آخر الأخبار
في الأوبزرفر: خوف ولطف وموت في العاصمة الثقافية لليمن
شهدت مدينة تعز قتالاً عنيفاً منذ أن وصل الحوثيون عام 2015 – رويترز
الإثنين, 16 مارس, 2020 - 01:46 صباحاً
نشرت صحيفة الأوبزفر البريطانية، تحقيقاً مطولاً عن مدينة تعز، العاصمة الثقافية لليمن، بعد سنوات من الحرب الأهلية والحصار، بقلم ليز دوسيت كبيرة المراسلين في بي بي سي، ويحمل عنوان "خوف ولطف وموت في عاصمة الثقافة في اليمن".
وتقول دوسيت في الصراع اليمني، الذي لطالما يطلق عليه "اسم الحرب المنسية"، فإن مدينة تعز، هي الضحية الكبرى للنسيان. هذه المدينة التي كانت يوماً مركزاً للتعليم والسياحة، شطرت اليوم بين الحوثيين والحكومة، وغزا الخوف شوارعها.
في هذا التحقيق تحاول دوسيت أن تزيح غبار الحرب والنسيان عن ثالث كبريات المدن في اليمن، والتي كانت تفخر بأنها عاصمة الثقافة، وأنجبت أهم المثقفين وأفضل الأساتذة والحقوقيين والطيارين في البلاد، أما الآن فهي ساحة معركة مديدة لا تنتهي، والمدينة الأكثر تعرضاً للقصف والضربات من قبل القوات السعودية، والمكان الأخطر، الذي شهد أكبر عدد من القتلى في اليمن.
وتعتبر دوسيت أن تعز بمثابة الرمز البشع للحرب الطويلة التي مزقت البلد كلها، والمدينة تقسمها جبهة قتال ممتدة من شرقها إلى غربها كأنها ندبة طويلة، ونحو ثلث تعز في قبضة الحوثيين المسيطرين على المرتفعات المطلة على الحدود الشمالية للمدينة، في حين تسيطر الحكومة على ما تبقى، أما الناس فلا يريدون سوى أن يسمح لهم بالحياة.
وتنتقل دوسيت من منطقة الحكومة إلى منطقة الحوثيين، وتقول إن الوصول المسافة كانت تقطع عادة في خمس دقائق بالسيارة، أما الآن فقد استغرق الطريق خمس ساعات عبر الجبال.
وتشير دوسيت إلى أن كل الذين التقتهم في تعز يتذكرون ما حصل لهم وكأنه جرى بالأمس. ومن بينهم شخص اسمه مروان دمر بيته وقتل 10 من أقاربه في غارة جوية لقوات التحالف الذي تقوده السعودية، لكن ورغم مرور خمس سنوات على الحادث فإن قلب مروان مثل بيته لا يزال محطماً، وهو "يقول كان الهجوم قوياً جداً، وبقينا ستة أيام ونحن ننتشل الجثث".
وحين زارت دوسيت منزلا دمره الحوثيون، التقيت بسيدة اسمها زهرة، وقالت لها "الجميع باعوا اليمن لأجل مصالحهم، الحوثيون يعملون مع إيران، نصف رجال المقاومة يعملون مع السعودية، والنصف الآخر مع الإمارات".
وتقول دوسيت إن حكاية زهرة تشبه حكاية اليمن، فقد قتل صغيرها في الهجوم، وابنتها خسرت عيناً، وجن زوجها من الحزن، ولكن ما أن تحركنا لنغادر المكان، حتى هرعت زهرة لتقدم لنا خبزاً يمنياً طازجاً خارجا للتو من الفرن، وكأنما لتذكرنا بأن هذه الحرب القاسية التي لا ترحم، لا يمكنها أن تقضي بالكامل على الطيبة والثقافة".