آخر الأخبار
"المهرجان الوطني للمسرح": بقيّة من الفن الرابع في حضرموت
من مسرحية "الخلاص" لـ أحمد جبارة
الخميس, 26 مارس, 2020 - 03:03 صباحاً
يعاني اليمن منذ خمس سنوات، من حربٍ انعكس أثرها سلباً على مختلف جوانب الحياة، ومنها الثقافية، إلى جانب صعوبات الحياة المتعدّدة في مواجهة الفساد والتسلّط قبل وبعد 2011. هذه السياقات كانت حاضرة بدرجات متفاوتة في العروض الستة التي جرى تقديمها ضمن فعاليات الدورة الثانية من "المهرجان الوطني للمسرح – المكلّا" الذي دار بين 15 و21 من الشهر الجاري، على خشبة "المسرح الوطني" بحضرموت (شرق اليمن)، الذي اكتظ بالجمهور رغم التحذيرات الاحترازية تجنّباً للإصابة بعدوى كورونا، ولعل ما يفسّر ذلك هو دور المهرجان في إنعاش المسرح اليمني بعد أن جمّدته حرب التحالف السعودي الإماراتي.
في اليوم الأول للمهرجان قدّم "فريق المسرح بمعهد جميل غانم للفنون الجميلة" من عدن، مسرحية "أريد أن أحلم"، من تأليف علي الجنفدي وإخراج اختر عبد الملك قاسم، وهو عمل ناقش صراع الإنسان مع الظروف القاسية التي تسببت بها السلطة الفاسدة، مقدماً واقعاً مأزوماً يُظهر الحاجة الملحّة إلى الثورة كسبيل للخلاص.
أما مسرحية "مازال الضوء خافتاً" لـ عيدروس عبدون عن نص عبد الرحمن محمد عبده فقد أدته "الفرقة الوطنية للمسرح بلحج"، وهو عمل غير بعيد في مناخاته عن سابقه حيث يناقش أهمية التغيير للوصول إلى مستقبل مشرق.
وكانت مسرحية "الخلاص"، من تأليف عبد الخالق سيف وإخراج أحمد جبارة، بأداء فريق المسرح التابع لمكتب الثقافة بتعز، أقرب إلى عرض درامي غنائي راقص ينهل عناصره من عوالم الخيال العلمي، وهي تجربة قد تكون الأولى في المسرح اليمني.
أما مسرحية "المسرحية" لـ"فرقة سعاد القابل" من الشحر، فهي من تأليف سامي سعيد بريمة وإخراج عبد الله فرج، وتضمّنت دعوة صريحة للوقوف ضد العنصرية الدينية والعرقية وقد طغت عليها الدراما الشعرية السجعية الجافة والإشارات إلى تراث حضرموت الحكائي، ورافق مشاهدها عزف موسيقي بآلات غير يمنية، لعلها ترمز إلى اكتساح الثقافات الغربية للمجتمع وتهديدها للثقافة والهوية اليمنية.
وكان العرض الخامس بعنوان "إعدام عند الفجر" لفريق "المسرح الوطني بعدن" (نص: مختار مقطري وإخراج أحمد يافعي)، وهو العمل الفائز بجائزة المهرجان، وفيه إضاءة لحالة المواطن البسيط والعلاقة الاستبدادية التي تربطه بالسلطة وتجعله ضحيتها مع تطرّق لمسائل مثل الشر والتاريخ والحداثة.
اختتم المهرجان بعرض "إرادة الانتصار" (نص: خالد سعيد وإخراج فاطمة مرجان، "فريق المسرح الوطني لساحل حضرموت") وهو عمل ذو نزعة تاريخية حيث يستنطق تاريخ المقاومة في عدن وحضرموت للقرصنة البرتغالية والهولندية. تلك المقاومة التي يحتاجها اليمن في وقتنا الحاضر لمواجهة أشكال أخرى من القرصنة لعلّ أوضحها تلك التي يمارسها عدوان التحالف ضد تاريخ وثروات اليمن.
في تقييم للتظاهرة، يقول المخرج أحمد جبارة في حديث إلى "العربي الجديد" إن "المهرجان شابَهُ قصر نظر في التحكيم ومورست على اللجنة ضغوطات عليا لتقرير النتيجة الختامية بالفائزين، إلى جانب غياب التمويل وترك الأمر للأمزجة والأهواء بالتحكم بتغطية نفقات المهرجان"، لكنّه ينظر إلى التظاهرة على أنها "إنجاز في زمن الحرب والحصار وكورونا الذي دوّخ العالم".