آخر الأخبار

دراسة تبرز دور قبائل المهرة في كبح أطماع السعودية شرق اليمن

قبائل المهرة - إرشيف

قبائل المهرة - إرشيف

المهرية نت - متابعة خاصة
الاربعاء, 01 يوليو, 2020 - 11:44 مساءً

سلطت دراسة للباحث أحمد ناجي بعنوان "النموذج القَبَلي في شرق اليمن لاحتواء النزاعات"، نشرها مركز كارنيغي للشرق الأوسط، الضوء على القبائل في محافظة المهرة ورفضها للتدخلات السعودية، حيث استند الباحث على عمل ميداني ومقابلات أجراها في الفترة بين نوفمبر 2018 وأكتوبر 2019.

 

وتشير الدراسة إلى أن محافظة المهرة الواقعة شرق اليمن، والبعيدة كلياً عن المناطق التي تشهد مواجهات مسلحة، وجدت نفسها في مركز صراع إقليمي، ومع ذلك، يبدو الصراع في المهرة صراعاً مسيطراً عليه من قبل المجتمع المهري، ولازالت المحافظة وجهة لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين شُرِّدوا من مناطق أخرى في البلاد.

 

وتؤرخ دراسة مركز "كارنيغي للشرق الأوسط" بدء فصل جديد من فصول الحرب في اليمن، عام 2017 عندما أرسلت السعودية قوات عسكرية إلى المهرة، في مسعى إلى وقف تهريب السلاح للحوثيين، بحسب الرواية السعودية، لكن يبدو أن هناك أهداف أخرى أهمها أمين منفذ استراتيجي على بحر العرب، بحسب الطموح السعودي القديم في المنطقة.

 

وتطرق الباحث إلى حادثة مقتل مواطنين على يد قوات تدعمها السعودية في أنفاق فرتك بحصوين في نوفمبر 2018، إضافة إلى انتهاكات أخرى، لكن القبائل في المهرة نجحت في احتواء العديد من التوترات.

 

ويقول الباحث أحمد ناجي إن تقاليد القبيلة المتماسكة في المهرة، لاتزال تحد من استغلال أطراف خارجية لأي خلافات داخلية، "ففي المجتمع المهري، تتداعى الوساطات القبلية بصورة كبيرة، وتمتلك القبائل هرمية قبلية تمكنهم من الانتظام الذاتي، وحل أي خلافات قد تظهر".

 

ونوّه ناجي إلى معارضة القبائل في المهر للتدخل السعودي، ولم يحظَ تدخّل الرياض بالترحيب من قبل أبناء المهرة، رغم تبنّي السعوديين فكرة التأثير على المجتمع المهري بصورة مباشرة من خلال دعم بعض الأطراف فيه، لكسب ولاءاتهم.

 

وأضاف أن المهريين  أبدوا قدرة على بسط نفوذهم وفرضوا أنفسهم كشركاء في عملية تقرير مصيرهم، وأرغموا السعوديين على مراجعة حساباتهم، واحترام قواعد المهريين والتقيّد بها، أو على الأقل عدم انتهاكها صراحةً.

 

وأوضح أن "الحوكمة القبلية المهرية أظهرت مراراً وتكراراً أهميتها وجدواها في المساعدة على خفض وتائر الصراعات، والتوسط في النزاعات في منعطفات عدة من تاريخ اليمن".

 

واستدرك ناجي قائلاً: لكن حتى الآن لا يبدو أن الكثير من المراقبين اليمنيين يعيرون ذلك اهتماماً، فحتى أولئك المنخرطون في مجال حل النزاعات أهملوا التفكير في إمكانيات وإيجابيات العمل مع القبائل اليمنية لاستنساخ المقاربة المهرية في مناطق أخرى من البلاد، أو على الأقل لاستقاء الدروس والعبر منها.


تعليقات
square-white المزيد في محلي