آخر الأخبار

من بين أنياب الحرب.. يمنيات ينتزعن النجاح بجوائز عالمية مرموقة

نساء يمنيات _ارشيف

نساء يمنيات _ارشيف

المهرية نت - وكالات
الاربعاء, 18 مارس, 2020 - 11:12 صباحاً

لم تقف الحرب المأساوية في اليمن عائقا أمام النساء في صنع النجاحات الكبيرة التي تجاوزت الجانب المحلي إلى النطاق العالمي، نظرا للأنشطة المهمة والحيوية التي تقوم بها ناشطات عرفن بكفاحهن ونضالهن الدؤوب في قضايا وظواهر مختلفة يعاني منها هذا البلد العربي الفقير.

 

وباتت المرأة اليمنية شريك أساسي في الكفاح الدائم الهادف إلى التغلب على ظروف الحرب المشتعلة للعام السادس على التوالي، وتحملت عبئا كبيرا في مواجهة مأسي الصراع وأوجاع النزاع .

 

واحتفي العالم هذا العام باليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار/مارس، في الوقت الذي استطاعت فيه يمنيات بنشر النور الساطع رغم الظلام الكبير في البلاد المستمر جراء ظروف الحرب.

 

 وعلى الرغم من أن هناك العديد من النساء تأثرن بشكل سلبي جراء ظروف الحرب، سواء كفقدان حياتهن أو إصابتهن بجراح أو اعتقالهن؛ إلا أن هناك من يحاولن رسم البسمة في شفاه اليمنيات عن طرق الاستمرار في النشاط الحقوقي والإنساني الذي انعكس إيجابيا على واقع بعض النساء وأثر بشكل جمالي على نظرة العالم لهذه المرأة المكافحة التي تتجرع ويلات الحرب وهي تبتسم باحثة عن أمل ينقذها من صنوف الأوجاع.

 

واللافت أنه خلال الأيام والأسابيع الماضية فقط، لوحظ بروز ناشطات يمنيات على المستوى الدولي وذلك عن طريق حصولهن على جوائز دولية مرموقة نتيجة أنشطتهن التي قدرها العالم وقرر مكافئتهن نظير ذلك.

 

 ومن بين هذه القصص الملهمة، فوز الناشطة الحقوقية هدى الصراري بجائزة "مارتن اينالز" الدولية في مجال حقوق الإنسان تكريما واعترافا لجهودها القيمة في كشف ومناهضة السجون السرية ورصد وتوثيق حالات الاعتقال والتعذيب خارج القانون في مدينة عدن، جنوبي اليمن.

 

 وحصلت الصراري على هذه الجائزة بعد أن كافحت كثيرا في الجانب الحقوقي عن طريق تعريف العالم بالانتهاكات التي يتعرض لها يمنيون ويمنيات جراء الحرب. وواصلت الصراري نشاطها الحقوقي رغم المضايقات الكبيرة التي تصل أحيانا إلى التهديد بالقتل، إضافة إلى أنها خسرت ابنها في اذار/مارس 2019 الذي قتل من بين الضحايا المدنيين للنزاعات المسلحة في عدن.

 

 وفي سياق تفوق المرأة اليمنية عالميا، اختارت مجلة التايم الأمريكية الناشطة توكل كرمان ضمن 100 امرأة الأكثر تأثيرا خلال المئة عام الأخيرة، ووصفها بحاملة شعلة الربيع العربي.

 

 وجاء هذا التكريم بعد سنوات من حصول كرمان على جائزة نوبل للسلام عام 2011 كأول عربية تحصل على هذه الجائزة، بعد أن كان لها إسهام فاعل في الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس اليمني السابق الراحل علي عبدالله صالح.

 

 ومن بين اليمنيات اللواتي حصلن على جوائز هذه الفترة من العام 2020، الناشطة الإعلامية والحقوقية ياسمين القاضي.

 

ومطلع آذار/مارس الجاري كرمت الولايات المتحدة، شخصيات نسائية عالمية، بينهن الناشطة ياسمين القاضي، بجائزة المرأة الدولية للشجاعة لعام 2020 ، وذلك في حفل أقيم بمقر وزارة الخارجية الأمريكية، حضرته ميلانيا ترامب زوجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووزير الخارجية مايك بومبيو.

 

 هذا التفوق الملحوظ لبعض النساء اليمنيات، يشير إلى أن المرأة هناك تكفاح دون تراجع أو استسلام لظروف الحرب التي خلفت واحدة من أسوأ الظروف الإنسانية والحقوقية في العالم.

 

وتقول نسيم شمسان، الشابة الإعلامية وهي مسؤولة العلاقات العامة والإعلام في نادي"نسوة" بالعاصمة صنعاء المعني بتطوير وتنمية المرأة إن : "حصول هؤلاء النساء على الجوائز القيمة يدل على أن المرأة اليمنية لم تستسلم لظروف الحرب الصعبة والموجعة التي تعاني منها البلاد، بل كافحت وناضلت حتى وصل صوتها إلى العالمية".

