هاجمت وسائل إعلام سعودية، يومي الأحد والسبت، صحفيين ومسؤولين في الحكومة اليمنية الشرعية، بزعم العمالة لدولة قطر وتلقي أموال منها.

واتهمت صحيفة عكاظ -في عددها الصادر يوم السبت، مسؤولين بالحكومة اليمنية بينهم مستشار الرئيس اليمني عبدالعزيز جباري ووزير النقل المستقيل صالح الجبواني ووزير الداخلية أحمد الميسري ومستشار وزير الإعلام مختار الرحبي، بالخيانة وتنفيذ ما سمته "أجندات تركيا وقطر".

فيما اتهمت قناة "العربية الحدث" في تقرير لها، وزراء وإعلاميون يمنيون بالانقلاب على الحكومة الشرعية للعمل لصالح ما أسمته "الإخوان" وتنفيذ مخطط تركي بدعم مالي قطري".

اتهام سعودي طال "السلطة التشريعية والتنفيذية في الحكومة اليمنية"، متسائلين عن موقف تلك الوسائل من تمويل الامارات ميلشيات مسلحة على الأرض واحتلت العاصمة عدن وجزيرة سقطرى وكل الموانئ في المناطق المحررة.

وأثارت الاتهامات السعودية موجة تضامن واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، مع المسؤولين اليمنيين، معتبرين الحملات الإعلامية من دول التحالف ضدهم، دليل يؤكد على كشفهم المتواصل لسياسة وأهداف دول التحالف التي انحرفت عن أهدافها وعملت على تقويض سلطات الشرعية في مناطق سيطرتها بدلاً من استكمال تحرير البلاد وإنهاء الانقلاب.

أول رد حكومي

وفي أول رد حكومي على ذلك، انتقد مستشار رئيس الجمهورية نائب رئيس مجلس النواب عبد العزيز جباري، صحيفة عكاظ السعودية، وما نشرته من اتهامات قال إنها باطلة ولا تمس الحقيقة بصلة.

وقال جباري، في منشور بصفحته على فيسبوك، "إذا كان الدفاع عن مصلحة بلدي والاعتراض على عبث التحالف في اليمن تهمة فأنا أتشرف بهذه التهمة وشهادة منكم أعتز بها".

وأضاف "أما مسألة دولة قطر وأموالها كان باستطاعتكم قبل أن تسيئوا لنا اسألوا المعنيين في المملكة هل نحن نبيع مواقفنا بالمال وكم أخذنا منهم، وستعرفون أننا لا نساوم على مصالح بلادنا بكنوز الدنيا".

 وتابع قائلا "إذا لم تعرفوا هذا، ولن تعرفوا قطعا، فيكفي أن أبناء الشعب اليمني يعرفون ذلك جيداً، حتى ممن نختلف معهم".

وأردف "كما يقال شر البلية ما يضحك، الحوثي دمر بيوتنا وصادر ممتلكاتنا. وحكم عليّ بالإعدام مرتين بتهمة الخيانة والعمالة للتحالف لأن من يخالف الحوثي تهمته جاهزة العمالة لأمريكا وإسرائيل وعملائهم".

واستدرك "أنتم تتهموني وزملائي بالخيانة للتحالف والعمالة لدولة قطر والحمدين، والحقيقة التي لا تعرفونها أو لا تريدون أن تعرفونها أننا لا يهمنا "الحمدين" ولا "المحمدين" ولا أموالهم، الذي يهمنا مصلحة بلادنا التي يتصارع الأخوة فيها على حساب حاضر ومستقبل الشعب اليمني".

وقال إن ذلك "يتضح بجلاء خبث ومؤامرة الأشقاء قبل الأعداء، ولعلمكم هذه الخزعبلات لن تغير من مواقفي قيد أنملة سواء أمام إجرام مليشيات الحوثي أو عبث التحالف".

ردود فعل

من جهته، علق رئيس مركز أبعاد للدراسات عبدالسلام محمد على اتهامات صحيفة "عكاظ " و"العربية" لصحفيين ومسئولين في الحكومة اليمنية بالعمالة مع قطر بالقول: "ندين كل شخص يقبل العمل في اطار مشروع خارجي ضد وطنه، لكن الامارات مولت ميلشيات مسلحة على الارض احتلت العاصمة عدن وجزيرة سقطرى وكل الموانئ في المناطق المحررة، فأي منهم أخطر على مشروع اليمنيين حاليا قطر بدعمها الاعلامي أم الامارات بدعمها العسكري أم كليهما؟

وأضاف متسائلاً: ما دور السعودية كقائدة للتحالف وهي ترى أن الهدف من دعم الشرعية وإنهاء الانقلاب يتبخر بفعل التفكيك الحاصل في منظومة الشرعية؟

ولفت إلى أن هناك حملات إعلامية متبادلة ضد مسئولين حكوميين، لكن المشكلة ليس في المال الاسود للخليج فقط، بل ايضا في الصراع السياسي بين اليمنيين. على حد تعبيره

من جانبه، قال الصحفي عامر الدميني، إن "السعودية وظفت وكلاء وزارات ومستشارين في الحكومة الشرعية ليس للعمل لصالح القضية اليمنية ومشروع استعادة الدولة، بل ليخدموا أجندتها وتوجهها ويتحولوا لشقاة (عمال) معها ضد المسؤولين الذين لا تروق السعودية لهم في طرحهم ونصحهم".