آخر الأخبار
الإذاعة في اليمن.. صراع من أجل البقاء بعد سبع سنوات من الحرب(تقرير خاص)
تأثيرات سلبية للحرب على الإذاعة باليمن
الإثنين, 15 فبراير, 2021 - 09:25 صباحاً
تعد الإذاعة من وسائل الاتصال الجماهيرية المهمة في مجال التعليم والتثقيف والترفيه، رغم المنافسة الشديدة مع بقية الوسائل الإعلامية، خصوصا الإنترنت والتلفزيون.
ويرى الكثير من المتابعين والمهتمين أن الإذاعة لا يمكن أن تندثر أبدا، كونها تخاطب جميع الفئات وتمتلك ميزة سهولة الاستخدام؛ لكنها في اليمن عانت كثيرا جراء تداعيات سبع سنوات من الحرب، جعل واقعها يشوبه التراجع والضعف والتعقيدات.
وأثرت الحرب على الواقع الإذاعي في اليمن بشكل كبير، حيث تدمرت بعض الإذاعات فيما تم نهب أخرى، وتحويل البعض من إذاعات حكومية إلى تابعة لجهات تخدم سياساتها.
وتحولت بعض الإذاعات إلى منبر إعلامي للتحشيد من أجل الحرب والصراعات، وكأنها تبدو أسوأ مرحلة تعيشها الإذاعة في اليمن.
ويحيي العالم اليوم العالمي للإذاعة في 13 فبراير من كل عام، في الوقت الذي تشهد اليمن حربا متواصلة أدت إلى تأثيرات سلبية على واقع الإذاعات والإعلام بشكل عام.
يقول عبده المحبشي، وهو إعلامي سبق أن عمل لسنوات في الإعداد والتقديم والتدريب الإذاعي إن:" الإذاعة ماتزال حاضرة رغم المنافسة الشديدة من وسائل التواصل الرقمية".
وأضاف للمهرية نت:" الإذاعة تصارع من أجل البقاء، ولا يمكن أن تندثر أبداً.. صحيح أنها مرت وتمر بظروف صعبة لكنها ستستعيد نشاطها وحيويتها كون خصائصها مميزة للغاية تخاطب الأذن وترسل الأصوات والموسيقى والمؤثرات".
وأشار إلى أن الحروب والصراعات السياسية كان لها دور في إبراز دور الإذاعات.. فلو عدنا إلى الأحداث الأخيرة التي شهدتها اليمن، لوجدنا الحراك الإذاعي الكبير شهدته بعد العام 2011.
وتابع المحبشي:" التوعية الحزبية والسياسية المقيتة، غلبت على التوعية الثقافية والرسالة الإعلامية الهادفة التي تخاطب الفرد والأسرة والطفل، فأصبحت إذاعات تهاجم الحياة وتدعو إلى الحرب والموت وخلق مزيدا من الصراعات".
وأردف قائلا :"هناك استغلال ممنهج للكوادر الفنية والإعلامية...ما جعل المرسل أشبه ما يكون بالمايك أو جهاز التحكم قل ولا تقل، وكذا استغلال الأموال التي تمنح من الجهات السياسية المختلفة".
وشدد المحبشي أنه :"يجب على الإذاعة أن تعمل على التعليم والتثقيف والحب والسلام، ونشر الخير ومحبة الأرض والمزرعة.. محبة الآخرين ونشر الموسيقى الهادفة التي تدعو للحب والمحبة بعيدا عن الموسيقى التي تدعو إلى العداوة والكراهية والمناطقية".
ومضى قائلا:" ينبغي أن تكون رسالة الإذاعة سامية يمكنها أن تفعل فينا ما لا تفعله خطب الجمعة والجماعات، وتستطيع أن تعلمنا وتثقفنا أكثر من المدارس والجامعات".
انقسامات تضر الإذاعة
محمد العثماني، طالب في الإذاعة والتلفزيون يتحدث عن الإذاعة بأنها لم يعد لديها ذاك الجمهور الواسع الذي كانت عليه قبل عشر سنوات من الآن".
وأضاف للمهرية نت:" لقد حل محلها العديد من الوسائل وأبرزها الصحافة الإلكترونية بالدرجة الأولى، وثم الصحافة المرئية أي التلفاز بدرجة ثانية ومن ثم الصحافة المقروءة".
وتابع:" نتيجة للانقسامات داخل البلدان خاصة التي تعاني من ويلات الحروب، أدى إلى انقسام الإذاعات حسب توجه الجهة المالكة أو المسيطرة وكل طرف من أطراف النزاع يسعى إلى تحقيق أهدافه عبر هذه الإذاعات، ما اضطرها إلى الابتعاد عن التوعية والتثقيف إلى الحشد والتطبيل".
ويرى العثماني أن:" أهداف الإذاعات لابد أن تبقى أهداف سامية لنشر السلام والمحبة والثقافة والتوعية والابتعاد عن التشنجات السياسية لأن معظم جمهورها هم من الجماهير البسيطة والتي تكون بحاجة إلى التوعية والتثقيف أكثر من المواضيع السياسية التي تكاد تكون غير مفهومه لديهم".
تدمير القطاع الإذاعي
أدت الحرب المستمرة إلى شبه تدمير للقطاع الإذاعي الحيوي الذي يستند عليه الكثير من الجمهور اليمني خصوصا في الريف.
يقول محمد السامعي، إعلامي سبق أن عمل في إعداد وتقديم برامج إذاعية:" لم يعد واقع الإذاعات في اليمن كما كان قبل سنوات.. الحرب أثرت بشكل كبير على سمعة العديد من الإذاعات التي باتت تخدم مشاريع حربية وتحشيد حربي دون احترام للمستمع وقناعاته بأن الإذاعة هي منبر توعوي تثقيفي ترفيهي".
وأضاف للمهرية نت :" الكثير من الزملاء الإعلاميين تعطلت وظائفهم في الإذاعات بسبب حالة الاستقطاب السياسي، فهذا الطرف يريدك تكون ناطقا إعلاميا لصالحه، وذاك الطرف أيضا يريد منك المهمة نفسها ".
وأردف:" أنا على سبيل المثال منقطع عن العمل الإذاعي منذ نحو سبع سنوات.. الحرب أدت إلى إغلاق إذاعات بالقوة واستبدالها بأخرى سياسية وحربية".
وتابع:" عليك أن تفتح الراديو ستجد كمية هائلة من الإذاعات؛ لكن لن تجد إلا عددا قليلا منها ممكن الثقة فيها بأنها تؤدي رسالتها الإعلامية بسمو ومهنية".
وبين أن:" الواقع الإذاعي بات مدمرا ويجب انتشاله من هذه المأساة، ولن يتم ذلك إلا عن طريق إنهاء الحرب وأسبابها التي أدت إلى تأثر الكثير من القطاعات الحيوية في البلاد".