بعد سنوات من تواجدها غير المبرر في المحافظات المحررة، انسحبت القوات الإماراتية من معسكر العلم الاستراتيجي شمال شرقي مدينة عتق مركز محافظة شبوة متوجهة إلى منفذ الوديعة، تاركة المعسكر لأفراد من النخبة الشبوانية المدعومة إماراتياً، وذلك بعد ضغوط السلطة المحلية والمطالبات الشعبية.  

وأثارت الخطوة التي قادتها وساطة سعودية الكثير من التكهنات والشكوك حول الدوافع في هذا التوقيت بالذات ومع جدية الإمارات من هذا الخروج، لا سيما وأنه جاء بالتزامن مع انسحاب سعودي وإعادة تموضع في المهرة، وتقدم عسكري للحوثيين باتجاه مدينة مأرب، وسيطرتهم على ثلاث مديريات في محافظة شبوة من بينها بيحان.

وفي هذا الشأن، قال رئيس الحراك الوطني الجنوبي، حسين اليافعي، إن "الانسحاب الإماراتي من معسكر العلم هو بمثابة ضوء أخضر للحوثي للتقدم نحو المحافظة والأيام ستثبت لكم ذلك".

الكاتب محمد مصطفى العمراني، قال إن "انسحاب القوات الاماراتية من معسكر العلم بشبوة وتسلم الجيش الوطني للمعسكر خطوة جيدة لكن الأهم أن تنسحب القوات الإماراتية من منشأة بلحاف الغازية وأن يعاد تشغيلها لتوفر المليارات للخزينة العامة وتوظف 10 آلاف عامل"، داعياً في ذات الوقت  إلى استمرار الضغط والتصعيد حتى تسلم الإمارات منشأة بلحاف.

من جانبه، يرى عضو مجلس الشورى علي حسين البجيري، أن "انسحاب ابوظبي من معسكر العلم خطوة جيدة إذا لم تكن هناك طبخة خبيثة متفق عليها بين هذا التحالف (السعودية والإمارات)".

دوره، قال الصحفي يوسف عجلان، إن "خروج القوات الإماراتية من معسكر العلم في شبوة ليس من أجل عيون السلطة المحلية أو محافظ المحافظة بل استعداداً لتسليم المحافظة للحوثيين والأيام ستخبركم بذلك" حد قوله.

الإعلامي بشير الحارثي، قال إن "انسحاب القوات الإماراتية من معسكر العلم يأتي تمهيداً لتسهيل سيطرة مليشيا الحوثي وبتنسيق مع مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتياً، داعياً السلطة المحلية وأبناء شبوة إلى توحيد الصفوف ونبذ الخلافات والدفاع عن شبوة وحريتها وكرامتها. لإمارات تغادر معسكر العلم وتتركه لمجاميع الانتقالي مع أسلحتها، بالإضافة لإبقاء قواتها في منشأة بلحاف.

الصحفي عبدالباسط الشجاع، قال إن الإمارات انسحبت من معسكر العلم ووجهت ميليشياتها بالتحرك، مشيراً إلى استحداثها  قبل أيام معسكر في منطقة الطلح بشبوة، تأسيس لاعتصام مناهض للسلطة المحلية، بالتزامن مع اجتياح ميليشيا الحوثي لمديرية بيحان" وفق قوله.

بدوره، قال مراسل موقع "عربي21" أشرف الفلاحي نقلاً عن ما أسماه مصدران يمنيان أحدهما مسؤول محلي إن: "تحشيدات  مسلحة لميليشيات موالية للإمارات في منطقة قارة الفرس بمديرية الطلح جنوب شرقي محافظة شبوة، في محاولة للتحرك نحو معسكر "العلم "الاستراتيجي شرقي عتق عاصمة المحافظة، بهدف السيطرة عليه، بعد إخلائه من القوات الإماراتية  في وقت سابق الثلاثاء".

وفي وقت سابق الثلاثاء، قال مصدر مسؤول في محافظة شبوة لقناة "المهرية" إن لجنة سعودية ستشرف على تسليم معسكر العلم للجيش حيث  لايزال يتواجد فيه بعض عناصر النخبة الشبوانية بعد أن غادرته الإمارات.

وأضاف المصدر أن الوحدات العسكرية التابعة للجيش جاهزة لاستلام معسكر العلم الاستراتيجي بعد أن انسحبت منه القوات الإماراتية صباح الثلاثاء، وسحبت معها كافة المعدات والآليات العسكرية الثقيلة.

وأوضح أن الجيش سيضمن تأمين إخراج أفراد النخبة سالمين إلى أهاليهم دون أن يعترضهم أحد.