آخر الأخبار

أطماع إقليمية وأقنعة مكشوفة.. يمنيون يسردون حالة بلادهم بعد ست سنوات من تدخل التحالف

غارات التحالف في اليمن

غارات التحالف في اليمن

المهرية نت - تقرير خاص
الأحد, 28 مارس, 2021 - 08:54 صباحاً

واقع كله معاناة من مختلف نواحي الحياة؛ يبدو هكذا لسان حال اليمنيين، بعد ست سنوات من تدخل التحالف بقيادة السعودية دعما للقوات الحكومية في مواجهة الحوثيين.

 

يدخل اليمن عاما سابعا، في ظل واقع مزر ومؤسف في مختلف المجالات؛ فالبلد أصبح أكثر تمزيقا ومعظم السكان باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما انقلاب الشمال لم يتم حله، بل تم صنع انقلاب آخر في الجنوب، وكأن المأساة خلقت في اليمن، كما يشير البعض.

 

تزامنا مع هذه الذكرى، يستعيد اليمنيون ذكريات عديدة في حياتهم جراء الحرب، فهذا فقد عزيزا، وذاك أصبح جريحا، فيما ذاك تحولت حياته إلى مزيد من المأساة، دون بوادر عن حل حقيقي قريب للأزمة.

 

انكشفت الأقنعة

يتحدث المواطن محمد الوجيهي عن ذكرى مرور ست سنوات منذ تدخل التحالف قائلا للمهرية نت :" بداية الأمر كانت نظرتي  إيجابية، ليس نتيجة شعورنا بأن دول الجوار أصبحت تحمل هم الشعب اليمني وإنما بسبب أن القيادة السعودية  كانت جديدة وظننا أن سياستهم تحولت بسبب حلول هذه القيادة".

 

وتابع الوجيهي" انكشفت الأقنعة التي كانت تغطي السعودية وبانت الوجوه على حقيقتها، وأصبح لدينا معرفة تامة بأهداف وسياسات التحالف، وإن كل ما حصل ماهو إلا صراع إقليمي وتم اتخاذ اليمن كساحة لتصفيات الحسابات، بعيداً عن أراضيهم وكي لا تتضرر شعوبهم."

 

وأشار إلى أن" مسار اليمن يتجه حاليا  إلى الأسوأ و الانقسامات أصبحت كثيفة ومعقدة وكل تيار أصبح لديه قوات عسكرية ونفوذ سياسي وداعم خارجي وهذا ما ينذر بكارثة مستقبلية لليمن إذا لم تتوحد تلك الهيئات والأحزاب."

وشدد قائلا " لا نريد من التحالف العربي أي  شيء سواء تمكين قدرات جيشنا الوطني فقط بالقرار والسلاح ولهم جزيل الشكر ليذهبوا بسلام".

 

تحالف خالف التوقعات

بدوره، يقول الصحفي عامر دعكم  في تصريحات أدلى بها لموقع "المهرية نت  " كنت متفائلا بالتحالف العربي وعاصفة الحزم، وكنت آمل بأن تكون عاصفة كاسمها "حزم"، تسند اليمنيين للخلاص من  خطر الحوثيين الذي يهدد اليمن والجزيرة العربية".

 

واستدرك  " لكن للأسف، التحالف خالف توقعاتي و توقعات اليمنيين وعمل في كثير من تدخلاته على إعاقة عجلة التحرير وعرقلة الشرعية".

وأردف :"لعل ما فعلته الإمارات من تفريخ لمليشيا وتشكيلات مسلحة خارج إطار الدولة، ودعم لتمردات جديدة في عدن وسقطرى وساحل تعز، إضافة إلى إغلاق المطارات والموانئ والسيطرة على الجزر، والذهاب بقوات التحالف إلى المهرة وسقطرى اللتين لم تطأهما أقدام المليشيا الحوثيه كل هذا يكشف ما أحدثه التحالف الذي كانت أهدافه المعلنة دعم الشرعية اليمنية، وهو ما يجعلنا نؤكد أن التحالف انحرف عن أهدافه المعلنة".

 

وأعرب عن أمله  بأن تستشعر السعودية خطر المشروع الإيراني الذي يكاد يخنقها، وتبلغ سكينه عظمها، وأن تعمل على إسناد الجيش الوطني بالسلاح النوعي، وتقف إلى جانبه بمصداقية للمضي في قطع الذراع الإيرانية الذي لا يتهدد اليمن فحسب، بل الجزيرة العربية برمتها "

وتابع دعكم   " اليوم الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية يواجهون المشروع الفارسي نيابة عن الأمة العربية بكلها، وهذه ليست مبالغة، بل حقيقة يدركها كل ذي عقل ومنصف"

انحراف الأهداف

الناشط السياسي عبدالحميد المجيدي يقول للمهرية نت" عندما سقطت كل المحافظات تباعا بيد مليشيات الحوثي و تدخل التحالف العربي لضربها، استبشر أغلب اليمنيين بهذا التدخل الذي سيعيد شرعية الدولة وعاصمتها "

وتابع" كانت الأيام الأولى للتحالف محل ترحيب من أغلب اليمنيين باعتباره تدخل في الوقت والمكان المناسب لاستعادة الدولة وبدأ يضرب مواقع مهمة لدى الحوثيين".

 

واستدرك " لكنه لم يلبث طويلا حتى صارت ضرباته موزعة على المدنيين تارة وتارة أخرى ضد الجيش الوطني الذي تكون لمواجهة مليشيات الانقلاب وتارة أخرى يتجه لضرب صالة أفراح أو عزاء وكأنه ظل الطريق وبدأ يظهر للعقلاء عدم رغبته في حسم المعركة بل يريد الاستنزاف  وإطالة أمد المعركة دون تحقيق الهدف الذي تدخل على أساسه في اليمن".

 

وأردف " لم يعد أحد لديه بصر وبصيرة إلا صار يدرك أن التحالف تغيرت أهدافه تماما وبدأ يضع يديه على السواحل والجزر اليمنية والموانئ والمطارات ومنابع النفط والغاز لا أكثر ولا أقل غير أنه يناور مناورة بسيطة في مواجهة الحوثي في بعض المناطق ".

ومضى قائلا " اليوم وبعد ست سنوات من الحرب لم يعد اليمن كما كان قبلها موحد الكلمة والأرض فقد تكونت فصائل ومليشيات في مناطق سيطرة الشرعية ويدعمها التحالف الذي كان سبب دخوله اليمن هو دعم الشرعية وإعادتها العاصمة صنعاء".

وزاد " بينما اليوم لم تعد الشرعية تتحكم بكل المحافظات التي تحررت من الحوثي إلا في بعض المحافظات فقط بل صار المتحكم في الكثير منها هو التحالف، والحقيقة التي لا جدال فيها أن التحالف انحرف عن أهدافه المرسومة منذ بداية تدخله في اليمن،  وصار عائقا أمام الشرعية في سيطرتها على المحافظات مع العلم أنه أظهر ما كان يخفيه من تدخله وبصورة واضحة بعد سيطرته على المنافذ البحرية والسواحل اليمنية والجزر والمطارات وصار هو المتحكم بها وعائقا أمام  الشرعية من السيطرة عليها".

 

وتمنى المجيدي " أن يراجع التحالف سياساته في اليمن التي أفقدته وأفقدت الشرعية معه الالتفاف الشعبي الكبير من اليمن واليمنيين على حد سواء وأتاح لمليشيات الحوثي الإجرامية أن تتحرك بفاعلية أكبر مما كانت عليه في بداية تدخله في اليمن".


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية