آخر الأخبار

سقطرى: رحلة إلى عالم غريب في قلب المحيط الهندي

تصوير كوانغ نجوين فينه على موقع Pexels

تصوير كوانغ نجوين فينه على موقع Pexels

المهرية نت - ترجمة خاصة
الجمعة, 17 يناير, 2025 - 06:03 مساءً

سلطت مجلة السفر والأماكن، اليوم الجمعة، الضوء على الجمال الذي تنفرد به جزيرة سقطرى، من خلال جوها الغامض وتنوعها الطبيعي وثقافتها القديمة.

 

وقالت المجلة في تقرير لها إن جزيرة سقطرى المعزولة في وسط المحيط الهندي، وهي جزء من الأرخبيل الذي يحمل نفس الاسم التابع لليمن، توفر مناظر طبيعية سريالية وتنوعًا بيولوجيًا فريدًا على هذا الكوكب. تعتبر سقطرى واحدة من أكثر الأماكن النائية والغامضة في العالم، وقد أطلق عليها لقب "جالاباجوس المحيط الهندي" بسبب حيواناتها ونباتاتها غير العادية التي لا توجد في أي مكان آخر على وجه الأرض.

 

وأضافت أن الجزيرة التي تضاريسها تتحدى الخيال تشكلت نتيجة تفكك الصفائح التكتونية العربية منذ ملايين السنين، وتتميز بتكوينات صخرية مذهلة وشواطئ ذات رمال بيضاء ومنحدرات شديدة الانحدار تظهر فجأة من البحر.

 

وأفادت أن من بين هذه المناظر الطبيعية، تقف أشجار التنين بمظهرها الملتوي والمحمر، كأيقونات للمكان. هذه الأشجار، الفريدة من نوعها، تعطي إحساسًا بأنك في مكان مستوحى من أحد أفلام الخيال العلمي، وتقدم صورًا لا تُنسى تبدو وكأنها مأخوذة من كوكب آخر.

 

التنوع البيولوجي في خطر والتراث الطبيعي

 

وترى المجلة في تقريرها أنه تم الاعتراف بسقطرى من قبل اليونسكو كموقع للتراث العالمي، ليس فقط بسبب مناظرها الطبيعية الرائعة، ولكن أيضًا لثرواتها البيولوجية.

 

ووفقا للمجلة فإن حوالي ثلث نباتاتها مستوطنة، بما في ذلك الزهور والشجيرات الملونة النابضة بالحياة والتي تطورت في عزلة على مدى آلاف السنين.

 

وتعد الجزيرة موطنًا للطيور المستوطنة مثل ببغاء سقطرى، وهو طائر ذو ريش نابض بالحياة يسكن المنحدرات شديدة الانحدار والغابات.

 

وقالت إن تنوع الزواحف ووجود أنواع لا حصر لها من الحشرات يكمل صورة النظام البيئي الهش والاستثنائي.

 

الثقافة والتقاليد في سقطرى

 

ويشير التقرير إلى جانب طبيعتها المذهلة، تعد سقطرى مكانًا تتلاقى فيه الثقافة العربية وحياة المجتمع التقليدية التي لم تتغير إلا قليلاً مع مرور الوقت. لقد طور السكان المحليون، المنحدرون من التجار والملاحين القدماء، أسلوب حياة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالطبيعة.

 

وأكدت أن القرى الصغيرة المنتشرة في جميع أنحاء الجزيرة تحافظ على عادات الأجداد، حيث يعتبر فن صناعة الزوارق الخشبية وجمع النسغ للاستخدامات الطبية من الممارسات الموروثة من جيل إلى جيل.

 

وقالت إن كرم السقطريين وأسلوب حياتهم البسيط والتاريخ الشفهي لأسلافهم يضيف بعدًا إنسانيًا إلى الرحلة.

 

وينعكس الارتباط بين الإنسان والبيئة الطبيعية في الحرف المحلية والموسيقى وفن الطهي، حيث تمتزج النكهات المحلية مع التوابل والمأكولات البحرية، وهي منتجات البيئة البكر التي تحيط بها.

 

الغموض والمغامرة في كل زاوية

 

لا يقتصر حس المغامرة في سقطرى على مناظرها الطبيعية الغريبة. إن استكشاف الجزيرة يعني الدخول إلى مناطق بعيدة عن الطرق الوعرة واكتشاف الكهوف المخفية والمشي على طول المسارات التي تمر عبر الغابات البدائية.

 

وتوفر البيئة التي تبدو متجمدة مع الزمن، مساحة للتأمل والتأمل، بعيداً عن صخب الحياة العصرية. كل منظر بانورامي، وكل غروب شمس ذهبي فوق المحيط، وكل لقاء مع النباتات والحيوانات المحلية، تصبح لحظات لا تُنسى تترك أثرًا عميقًا في الذاكرة.

 

ويذهب تقرير المجلة إلى أن سقطرى ليست مجرد وجهة سياحية؛ إنها تجربة تختبر القدرة على التساؤل والرغبة في مواجهة المجهول.

 

وأكدت أن ندرة مناظرها الطبيعية وثراء تنوعها البيولوجي ودفء شعبها تشكل صورة مليئة بالتناقضات التي تثير الفضول والإعجاب.

 

وعلى الرغم من أن الوصول إلى الجزيرة قد يكون معقدًا بسبب موقعها الجغرافي وبنيتها التحتية المحدودة، إلا أن استكشاف هذه الزاوية البعيدة سيكافئ المسافر بالاتصال المباشر بالطبيعة في أنقى صورها ولقاء حميم مع ثقافة قديمة وسط بيئة غير مستكشفة تقريبًا. 

 

واختتمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى أن سقطرى تمثل جوهرة مخفية لأولئك الذين يبحثون عن وجهات بعيدة عن الزحام. يوفر جوها الغامض وتنوعها الطبيعي وثقافتها القديمة نظرة جديدة ورائعة على كوكبنا، في عالم تتزايد فيه العولمة، تقف جزيرة سقطرى بمثابة تذكير بالكنوز الفريدة التي لا تزال موجودة، في انتظار اكتشافها من قبل أولئك الذين يجرؤون على المغامرة في مناظرها الطبيعية الغريبة.

 




تعليقات
square-white المزيد في محلي