أثار غياب اليمن، في "قمة جدة للأمن والتنمية" التي شهدت مشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى مصر والأردن والعراق، والتي ناقشت الأوضاع الإقليمية وأزمة الطاقة، غضبا يمنيا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وعبر الكثير من الناشطين والسياسيين اليمنيين، عن غضبهم الشديد لتهميش اليمن عن هذه "القمة"، على الرغم من تواجد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في جدة، وتجاهل الملف اليمني رغم أهميته لكل الدول المشاركة.

وفي هذا الشأن، قال مستشار وزير الإعلام مختار الرحبي، إن "ذهاب الرئيس العليمي إلى مدينة جدة خطأ استراتيجي طالما لم يتم تقديم دعوة رسمية لحضور القمة".

وأضاف "لم يكن من الضروري الذهاب والاكتفاء بلقاء هامشي مع وزير الخارجية الأمريكي، تهميش اليمن رغم أهمية الملف اليمني لكل الحاضرين يضع ثقل كبير على كاهل الرئيس لإعادة المكانة الطبيعية لليمن بين الأشقاء".

وتابع: دول الخليج تناقش مصير اليمن مع الأمريكان والغرب والرئيس اليمني  بجوارهم في جدة ولا يتم إشراكه في الحديث وطرح الرأي  عن الملف اليمني والحرب القائمة والتي يشاركون فيها استهتار غريب ومعيب".

من جانبه، علق "خالد الرويشان وزير الثقافة والسياحة اليمني بالقول: "اليمنيون غاضبون! أن يُدعى الرئيس العليمي ويصل إلى جدة ولا يحضر قمة بايدن مع زعماء المنطقة .. هذه فجاجةٌ ثقيلة ورعونةٌ سعوديةٌ لا تُغتفر".

وأضاف "دِلالات الاستبعاد الفج تبعث على التشاؤم  لكنّ الأخطر أن الواقعة تؤكد سوء النية! يا قومنا .. حفنة من ديبلوماسية! حفنة من مروءة".

الصحفي صدام المالكي كتب قائلاً: "حضر اليمن كملف في قمة جدة ولكن بدون اليمنيين رغم تواجد رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي في #جدة ! يتعامل الجميع مع اليمن كملف سعودي ثانوي ولا حضور للقيادة اليمنية".

وكيل محافظة صنعاء، ناصر الضبياني، قال من جانبه، إن "تجاهل اليمن من الحضور والمشاركة في قمة جدة مع دول المنطقة غير مبررة"، واصفاً  تصرفات الحكومة السعودية مع الشرعية اليمنية بـ"تصرفات رعنا وغير مقبولة".

رئيس مؤسسة الشموع للصحافة والاعلام، سيف الحاضري، قال من جانبه، إنه "كان الأجدر بالرئيس العليمي البقاء في عدن، لقد وضع نفسه ووضع اليمن في موقف مهين".

وأضاف "هذا التجاهل إهانة بالغة وأكثر وضوحيه أننا بلا قيمة ولا احترام لدى الأشقاء.. وهي نتيجة المحاباة لكل متطلبات الأشقاء، والوقوع في أسر المال"، مضيفاً "هل يكفي هذا الدرس المهين لنتعلم؟

الصحفي عبدالله دوبله علق بالقول: " صحيح أن مجلس الرئاسة تافه، وهو صنيعة سعودية إماراتية إلا أن اليمن كبلد لا يقل أهمية عن مصر والأردن والعراق ليتم تجاهل دعوته لحضور القمة الخليجية الأمريكية".

عبدالرب الفتاحي، قال من جانبه، إن "تجاهل الرئيس اليمني في مثل هذه القاءات، دليل على أن الملف اليمني كله خاضع للسياسة السعودية ونفوذها" مضيفاً "تجاهل رشاد العليمي يكشف التعاطي السلبي السعودي مع ملف اليمن وتحكمها بتفاصيله".

وكتب قاسم طاهر" قمة جدة تناقش حرب اليمن دون تمثيل اليمن ودون مشاركة سلطة اليمن الشرعية الممثلة برئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، رغم وصوله إلى مدينة جدة بهدف المشاركة لكنه تم منعه من المشاركة في القمه ومنعه أيضا من مقابله رئيس الولايات الأمريكية جون بايدن".

وكانت السعودية، أعلنت، السبت، اختتام قمة جدة للأمن والتنمية، التي شهدت مشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن و9 قادة عرب.

وفي البيان الختامي للقمة، عبر "القادة المشاركون عن أملهم في التوصل إلى حل سياسي في اليمن وفقاً لمرجعيات المبادرة الخليجية"، كما رحب البيان بالهدنة في اليمن وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي.