آخر الأخبار

ناشطون وسياسيون عن تمديد الهدنة: استلاب للقرار الوطني اليمني لصالح دول التحالف

المهرية نت - رصد خاص
الاربعاء, 03 أغسطس, 2022 - 01:38 صباحاً

اعتبر ناشطون وسياسيون، إعلان الأمم المتحدة، موافقة الأطراف اليمنية على تمديد الهدنة شهرين إضافيين، مسلسل لاستكمال سلب القرار الوطني اليمني، وتجييره بناء على مصالح دول التحالف (السعودية والإمارات)، على حساب معاناة ومأساة اليمنيين. 

 

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، أن الحكومة والحوثيين وافقوا على تمديد الهدنة الحالية لشهرين إضافيين قبل ساعات من انتهائها.

 

واستغل الحوثيون الهدنة لصالحهم، ومارست الجماعة الابتزاز السياسي لفرض اشتراطاتها التي عجزت عن تحقيقها خلال الحرب؛ من خلال التمسك بشروطها المعتادة لتحقيق السلام، والتي لم تتغير منذ 2015، وسط فشل للشرعية اليمنية التي لم تتمكن من تحقيق أبسط أهدافها، وفي مقدمتها فك الحصار الحوثي عن مدينة تعز.

 

ومع نجاح الهدنة جزئياً في وقف القتال، خصوصاً بين الحوثيين والتحالف العسكري بقيادة السعودية والإمارات، في حين ظلت خروقات الهدنة مستمرة وبشكل يومي في مختلف جبهات القتال الدائرة في البلاد.

 

وفي هذا الشأن، قال الكاتب والباحث نبيل البكيري، إن "تمديد ما تسمى بالهدنة مع مليشيات الحوثي ليست سوى شغل لتقوية الحوثي وتحقيق كل اشتراطاته تحت مسمى الهدنة التي لا علاقة لليمنيين ومعاناتهم بها".

وأضاف "الهدنة استكمال لمسلسل استلاب القرار الوطني اليمني وتمرير مشروع التجزئة والتمزيق لليمن من قبل الأشقاء الحلفاء (في إشارة للسعودية والإمارات)". 

 

من جانبه، قال الصحفي راكان الجبيحي، إن "السعودية تحولت في مواقفها من العيش في وهمْ التزعّم والتسيّد وتبني مشروع عربي في التصدي لإيران وأذرعها بالمنطقة والجوار، إلى الإكتفاء بالدفاع عن المملكة وحمايتها من أي مخاطر أو تهديدات خارجية".

 

السعودية من العيش في وهمْ التزعّم والتسيّد وتبني مشروع عربي في التصدي لإيران وأذرعها بالمنطقة والجوار،، إلى الإكتفاء...

Posted by ‎راكان الجبيحي‎ on Tuesday, August 2, 2022

 

وأضاف "من قيادة عملية التحالف العربي الطويلة لاستعادة الدولة في اليمن وإنهاء الإنقلاب الحوثي - خنجر إيران في خاصرة السعودية والخليج - إلى الإكتفاء بضرورة تثبيت الهدنة الأممية ودعمها رغم فشلها، باعتبارها مدخل للحل السياسي دون الحاجة لمعرفة تبعات ومآلات ذلك، وعواقبه على مصلحة الوطن والمنطقة أرضاً وإنساناً.. حاضراً ومستقبلاً".

 

وتابع: "تلاعب رهيب في عملية فرز القضايا والأحداث والمناورة بهما حسب الأهواء والمصالح الخارجية، وتناقض عجيب بين خطاب التمني والتهريج،، وبين الواقع المرير والمخيف"، مضيفاً "هذا كله خلاصة للسيناريو الحاصل والمرسوم لحاضر ومستقبل الدول بالمنطقة واليمن أولاً،، والناتج عن تعدد المصالح وتداخلها ببعضها على المستوى العام محلياً واقليمياً".

 

بدروه، قال رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث عبدالسلام محمد، إن "الهدنة القادمة سيستغلها الحوثي على مستويات متعددة، ففي الداخل سيستمر بتصفية الاجنحة المتعددة، فبعد تصفية جناح الزيدية الذي يتبع المؤيدي وقصقصة جناح محمد عبد العظيم الحوثي وإضعاف الهاشميين الذين تربطهم علاقات مع السعودية؛ سيواصل التنكيل بما تبقى من قيادة وأعضاء المؤتمر جناح أبو راس".

