ندد المئات من الناشطين والإعلاميين والحقوقيين اليمنيين، بالصمت الدولي والأممي تجاه جرائم الحوثيين بحق سكان مدينة تعز، والتي كان آخرها مجزرة حي الروضة التي أسفرت عن إصابة 12 طفلاً بإصابات خطيرة وحرجة، على الرغم من استمرار سريان الهدنة الإنسانية.

واستنكر الكثير منهم بالمقابل، عجز مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية، التي لم تتخذ أي رد فعل حيال جريمة الحوثيين والتي جاءت بالتزامن مع استمرار سريان الهدنة، وتواجد اللجنة العسكرية التابعة للأمم المتحدة في المدينة لمراقبة الالتزام بها.

وفي وقت سابق، أفادت شرطة مدينة تعز بأن "جماعة الحوثي شنّت قصفاً وحشياً على حي زيد الموشكي المكتظ بالسكان وسط المدينة بعدد من قذائف الهاون أسفر عن إصابة 12 طفلاً دون سنِّ العاشرة، بإصابات بليغة ومتوسطة".

وفي هذا الشأن، قال عضو مجلس الشورى اليمني عضو البرلمان العربي علوي الباشا بن زبع، إن "ما نتج عن استهداف حي الموشكي وسقوط مدنيين أطفال جريمة بشعة ومدانة (..) ولا يمكن الحديث عن تمديد هدنة أو جهود سلام باليمن في ظل استباحة دماء المواطنين".

من جانبه، قال  الصحفي رشاد علي الشرعبي إن "هدنة الأمم المتحدة تحت أحذية أطفال تعز الذين استهدفت 12 طفلا منهم، مليشيا الحوثي في حي الروضة بمدينة تعز عصر اليوم (السبت)".

الصحفي والكاتب السياسي عامر الدميني، قال إن"قتل الحوثيين للأطفال في تعز بالتزامن مع وجود فريق أممي في المدينة (..) يؤكد دمويتهم يوما بعد آخر، وهم أكثر الأطراف سفكا للدماء وانتهاكا للطفولة في اليمن".

وأضاف معلقاً على صورة لآثار مجزرة الأطفال بتعز: "هذه الأحذية أعزّ قدرا ومكانة من القاتل اللعين الذي أطلق رصاصاته وخطف أرواح هؤلاء الأطفال في تعز، بل إنها أكرم من كل أفكارهم القاتلة المستهدفة للطفولة، ولليمن برمته".

وتابع: "إن جماعة تمارس هذا الإجرام بحق الطفولة والآمنين هي جماعة إرهابية قاتلة".

الناشط محمد عبدالقدوس، قال إن "مئات وعشرات الأطفال في جميع المحافظات يصرخون ويبكون ويموتون من جرائم جماعة الحوثي بحقهم"، مضيفاً "عن أي هدنة وأي سلام تتحدثون أيها الجبناء".

رئيس مؤسسة دفاع للحقوق والحريات هدى الصراري، قالت من جانبها، إن "مسلمات الهدنة لدى مليشيات الحوثي هي استهداف الأطفال بالقذائف والتحشيد العسكري ومهاجمة القرى وزراعة الألغام".

مستشار وزير الإعلام مختار الرحبي قال من جانبه، "إن استهداف الأطفال في تعز من قبل الحوثيين جريمة تضاف الى سجل جماعة الحوثي في ظل صمت أممي وتجاهل للهدنة المعلنة".

أما الناشط فهد الفهد فكتب قائلاً: "قذيفة هنا ولغم هناك صاروخ هنا ومسيرة هناك وبين هذا وذاك شعب مقهور ووطن مذبوح وسيل من الدم المسفوك ومجتمع دولي يتغنى زورا بالإنسانية وحقوق الانسان".

فخري العرشي، رأى أن "قياس الأمم المتحدة للتعامل مع الحوثي خاطئ، وأن الهدنة الأخيرة، لا تلبي أدنى المعايير التي تقود لسلام ضعيف، جرائم اليوم في تعز مثل وجرائم الأمس في خبزة وجرائم كل السنوات التي تم القفز عليها أممياً لصالح الحوثي" حد قوله.

الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي، إن "قصف حي الروضة المكتظ بالسكان بالتزامن مع وجود مستشارين عسكريين للمبعوث الأممي.. دليل بالغ على أن الهدنة لم تجلب السلام لليمنيين وعلى أن الإرهاب هو طريق هذا الفصيل الطائفي المدعوم من إيران".

وأضاف "لجنة المستشارين العسكرية الأممية التي تتواجد في تعز ستكون شاهدة على هذه الخروقات، التي تمثل رسالة استفزاز واضحة للمجتمع الدولي مثلما تمثل عدوان على سكان المدينة المحاصرين".

الصحفي فارس فؤاد البناء علق بالقول: "مجزرة جديدة ترتكبها مليشيا الحوثي الإرهابية في تعز، بعد استهدافها حي "زيد الموشكي" قبل قليل بقذائف الهاون، ما أدى إلى إصابة 9 أطفال، معظمهم في حالات حرجة في غرف العناية المشددة.

