وشراء حلبات".

 

وذكر نعمان أن "الانتعاش الكبير للعبة الملاكمة خلال السنوات الأخيرة رغم ظروف الحرب، منحنا فرصة الحضور والمشاركة في جميع البطولات التي تقام على المستوى الوطن العربي، إذ لم نغب عن المشاركة منذ العام 2017".

 

وأضاف: " حققنا ولأول مرة المركز الخامس (عربيًا) في فئة الشباب، بعد مصر وتونس والمغرب والجزائر، إذ تفوّقنا على دول أخرى تفوقنا بالإمكانيات والظروف الملائمة".

** نصيحة

لم يدع نعمان خلال حديثه مع الأناضول فرصة، إلا وقدم النصيحة للشباب من الجيل الحالي في ظل انتشار الكثير من العادات السيئة والضارة وقضاء أوقات الفراغ فيما لا ينفع.

 

وقال: "أنصح جميع الشباب وكل من لديه القدرة على ممارسة الرياضة، أن يتجه إلى الملاعب والصالات وأماكن تقوية العضلات وإلا يتركها البتة، باعتبارها مساحة آمنة لتجنب الأمراض، فضلًا عن فوائدها الكبيرة على المستوى الشخصي والعقلي والنفسي، وتمنحك الثقة بالنفس أنك مميز عن الآخرين".

 

كما وجّه نعمان نصيحة لأقرانه من كبار السن قائلًا: " ابعدوا عن رؤوسكم عقدة السن فالرياضة ليس لها سن محدد"، مبينًا أن وسائل الرياضة "باتت متاحة بشكل كبير في الملاعب والصالات وحتى على مستوى الشوارع". 


تعليقات
square-white المزيد في محلي