 

 وأضافت في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ) :" هذا يؤكد على أن المرأة اليمنية قوية ، وأنها تستطيع تحقيق ما تريد".

 

 وتابعت:" لعبت المرأة اليمنية في زمن الحرب أدوارا متعددة كونها تحمل مهارات مختلفة".

 

ومضت قائلة:" فرحت لهن كثيرا حصولهن على هذه الجوائز ، وآمل كثيرا أن تواصل المرأة مشوار النجاح العالمي وأن تعمل جاهدة بكل ما أوتيت من قوة من أجل التخفيف من أثار الحرب ومحاولة خلق حلول لإنهاء الصراع".

 

وتشكل المرأة اليمنية أكثر من نصف السكان في البلاد، فيما تعاني العديد منهن من الأمية والتهميش، إلا أن هناك من صنعن لأنفسهن ولبلادهن نجاحات كبيرة، فيما هناك من يشير إلى أن المرأة اليمنية يمكن أن تحقق نجاحات أكبر إذا حصلت على بيئة مناسبة وملائمة.

 

وتقول وئام عبدالملك، صحفية يمنية، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية ( د . ب . أ)، إن المرأة اليمنية استطاعت أن تصمد وتقاوم مختلف الظروف والعقبات التي واجهتها.

 

 وأضافت:" رغم كل العنف الذي يرتبط بالحرب التي دخلت عامها السادس، ، خاصة مع تردي الوضع الحقوقي للمرأة والإنسان اليمني ككل، جعل كل ذلك النساء يصمدن ويواجهن مختلف الأخطار من أجل نيل حقوقهن وإيصال أصوات المقهورين في البلاد، التي يخرس السلاح فيها كل صوت يطالب بحقوقه".

 

وتابعت:" برزت أسماء الكثير من النساء اليمنيات في مختلف المجالات، ويبدو أن المعاناة هي التي كانت سببا لنجاح العديد منهن، وأثبت نجاح المرأة في ظل الظروف الحالية أنها قادرة على تحقيق الكثير حين تجد البيئة الملائمة والداعمة، وأنها لا تقل عن الرجل في القدرة على التقدم وخدمة المجتمع".

 

وذكرت عبد الملك أنه:"مع توفر الظروف المناسبة للمرأة اليمنية سواء كانت في الداخل أو الخارج، فإنه يمكن لها أن تنجح، وبذلك تؤسس لجيل قادم قادر على نيل كثير من حقوقه مهما كانت الصعوبات، وخلق واقع جديد يعمل على احتواء المرأة في الداخل أيضا، بدلا من اضطرارها للسفر إلى الخارج لتتمكن من تحقيق أحلامها، والنجاح والتفوق في المجالات التي تؤمن بها".

 

وأضافت:"بما أن الظرف حاليا استثنائية في اليمن، فإني أشيد بما قدمته المرأة من أجل أسرتها لتخطي صعوبات الحياة، وأحثهن على التمسك بحقوقهن، وعدم الاستسلام للحرب التي بدأت بتغيير كثير من المفاهيم كالرضا بزواج القاصرات بسبب الفقر وما يعقبه من مشكلات جسيمة وتهميش المرأة وغيرها".

 

 اعتادت المرأة اليمنية منذ عقود أن تسجل حضورها في كافة المناسبات كما تقول الكاتبة والشاعرة اليمنية جميلة الكبسي في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية(د . ب .أ)، " وتعد الحرب من أهم وأخطر المراحل التي مر بها تاريخ المرأة اليمنية لأنها لا محالة تتأثر بما يجري حولها".

 

وتابعت:" وإن كانت المرأة اليمنية تحصد جوائز عالمية حتى في ظل الحرب؛ فهذا دليل حضورها القوي والفاعل في المشهد الإنساني عالميا".

 

 ومضت قائلا:" للمرأة دور مهم كل المجتمعات، وتهميش دورها يشكل خللا كبيرا في كافة المسارات الاجتماعية، فهي تتأثر سلبا بظروف الحرب، وستكون المرأة اليمنية بحال افضل إذا ما استقر الوطن الذي تنتمي إليه، ما يساهم في تجلي ابداعاتها وظهورها بشكل أكبر".

 

 وأشارت الكبسي إلى أن:" المرأة اليمنية التي تستطيع أن تثبت حضورها رغم المحن والصعاب وتسجل نجاحات وتتخطى مشكلاتها الخاصة، وتتخطى أيضا مشكلات اجتماعية فرضتها عليها حرب شعواء، فهي دون شك مخلوق صلب قادر على تذليل كل الصعاب".


تعليقات
square-white المزيد في ثقافة وفنون