أثار فوز نقيب الفنانين الحالي، زهير رمضان، في انتخابات نقابة الفنانين السوريين، التي جرت الأربعاء، عاصفة جديدة من الجدل، حيث ترأس رمضان النقابة في سوريا قبل أربعة أعوام، ووصفت قراراته بالمجحفة واتسمت بالشخصانية.

ودفع ترشحه لانتخابات النقابة الأخيرة زملاءه من الفنانين إلى إطلاق حملة للتخلص منه، فشارك أغلب الفنانين في التصويت على أمل أن تغير أصواتهم من نتيجة الانتخابات، إلا أن الأمر لم ينجح.

رمضان الذي اتهمه الممثل بشار إسماعيل بـ"استخدام علاقاته مع الفروع الأمنية للوصول إلى هذا المنصب"، منع وسائل الإعلام من تغطية عملية الانتخابات، الأمر الذي نتج عنه فوز ساحق لقائمته على حساب المرشحين الآخرين مثل فادي صبيح وعارف الطويل وتولاي هارون وغيرهم.

وبدأ العداء تجاه زهير رمضان بعد أن فصل عددا كبيرا من أعلام الفن السوري بحجة عدم دفعهم الاشتراكات مثل جمال سليمان وفارس الحلو وكندة علوش وغيرهم، وهو ما جعل البعض يظنون أن الفصل شمل من يحسب على المعارضة فقط، لكنه بعدها فصل فنانين موالين للنظام بسوريا كجورج وسوف وتيم حسن وغيرهما، للحجة نفسها وهي "عدم دفع الاشتراكات"، متجاوزا بذلك قانون النقابة الذي يجيز تجميد العضوية لمن يتأخر عن الدفع وليس الفصل.

نقابة الفنانين من المؤسسات التي أنشأتها القيادة القُطرية لـ"حزب البعث العربي الاشتراكي" في الستينيات من القرن الماضي، وهي نقابة غنية لها استثمارات عديدة، وتعتمد خزينتها على الضرائب التي تخضع لها شركات الإنتاج وكل من يعمل في الفن من غير المنتسبين والملاهي الليلية التي انتشرت في سوريا في السنوات الأخيرة. وتعاقَب على رئاسة النقابة أسماء كبيرة في الفن السوري مثل صباح فخري، ودريد لحام، وأسعد فضة.

وينتخب نقيبها على مراحل على النحو الآتي:

في المرحلة الأولى تجري الانتخابات في فروع النقابة التي تمثل المحافظات، ويجري انتخاب فئتين لكل فرع: الأولى مجلس النقابة للفرع، والثانية أعضاء مؤتمر متمّمين. لا يحق للفئة الأولى الترشح للمجلس المركزي، غير أن الفئة الثانية يحق لها الترشح للمجلس المركزي.

وفي المرحلة الثانية يعقد الفائزون مؤتمرا ينتخب فيه ما يسمى بالمجلس المركزي، على أن يكون أعضاؤه من الفئة الثانية -أي أعضاء متمّمين- بحيث يتم انتخاب 11 عضوا، ومنهم يتم انتخاب النقيب.

التمسك بالكرسي

زهير رمضان الممثل الذي أدى شخصية "أبو جودت" في مسلسل "باب الحارة" بنجاح باهر، ربما أثّر هذا النجاح على شخصيته، حسب ما يقول زملاؤه.

فقد وضع في بناء النقابة دوريات حراسة مع أسلحة وكاميرات مراقبة، الأمر الذي دفع بشار إسماعيل للقول إن "زهير رمضان حوّل النقابة إلى فرع مخابرات".

وفي انتخابات هذا العام، وبعد حملة مضادة للنقيب الحالي تبنتها وسائل إعلام عديدة وعدد كبير من الفنانين السوريين، استطاع "أبو جودت" أن يكسب عشرة أسماء من أعضاء المجلس المركزي، بعد أن طرد وسائل الإعلام من المؤتمر، الأمر الذي دفع العديدين إلى التشكيك في نزاهة هذه الانتخابات.