 

الهدنة القادمة سيستغلها الحوثي على مستويات متعددة، ففي الداخل سيستمر بتصفية الاجنحة المتعددة،فبعد تصفية جناح الزيدية...

Posted by Abdulsalam Mohammed on Tuesday, August 2, 2022

وأضاف "على المستوى الاقتصادي سيواصل جمع المليارات من عوائد النفط والغاز وجمارك الميناء ويستغل فتح المطار في فك الحظر عن سلطته، أما على المستوى السياسي سيناور أكثر للحصول على اعتراف دولي بسلطته، وكلها تمهد للجانب العسكري الذي يعيد بناء منظومته الميلشاوية من خلال التجنيد والتسليح النوعي.

 

الناشط الصحفي "هشام المسوري علق هو الأخر على قرار تمديد الهدنة بالقول: ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان عازم على قطع ذراع إيران في اليمن ثم خفف وأصبح يشترط عليه التخلي عنها والعودة للحضن العربي".

 

وأضاف "الأن لم يعد يريد إبعاد الحوثي عن إيران. بل يسعى لتأهيل الحوثي وتوظيف علاقته بإيران بحيث يلعب دور الوسيط معها. مناقشة ربط مطار صنعاء بمطارات جدة ودبي خطوة يراها ذكية في هذا الاتجاه".

 

السياسي الكويتي عبدالعزيز بن رميح قال هو الآخر، إن "تمديد الهدنة في اليمن ليست حل  دائم يجب حسم الأمر لتعود الحياة طبيعية للشعب اليمني ، على جميع الأطراف المتنازعة التوصل الى حل دبلوماسي سلمي ، يأخذ كل طرف دور سياسي متساوى بدون اقصاء ، لوقف معاناة الشعب الذي ظلم بسبب لعنة الموقع الجغرافي المميز لليمن".

وزير الإدارة المحلية السابق عبدالرقيب سيف فتح، قال من جانيه، إن "القبول بالهدنة من قبل الشرعية منطقي و يتسق مع دعوتها للسلام وقبولها لدعوات الحوار حول ذلك".

وأضاف "الغير منطقي ان تفترض الشرعية ان الميليشيات الحوثية ستوفي بشروط قبول الهدنة دون عمل ميداني يجبرها على ذلك"، مشدداً على ضرورة أن "يصاحب قبول الهدنة أعمال ميدانية تفرض شروطها وخطة إعلامية تفضح تجاوزها".

 

بدروه، قال محمد جميح سفير اليمن في "اليونسكو" إن "تمديد الهدنة مهم للمواطن اليمني الذي يريد أن يتنفس الصعداء، لكن أخطر ما في الأمر أن يستمر التمديد دون أفق سياسي، وهو ما سيكرس واقع التقسيم، باحتفاظ كلٍ بما تحت يده من أرض وموارد".

وأضاف "الهدف من الهدنة هو الحل السياسي، وإذا غاب الحل مع استمرار تجديد الهدنة، فتلك وصفة حقيقية للتقسيم".

 

في وقت سابق، قال المبعوث الأممي في بيان إعلانه تمديد الهدنة إن “اقتراح الهدنة الموسع سينص على التوصل إلى اتفاق بشأن آلية صرف شفافة وفعالة لدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية والمعاشات المدنية بانتظام ، وفتح الطرق في تعز والمحافظات الأخرى”.

 

ولفت إلى أن “الهدنة الموسّعة ستعمل على تسيير المزيد من وجهات السفر من وإلى مطار صنعاء، وتوفير الوقود وانتظام تدفقه عبر موانئ الحديدة”.

 

وأوضح أن من “شأن الإتفاق الموسّع أن يوفّر أيضاً الفرصة للتفاوض على وقف إطلاق نار شامل وعلى القضايا الإنسانية والاقتصادية وللتحضير لاستئناف العملية السياسية بقيادة اليمنيين تحت رعاية الأمم المتحدة للوصول إلى سلام مستدام وعادل”.

 

وتقدم المبعوث الأممي بالشكر “لسلطنة عُمَان وأعضاء مجلس الأمن الدولي على دعمهم لإنجاح الهدنة”.




تعليقات
square-white المزيد في محلي