آخر الأخبار
هل ضربت صواريخ إيران قواعد جوية ومقرات للموساد في إسرائيل؟
الجمعة, 04 أكتوبر, 2024 - 04:47 مساءً
كشف تحليل صحافي عن اختراق الصواريخ الإيرانية الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأمريكية وضربها مواقع عسكرية في داخل إسرائيل أو سقطت قريبة منها إلى جانب ضربها منشأتين للاستخبارات الإسرائيلية.
وفي تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” أعدّه ميغ كيلي وإيموجين بايبر وإيفان جاء فيه أن أعدادا من الصواريخ الإيرانية تزيد عن دزينتين اخترقت دفاعات إسرائيل وحلفائها يوم الثلاثاء، وذلك حسب مراجعة لمقاطع فيديو أو صور عن الهجوم وما بعده. وحسب مقاطع الفيديو التي تأكدت صحيفة “واشنطن بوست” من صحتها فقد ضرب 20 صاروخا قاعدة نيفاتيم الجوية في صحراء النقب الجنوبية، وثلاثة ظهرت وهي تضرب قاعدة تل نوف في وسط إسرائيل.
وقال محللون للصحيفة إن الصور كانت متسقة مع التأثيرات المباشرة على القواعد وليس الحطام الناجم عن الصواريخ التي تم اعتراضها. وأظهرت مقاطع فيديو أخرى أن صاروخين على الأقل سقطا بالقرب من تل أبيب في سينما سيتي غليلوت، هود هشارون، بالقرب من مقر وكالة الاستخبارات الإسرائيلية الموساد، مما ترك حفرتين على الأقل.
وتعلق الصحيفة أن النتائج التحليلية التي تم التوصل إليها تثير تساؤلات حول نطاق الأضرار الأوسع التي لحقت بالقواعد العسكرية الإسرائيلية، كما تشير إلى أن إيران كانت أكثر نجاحًا في التهرب من دفاعات إسرائيل مقارنة بشهر نيسان/أبريل، عندما أفلت صاروخان فقط من الدفاعات الجوية وتركا أثرا في إسرائيل، وفقا لتقرير في صحيفة “واشنطن بوست” حينذاك.
وقال الجيش الإسرائيلي إن أنظمة الدفاع الجوي تصدت لـ 180 صاروخا أطلقت من إيران، ولكنه لم يرد على أسئلة حول عدد المواقع المتضررة من الضربات. وقالت الولايات المتحدة وإسرائيل إن الأضرار على الأرض كانت طفيفة، فيما أكد الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء أن قواعده تعمل بكامل طاقتها. ورفض كل من البنتاغون والجيش الإسرائيلي التعليق على نتائج صحيفة “واشنطن بوست”.
ونشرت الصحيفة ثلاثة مقاطع فيديو تظهر سلسلة من الصواريخ وهي تتجه نحو قاعدة نيفاتيم الجوية. وظهر وميض ساطع في الجو فيما يبدو أنه صاروخ اعتراضي إسرائيلي أوقف صاروخا قادما وبرزت كرات نارية وأعمدة من الدخان فوق الأفق في 20 موقعا على الأقل حيث ضربت الصواريخ الأرض، وفقا لتحليل “واشنطن بوست” لمقاطع الفيديو التي تبلغ مدتها 30 ثانية، والتي تبدأ عندما كانت الصواريخ في السماء.
ونقلت الصحيفة عن جيفري لويس مدير برنامج منع انتشار الأسلحة النووية في شرق آسيا بمعهد ميدلبري: “كلما كانت المسافة التي يتم إطلاق الصاروخ منها أكبر، زاد هامش الخطأ”. وأضاف أنه عندما أطلقت إيران صواريخ على قاعدة نيفاتيم الجوية في نيسان/أبريل، سقط نصف الصواريخ على بعد ثلاثة أرباع ميل من القاعدة، وسقط النصف الآخر خارج هذا النطاق، بناء على تقديرات فريقه.
وتضيف الصحيفة أن إسرائيل لديها نظامان للدفاعات الصاروخية، السهم 2 والسهم 3، لمواجهة الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، كتلك التي استخدمتها إيران في هجمات يوم الثلاثاء.
ويتم تفعيل نظام سهم 2 بعد دخول الصاروخ في المرحلة النهائية من رحلته، داخل الغلاف الجوي، بينما يهدف نظام سهم 3 لتدمير الصاروخ وهو في الجو، كما قال فابيان هينز، محلل إيران في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في برلين والذي يتابع برامج الصواريخ عن كثب.
وأظهر تحليل مقطع فيديو أن الصاروخ أصاب الرصيف الأوسط من الطريق السريع، مما أدى إلى إحداث حفرة يبلغ عرضها نحو عشرين قدما وعمقها أكثر من اثني عشر قدما. وشاهد صحافي من صحيفة “واشنطن بوست” حفرة ثانية على نفس الطريق السريع.
وضربت هجمات صاروخية قرب تل أبيب، مقر الاستخبارات الإسرائيلية، موساد، ويظهر مقطع فيديو لاحق الحفرة الناجمة على أكبر تقدير من انفجار الصاروخ. ولم يتضح بعد نوع الصواريخ المستخدمة في الهجوم. وقد ذكرت وكالة مهر للأنباء الحكومية أن صواريخ “قدر” و”عماد” استخدمت، مضيفة أن 90 % من الصواريخ أصابت أهدافها. ويعد قدر وعماد من بين الأطول مدى في ترسانة إيران. وقالت إيران أيضا إنها استخدمت صاروخ فاتح-1 لأول مرة، والذي قالت إنه يمكنه المناورة بسرعات عالية لتجنب الصواريخ الاعتراضية.
كما ويظهر مقطع فيديو آخر، وتم تحديد موقعه الجغرافي لأول مرة من قبل باحثين من مصادر مفتوحة والتأكد من صحته بشكل مستقل من قبل صحيفة “واشنطن بوست”، سحبا متعددة من الدخان تطفو فوق خط الأفق نتيجة لوابل آخر من الصواريخ التي ضربت قاعدة تل نوف الجوية. ويبدو أن البرق الساطع الذي أعقب اصطدام الصاروخ كان انفجارا ثانويا.
وكانت إسرائيل والولايات المتحدة قد وصفتا العملية الإيرانية بالفاشلة، حيث تم اعتراض معظم صواريخ إيران.