آخر الأخبار
حذّرت من ارتفاع مستوى الوفيات..أطباء بلا حدود: الوضع في عدن يفطر القلب
وصل معدل الوفيات في عدن إلى 80 حالة يومياً
الخميس, 21 مايو, 2020 - 06:26 مساءً
حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من انهيار الوضع الصحي في العاصمة المؤقتة عدن، مؤكدة ارتفاع مستوى الوفيات في الأعمار الأصغر سناً.
وقالت المنظمة في بيانٍ نشرته على موقعها الإلكتروني، إن عدد الوفيات الواقعة في مركز علاج مرضى كوفيد-19 بعدن يعكس وجود كارثة أوسع نطاقاً في المدينة بدأت تتكشف فصولها الآن.
وأضافت أن المركز استقبل منذ 30 أبريل إلى 17مايو 173 مريضاً، لقي على الأقل 68 منهم حتفهم، مشيرة أن العديد من المرضى يصلون إلى المركز وهم يعانون من متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، مما يجعل إنقاذ حياتهم مهمةً صعبةً، ويشير إلى أن في منازلهم مصابون آخرون.
وأوضحت أن إحصائيات الدفن الحكومية تظهر أن الكثير من الناس يموتون في منازلهم، وتكشف أيضاً أن 80 شخصاً توفوا كل يوم في المدينة خلال الأسبوع الماضي، بعدما كان المعدل المعتاد في فترة ما قبل انتشار المرض 10 حالات وفاة يومياً.
وقالت مديرة عمليات أطباء بلا حدود في اليمن كارولين سيغين: "إن ما نراه في مركز العلاج الذي نُديره هو مجرد غيض من فيض من حيث عدد الأشخاص الذين يُصابون ويموتون في المدينة". وتكمل، "يلجأ الناس إلينا لنُنقذهم بعد فوات الأوان، ونحن نعلم أن آخرين كُثر لا يأتون على الإطلاق: يموتون ببساطة في المنزل. هذا الوضع يفطر القلب".
وأكّدت أن الأمم المتحدة والدول المانحة بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود وبشكل فوري، ليس فقط من أجل عدن بل من أجل اليمن بأسرها، ومن الضروري تأمين الأموال لدفع أجور العاملين في مجال الرعاية الصحية، وتزويدهم بمعدات الوقاية الشخصية اللازمة للحفاظ على سلامتهم.
وتابع البيان: البلد بحاجةٍ ماسةٍ أيضاً إلى المزيد من مكثفات الأوكسجين لمساعدة المرضى على التنفس، على السلطات المحلية أن تبذل كل ما في وسعها لتسهيل عمل المنظمات الدولية التي تتعاون معها للتصدي للفيروس وضمان دخول الإمدادات الطبيّة والموظفين الدوليين لدعم الفرق في الميدان.
وتضيف سيغين،: "إن المستوى المرتفع للوفيات التي نراها بين مرضانا يعادل مستويات وحدات العناية المركزة في أوروبا، غير أن الأشخاص الذين يموتون هم أصغر سناً بكثير ممن يموتون في فرنسا أو إيطاليا: إن معظمهم رجال تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاماً".
ونوّهت أطباء بلا حدود أن عدن كانت تعاني مسبقاً، قبل وصول مرض كوفيد-19، من نظام رعاية صحية شديد الهشاشة بسبب الحرب القائمة منذ خمس سنوات في اليمن، بينما تفتقر السلطات إلى وسائل الاستجابة بالشكل الصحيح للجائحة، فلا تملك هذه الأخيرة المال لدفع أجور الموظفين، وهي غير قادرة على توفير سوى عدد قليل من معدات الوقاية الشخصية وأقل بعد من المواد اللازمة لإجراء الاختبارات، وبالتالي لا يمكن معرفة العدد الدقيق لحالات الإصابة.
وأوضحت أن المرضى الذين يموتون تظهر عليهم أعراض مرض كوفيد-19، ومع ذلك، فإن أمراض مثل الملاريا وحمى الضنك وشيكونغونيا متوطنة في المدينة، إلا أنه لم يسبق أن يسفر عنها هذا العدد الكبير من الوفيات في مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة.
ووفقاً لسيغين، "تُغلق المستشفيات أبوابها في الأرجاء الأخرى من المدينة أو ترفض مرضى معيّنين لأن الموظفين يفتقرون إلى معدات الوقاية الشخصية للحفاظ على سلامتهم، ما يجعلنا قلقين للغاية بشأن الآثار السلبية لهذا التفشي على أنواع أخرى من الأمراض".
واختتمت مديرة عمليات أطباء بلا حدود في اليمن حديثها بالقول: "نحن نفعل كل ما في وسعنا، ولكن مواجهة هذا الفيروس بمفردنا مستحيلة. من غير الأخلاقي أن يترك العالم عدن وبقية اليمن وحدهما في وجه هذه الأزمة".