وأضاف مرفقاً بصورة لآثار ضحايا الأطفال معلقاً عليها بالقول: "هذه الأحذية إهداء للأمم المتحدة ومبعوثها وكل الصامتين على الإرهاب الحوثي".

الصحفي" خالد العلواني، علق على مجزرة حي النهضة بالقول: "الهدنة الإنسانية هي الإسم الحركي لحرب مليشيا على الشعب اليمني برعاية أممية".

"جريمة إبادة جماعية"

على الصعيد، أدانت منظمات حقوقية، جريمة الحوثيين بحق الأطفال في تعز، واعتبرت ذلك انتهاكا سافرا للقانون الدولي الإنساني، وحادثة ترقى لجريمة "إبادة جماعية".

وعبرت منظمة "ميون" لحقوق الإنسان عن إدانتها الشديدة للقصف المدفعي الذي نفذته جماعة الحوثي السبت، على حي زيد الموشكي بمدينة تعز والذي أدى إلى إصابة 12 طفلاً 5 منهم بحالة خطرة.

واعتبر بيان صادر عن المنظمة "هذا القصف الهمجي الذي نفذ بقذائف الهاون في ظل سريان الهدنة المعلنة من قبل الأمم المتحدة سعى للإيقاع بأكبر عدد من المدنيين لا سيما الأطفال انتهاك سافر للقانون الدولي الإنساني قد يرقى لجريمة إبادة جماعية".

واستنكرت المنظمة "هذه النزعة الجامحة لارتكاب الأعمال الدموية"، مطالبة مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن والمكاتب الأممية العاملة في اليمن والدول الراعية للسلام في اليمن "إدانات صريحة وواضحة لهذا الجرم والتأكيد على فداحته وضرورة عدم إفلات مرتكبيه من العقاب".

"مطالبات برفض تمديد الهدنة"

إلى ذلك، عبّر العشرات أبناء مدينة تعز عن إدانتهم لجريمة استهداف حي الروضة السكني بقذيفة حوثية ما أدى إلى إصابة 12 مدنياً معظمهم أطفال.

وقال بيانٌ صادر عن وقفة احتجاجية لأهالي الضحايا الأطفال من أمام مقر إقامة اللجنة العسكرية التابعة للأمم المتحدة، إن"الجريمة التي حدثت بالتزامن مع زيارة الوفد الأممي لتعز، ماهي إلا دليل إضافي يؤكد استمرار الإجرام الحوثي بحق المدنيين، وعدم الالتزام بالهدنة، ورفض السلام وجهود التهدئة".

وأضاف: ندين التعامل الأممي المتماهي مع جرائم الحوثيين، وانتهاكاتهم، وجرائم الحرب اليومية التي يتعرض لها المدنيون في مدينتا المحاصرة منذ سبع سنوات، ونستنكر بأشد العبارات استمرار الحديث عن تمديد الهدنة قبل إلزام الحوثيين بوقف هجماتهم وفك الحصار عن المدينة.

وطالب المحتجون بمحاسبة مرتكبي الجرائم، كما طالبوا المجلس الرئاسي بعد القبول بتمديد الهدنة إلا بإلزام الحوثيين بتنفيذ كافة بنودها، ورفع الحصار عن تعز دون قيد أو شرط.

"الحكومة تنتقد الصمت الدولي والأممي"

بدروها، دعت الحكومة اليمنية، المجتمع الدولي والأمم المتحدة، إلى إدانة واضحة وصريحة للمجزرة التي ارتكبتها جماعة الحوثي مساء السبت في تعز، جنوب غربي البلاد والتي راح ضحيتها 11 طفلا.

ونقلت وكالة (سبأ) الرسمية، عن وزير الإعلام والثقافة معمر الإرياني قوله إن "جماعة الحوثي استهدفت حي زيد الموشكي السكني بتعز بعدد من قذائف الهاون، من مواقع تمركزها في معسكر الامن المركزي ما أدى إلى إصابة 11 جميعهم من الأطفال، بجروح متفاوتة".

وأشار إلى أن المليشيا ارتكبت هذه الجريمة النكراء في ظل سريان الهدنة الأممية، ووجود وفد تابع للأمم المتحدة في المدينة لمراقبة الالتزام بها.

ويرى الوزير الإرياني أن جريمة الجماعة تحد واضح للمجتمع الدولي وعدم اكتراثها بالدعوات والجهود الدولية التي تبذل للتهدئة وتخفيف المعاناة الانسانية، ووضع حد لمعاناة المدنيين".

وطالب الارياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الاممي والأمريكي بمغادرة مربع الصمت وإصدار إدانة واضحة وصريحة لهذه الجريمة، كما دعا إلى ضغوط حقيقية على الجماعة لوقف استهداف المدنيين في تعز وغيرها من المحافظات، ورفع الحصار فورا عن المدينة.