آخر الأخبار
يمنيون في معتقلات الرياض.. الجريمة المغيبة في زنازين الاستخبارات السعودية
تمارس السعودية مع اليمنيين نفس ممارسات الميليشيات في عدن وصنعاء
الجمعة, 03 يوليو, 2020 - 10:18 مساءً
تخفي السلطات السعودية المئات من اليمنيين في سجونها بدون تهم واضحة، يتعرضون فيها لأبشع الانتهاكات ولا يسمح لهم بممارسة حقهم القانوني والإنساني في التواصل مع ذويهم.
وتقول تقارير حقوقية إن الرياض مستمرة في اعتقال المئات، بينهم عسكريون وصحفيون، بدون وجود أي تهم واضحة، فيما تقول مصادر إنهم تعرضوا لانتهاكات من قبل المملكة.
وذكرت مصادر عسكرية لـ "المهرية نت"، أن من بين العسكريين العقيد رشاد الحميري، الذي اعتقلته السلطات السعودية قبل ثلاثة أعوام من منفذ الوديعة.
وأشارت المصادر إلى أن "الحميري" اعتقل عندما كان في طريقة لتلبية دعوة الأمير تركي بن فهد لمناقشة أوضاع جبهة العدين، لكنه اختَفَى منذُ ذلكَ الوقتِ وتُوُفِّيَت زوجتُهُ أثناءَ غيابِهِ.
وتتحدث التقارير الحقوقية عن انتهاكات ممهنجة تمارس بحق هؤلاء المعتقلين في سجونها حيث تخفي بعضهم قسريا ولا تسمح لهم بممارسة حقوقهم القانونية، كما تمنع عنهم التواصل مع أهاليهم وذويهم".
ظروف تعذيب قاسية
وقال توفيق الحُميدي رئيسُ منظمةِ سام للحقوقِ والحرياتِ (أهلية مقرها جنيف) لـ "المهرية نت"، إنَ من بينِ المعتقلينَ اليمنيينَ في السجونِ السعوديةِ مسؤولينَ في الحكومةِ الشرعيةِ، وعسكريينَ كانوا يقاتلونَ في صفوفِ القواتِ السعوديةِ بالحَدِّ الجنوبيِّ".
وأفاد أن المخفيين في السجون السعودي ينقسمون إلى أربع فئات، الأولى هم مسؤولون في الحكومة الشرعية فرو من بطش الحوثي عام 2014 إلى المملكة العربية السعودية، ومنهم ليسوا مسؤولين لكنهم فرو من صنعاء عقب الانقلاب مثل الداعية عبدالعزيز الزبيدي وعبدالكريم ثعيل ورشاد الحميري.
ولفت إلى أن الصنف الثاني هم يمنيون كانوا يقيمون في السعودية لفترات طويلة وهؤلاء يمثل الصحفي "مروان المريسي" نموذج لهم.
وأضاف أن الصنف الثالث هم الشباب المقاتلين في الحد الجنوبي وهؤلاء مخفيين في سجون تتبع الاستخبارات والقوات الجوية في الحد الجنوبي وبعضهم مخفي ولا يعلم مصيره حتى اللحظة.
وتابع "الحميدي": الصنف الرابع اعتقلوا داخل اليمن وكانوا داخل سجون سعودية مثل سجن الطين بحضرموت أو بمحافظة المهرة وتم نقلهم إلى داخل المملكة العربية السعودية، بعضهم تم التحقيق وأعيد لافتا إلى أنه حصل على معلومات مؤخرا عن إعادة أحدهم والبعض لم يعود وتلقت أسرهم اتصالات بأنهم داخل السعودية.
وأوضح "الحميدي" أن لديهم معلومات تقول إن حالات الاعتقال لليمنيين داخل السجون السعودية ربما تصل إلى الآلاف خاصة اليمنيين الذين عليهم مخالفات إدارية أو متعلقة بالإقامة.
وأكد ان لدى منظمة سام شهادات عن عنابر بالجملة تمتلئ بالمعتقلين اليمنيين، مشيرا إلى أن السعودية اعتقلت في نهاية رمضان ما يقارب 25 مجندا كانوا في طريقهم إلى أسرهم لقضاء إجازة عيد الفطر المبارك من ضمنهم أفراد تظاهروا في الحد الجنوبي للمطالبة بصرف رواتبهم.
مؤشرات خطيرة
وذهب "الحميدي" إلى أن الشخصيات السياسية التي جرى اعتقالها في المملكة العربية تقبع تحت الإخفاء القسري ولم توجه لهم تهم معينة مشيرا إلى أنه لا توجد لائحة اتهام معينة حتى نستطيع أن نقول ماهي التهم الموجه إليهم.
ولفت إلى أنه من خلال التوثيق والمتابعة والرصد توصلنا إلى أمر في غاية الخطورة، وهي أن العقلية التي تعتقل اليمنيين في الرياض هي نفس العقلية التي تعتقل اليمنيين في صنعاء، تحت مزاعم واتهامات ملفقة تتعلق بالدعشنة والانتماء لثورة الشباب اليمنية وحزب الإصلاح وتهديد الأمن القومي.
وقال "الحميدي" إن هذه التهم المخيطة وليس لديها دليل واضح، لا يسمح للمعتقلين تلقي الدعم والعون القضائي والتواصل مع الأهالي.
وفي ذات السياق أكد أن منظمة سام لديها تواصل مع أهالي معتقلين في السجون السعودية منذُ وقت مبكر، لافتا في الوقت ذاته إلى أن المنظمة ستصدر تقرير خلال الأيام المقبلة يتضمن الكثير من الحالات المتعلقة باعتقال يمنيين في سجون سعودية بالفئات الأربع التي سبق ذكرها البعض منهم توفي تحت التعذيب.
وحول تجاهل المنظمات الدولية والحقوقية لملف المعتقلين اليمنيين في السعودية أكد الحميدي أن هناك عدد من الأسباب أهمها أن الملف كان خارج الجمهورية اليمنية وخاصة أن اللجان التحقيقية تبحث داخل ولايتها المخصصة لها داخل اليمن بالإضافة إلى أن المنظمات الحقوقية اهتمت بالانتهاكات التي تجري داخل اليمن خاصة في الجنوب.
من جانبه قال مديرُ قسمِ الشرقِ الأوسطِ وشمالِ إفريقيا في منظمةِ إفدي الدوليةِ عبد المجيد مراري، أن ما يحدثُ لليمنِ من قِبَلِ السعوديةِ عدوانٌ وانتهاكٌ لسيادتها.
وأضاف في تصريحٍ ل " المهريةِ نت" أنَ الجرائمَ التي يرتَكِبُها التحالفُ السعوديُ الإماراتيُ في اليمنِ لن تسقطَ بالتقادمِ.
وتقول تقارير حقوقية محلية ودولية إن السعودية وتحالفها العسكري ارتكبت العديد من الانتهاكات بحق المدنيين في اليمن الذين سقط منهم الآلاف بين قتيل وجريح منذ بدء تدخلها العسكري في مارس/ آذار من العام 2015.