آخر الأخبار

عادات لافتة ونادرة.. هكذا تبدو طقوس الزواج في سقطرى

طفلتان بالقرب من شجرة دم الاخوين في الارخبيل

طفلتان بالقرب من شجرة دم الاخوين في الارخبيل

المهرية نت - خاص
السبت, 28 مارس, 2020 - 09:00 مساءً

تتمتع "أرخبيل سقطرى" الواقعة شرقي اليمن والمطلة على المحيط الهندي بعادات وتقاليد تاريخية تميزها عن غيرها من محافظات البلاد.

 

ويحافظ أبناؤها على تاريخهم وثقافتهم العريقة، ويحتفظون في تعاملاتهم داخل الجزيرة بلغة سامية  إلى جانب اللغة العربية.

 

وتمتلك الجزيرة مخزونا هائلا من العادات والتقاليد المنظمة لطرق حياتهم اليومية والمناسبات المتوارثة عبر الأجيال, منها المرتبطة بطقوس "الزواج".

 

عادات الزواج في المحافظة شرحتها لنا الناشطة الاجتماعية "أفراح إسماعيل" التي أشارت إلى أن هناك عادة قديمة بدأت تتلاشى أثناء الخطبة يطلق عليها (السقطة).

 

وتتمثل هذه العادة في أن الفتاة التي ستتزوج لا يتم إخبارها بأنها مقبلة على الزواج أو أن أحداً طلب يدها، ويظل الأمر سراً  بين أفراد الأسرة فقط، وبعدها يتم أخذ الفتاة من قبل صديقاتها أو أقاربها في رحلة إلى مكان معين.

 

وقالت إن المهر يتم الاتفاق عليه بعدد من الدراهم  أو قطعه قماش تهدى للعروس، أو رأس من الغنم.

 

وكانت تتم الخطبة بحسب الناشطة السقطرية والفتاه لا تتعدى سن الـ 12 عاما وهناك أقل من ذلك، والغريب في الأمر  أن تجد الأهل والأصحاب يتكتمون عن الموضوع كي لا يصل الخبر إلى العروس التي بدورها لا تعلم ماذا يحصل.

 

وأضافت : عند اقتراب موعد الزواج يتم إرسال العروس إلى أقربائها من الأهل في منطقة تبعد عن منطقتها، كي لا تعلم ماذا يجري من استعداد لزفافها.

 

وتفيد "إسماعيل": في عادات القطريين أن الفتاة تحرم من كل أنواع الزينة وتحرم من لبس المزركش والمزين من الأثواب ولا يجوز لها أن تحضر الأعراس وأيضا من العيب أن تجلس الفتاة في مجلس النساء والبعض يحدد لها متى الخروج من المنزل لأنها لاتزال في خدرها.

 

ومع اقتراب موعد العرس: يؤمر العريس بالذهاب إلى منزلها بالمساء، وفي المقابل يتوجه أحد أقربائها إلى المكان الذي نزلت فيه أثناء التجهيز للزفاف ويتم أخذها إلى منزل والدها.

 

وتضيف: عند وصول العروس إلى باب منزل والدها تتفاجأ بشخص من محارمها يأتي بقوه ويحملها وهي تصرخ، وتدخل للبيت وسط زغاريد الأهل والضيوف وهي تصرخ من شدة ذهول الموقف ويدخل بها إلى غرفتها وهناك تجد أمها التي ستتولى إخبارها بإنها قد تزوجت.

 

وأوضحت أنه بعد هذه الخطوة يسمح للنساء بتزيينها وطرح نقوش الحناء في يديها، وتلبس حينها العروس اللبس السقطري المزخرف والملون.

 

وأشارت أن أسرتها ستنظم احتفالا كبيرا وتعمل وليمة طعام يحضرها الجيران والأهل والأحباب، ومن ثم تمكث العروس في بيت أهلها مع زوجها حينا من الزمن.

 

وتذهب إلى أن البعض تمكث في بيت أهلها أشهرا والبعض سنوات، ومن ثم يتم زفافها إلى بيت زوجها في حفل كبير وبهيج وسيارات تزف العروس والمدعوين إلى بيت الزوجية التي تستقر فيه العروس مع زوجها.

 

خلال حديثها أوضحت أن بعض الفتيات كانت ترفض الزواج بالشخص الذي تم اختياره لها من قبل أسرتها عند رؤيته، وبعد أن تفشل الأسرة في إقناعها يتم الطلاق، فتحصل تلك الفتاة على لقب "مطلقه بين ليلة وضحاها".

 

وترى أن ذلك كان يجري بسبب العادات الخاطئة التي كان يعتقد الأهل أنها صحيحة وأنه من العيب أن تخبر البنت بأن فلانا خطبها.

 

وتذهب الناشطة "أفراح إسماعيل" إلى أن تلك العادات بدأت تتلاشى بعد أن تعلمت الفتاة السقطرية وحصلت على مؤهلات جامعية وأصبحت متمسكة بحقوقها وتختار من ترى فيه شريكا لحياتها بنفسها.

 


تعليقات
square-white المزيد في ثقافة وفنون