آخر الأخبار
استغلال الرعاة وتوزيع لحوم فاسدة .. حقيقة فساد وتلاعب مندوبي الإمارات في سقطرى (تقرير خاص)
صورة أرشيفية للمهرية نت
السبت, 31 يوليو, 2021 - 10:27 صباحاً
أعلن مندوبو الإمارات العاملين في سقطرى عن شراء عدد ثلاثة آلاف رأس من الأغنام من رعاة سقطرى، والغرض هو مساعد أهالي الأرخبيل الذين لا يستطيعون الحصول على الأضاحي بسبب أوضاع البلاد المتفاقمة، وكذلك تشجيع الرعاة على الدخل والحصول على الأموال مقابل البيع بأسعار مناسبة لائقة.
وحسب مصادر خاصة تحدثت للمهرية نت، فقد قام المندوبون بتكلف ممثليهم في بوادي سقطرى بشراء العدد المطلوب، وتم إعطاء كل منطقة عدد معين من المواشي، وتحركوا لجمعها قبل يومين من عيد الأضحى المبارك.
وقالت المصادر "لم تكن الأسعار عند حسن الظن، فقد تفاجأ الرعاة بأن سعر الغنمة الواحدة خمسين ألف ريال، منها ألفا ريال للنقل والمواصلات كما يدعون، بينما سعر الغنمة في السوق بين السبعين والثمانين ألف ريال.. ما جعل بعض الرعاة في بعض المناطق يحتجون على الأسعار، وهددوا بتوقيف البيع، ووصل الخبر إلى كل الرعاة، وشكلوا ضغطا قويا، مما جعل المندوبين يدفعون مبلغ خمسة وسبعين ألف ريال بكل غنمة".
وأفادت المصادر بأنه اتضح أن المبلغ الأخير هو السعر الحقيقي الذي تم اعتماده للأضاحي، لكنهم كانوا ينون أخذ بقية المبلغ ومغالطة الناس.
وأشارت إلى أن من قام بنقل الأغنام هم عمال من جنسيات هندية وبنغالية بناقلات كبيرة، تأخذ الواحدة ما لا يقل على مائتين رأس من الغنم.
وتابعت المصادر" بما أن الطرق وعرة، والمطبات كثيرة، وسرعة السيارة كانت في ذروتها، أدى هذا إلى تزاحم الأغنام بعضها ببعض، ومع حركة السيارة تساقط بعضها على ظهر الناقلة، لتكون تحت أقدام الأخريات، مما جعل بعضها تفقد حياتها قبل وصولها إلى الزريبة، ومع إنزال الأغنام بغير شفقة ولا رحمة، ومع إرهاق تلك الحيوانات بسبب الطريق مات بعضها أيضا".
وتحدثت المصادر أنه بقيت مجموعة من تلك الحيوانات على ظهر الناقلات وتم نسيها هناك حتى وجدت ميتة بعد يومين، بسبب الجوع والعطش والإعياء، وتم إنزال تلك الحيوانات في زرائب غير ملائمة للغاية، فقد كانت الأماكن مزدحمة لضيقها وكثرة الحيوانات، كما أنها لم تتلق العناية الكافية، وتعرضت لسوء المعاملة، ومنع عنها الأكل والشرب، وكل هذا أدى إلى وفاة بعضها".
وقال أحد ممن كانوا يقومون بالذبح أنه تأتي بعض الحيوانات وهي ميتة، وبعضها في رمقها الأخير، فيما لم يتم تقسيم الأغنام على المحتاجين من أجل أن يضحوا بها كما هو الغرض من الشراء، بل تم ذبحها وتقسيم الرأس الواحد إلى أقسام عدة، ووضعت في أكياس، ثم قسمت تقسيما عشوائيا، لم تكن الحاجة ضمن المعايير، ووصلت أغلب تلك اللحوم إلى الناس وقد فسدت وتعفنت بسبب سوء التخزين، فتم رميها والتخلص منها ولم يستفد منها أحد.
وذكرت المصادر أنه ليس الغرض شراء الأضاحي للمحتاجين من أجل أن يضحوا، لأنها لم تسلم إلى مستحقيها قبل الذبح، ما أظهر بعض الأصوات التي تعتقد أن هناك أهداف أخرى وراء ذلك، ولعل أهمها هو القضاء على الثروة الحيوانية التي تنعم بها سقطرى، لا سيما وأن هناك أخبار تقول أنهم ينون شراء مئات الأبقار في القريب العاجل.
واستنتجت المصادر أن سوء المعاملة التي تعرضت لها تلك الحيوانات أدت إلى وفاة العديد منها، تعد بالمئات. وتساءلت المصادر " الإماراتيون أعلنوا أنه تم شراء ثلاثة آلاف من الغنم ، ثم أعلنوا أنه تم توزيع لحوم لعدد الف وستمائة غنمة فقط، فأين ذهبت البقية؟
يُذكر أن من عادات السقطريين أنه من قتل شاة ولو عن طريق الخطأ فإنه يكفر عن ذلك بعدد ست من الغنم، يقوم بذبحها تكفيرا عن الخطيئة التي ارتكبها. وفي هذا دلالة على الحرص الشديد من السقطريين على عدم التعدي على البهائم، وأنها تحظى باحترام وتقديرشديد. هذا المعتقد جعل السقطريون يسخطون على ما حصل من سوء المعاملة التي تعرضت لها تلك الحيوانات، وطالبوا بالكفارة المعتادة من قبل الذين قاموا بالبيع، وهو ست من الغنم عن كل رأس تم بيعه.
كما تم كشف نوايا هؤلاء المندوبين وأنهم يتعمدون بخس الناس والاقتطاع من المبالغ المرصودة، وما خفي أعظم.
وتعد هذه الظاهرة التي حصلت واحدة من الجرائم التي ترتكبها الإمارات في سقطرى في ظل الغياب التام للجهات المسؤولة، وحلول مليشيات الانتقالي في المحافظة التي لا تستطيع تحريك ساكنا.