استفاقت محافظة مارب صباح يوم الأربعاء على فعالية مختلفة واستثنائية، معرض مارب الأول للكتاب 2021م.  اعتبر الكثيرون الفعالية تحدياً لصوت الرصاص المرتفع، ومناسبة لبعث رسالة للعالم أن مارب تنشد السلام وتعتبره غايتها الأولى.

موقع "المهرية نت" كان حاضراً وغطى جانباً من فعاليات المعرض التي تنوعت ما بين عرض دور النشر للكتب إلى أجنحة خاصة بالرسوم التشكيلية والصور الفوتوغرافية التي التقطها مصورون محترفون بالإضافة إلى الأزياء التقليدية والمبادرات الشبابية وزوايا خاصة بالمؤسسات الثقافية والمعرفية داخل المحافظة، كما رصد انطباع المسؤولين وبعض الزوار حول المعرض في يومه الأول.

رافد ثقافي

وكيل المحافظة د. عبدربه مفتاح تحدث لوسائل الإعلام بعد قص شريط الاحتفال وقال: "سعداء اليوم بافتتاح ومشاركة دور النشر، المعرض الأول للكتاب بمحافظة مارب، هذه المحافظة التي يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، وعاصمة المحافظة التي يسكنها مليون وثمانمائة  نسمة، جميعهم يتشوقون لمثل هكذا فعالية منذ سنوات، وقد وجدوها في مدينة الأمن والاستقرار".

وأضاف مفتاح: "محافظة مأرب تسير بخطى ثابتة وخطط مدروسة ومتقدمة من أجل إيجاد مثل هكذا فعاليات ومناسبات، المعرض اليوم للمثقفين ولأولئك الذين شردتهم الميليشيا الحوثية من الجامعات والمدارس، ها أنتم تشاهدونهم يتجولون في أجنحة المعرض، الذي سيكون رافدا للإنسان المحب للثقافة والاطلاع ويستطيع أن يبني وينمي قدراته، وأيضاً نتوسع ونطلع على ما وصل إليه العالم.. الكتاب خير جليس للإنسان".

مليون نسخة

 من جهته تحدث لـ"المهرية نت" مدير فرع الهيئة العامة للكتاب بمحافظة مارب ناصر الشريف وقال: "هناك مشاركات متعددة من دور النشر من مختلف محافظات الجمهورية اليمنية، هذا أكبر وأهم معرض للكتاب في اليمن خلال السبع سنوات الأخيرة، هناك مشاركات لعشرين دار نشر ومكتبة، وهناك عشرون ألف عنوان مجموع نسخها مليون نسخة، كما أن هناك أجنحة لمؤسسات معرفية وثقافية، المعرض سيستمر لمدة عشرة أيام، وسيتضمن العديد من الندوات والفعاليات المتنوعة".

ويضيف الشريف: "معرض الكتاب رسالة للداخل والخارج أن مارب التي تدافع اليوم عن الجمهورية تهتم أيضًا بالعلم والمعرفة باعتبار أن لديها إرث تاريخي وحضاري طويل وممتد".

إقبال كبير

محمد الحزمي رئيس اتحاد الناشرين بمحافظة مارب تحدث للمهرية حول إقبال الناس على المعرض واعتبره "ملفت ومدهش" رغم الصعوبات التي واجهت الناشرين أثناء رحلتهم إلى مارب، لقد تساءل الناس عن غياب بعض الدور التي لم تصل حتى الآن،  لكنها وبسبب صعوبة الطريق والعرقلة الموجودة جعلها تتأخر، لكنها ستصل مع كتب جديدة ومميزة خلال الأيام المقبلة، كما أن بعض المكتبات التزمت بتوفير الكتب لبعض الأجنحة وبعض دور النشر، هناك الكثير من العناوين الصادرة في المعرض، في مجال الرواية والأدب والتاريخ".

ويشير الحزمي إلى أن المعرض "يتميز بتعدد المشاركات من دور محلية وأخرى عربية حضرت من خلال وكلاء محليين، وقد تنوعت العناوين من حيث المجالات المعرفية المتنوعة، هناك دور متخصصة في القانون والجوانب العلمية وهناك في الجوانب الدينية وأخرى في الجوانب الثقافية والفكرية والفلسفية وغيرها كما أن هناك دارًا شاركت في إنشاء المعامل العلمية المدرسية والجامعية".

آراء وانطباعات

وحول انطباعات الزوار سألنا إبراهيم جريد فقال: "الجميل في هذا المعرض أنه شمل أكبر قدر من الكتب الثقافية والتاريخية والمعرفية ولجميع الفئات، مارب تستعيد دورها باعتبارها مدينة المعرفة والحضارة، وهو دليل على أن القاطنين في هذه المحافظة من جميع أبناء الجمهورية ليسوا إلا أهل سلام وأهل حب وأهل علم لا يريدون حرب أو صراع، وكما نقش آباؤنا على الحجارة ها هم الأحفاد ينقشون المعرفة من خلال هذه الفعاليات والمعارض الثقافية في أذهان أبناءهم".

وجوه مثقفة

الفنان التشكيلي محمد صوفان ومن خلال المرسم الحر الذي يديره والذي اختار له ركنا في إحدى زوايا المعرض تحدث للمهرية نت حول انطباعه وإقبال الزوار على المعرض: "مشاركتي في المعرض إيجابية، هناك جمهور كبير يتوافد بشكل ملفت، لم أكن أتوقع هذا الحضور". 

وأضاف "لقد حصلت على زاوية جيدة، وشاركت بعدد من اللوحات، والجديد فيها هذه المرة أنني ركزت على الشخصيات الثقافية من كتاب ومثقفين وشعراء منهم الشاعر الكبير محمد محمود الزبيري والملحن الحضرمي المعروف المحضار ومحمد الشرفي وعبدالباري طاهر وخالد الرويشان وغيرهم من الأسماء التنويرية المعروفة".

ومضى صوفان قائلاً: "أود أن أشكر القائمين على المعرض المقام تحت رعاية محافظ محافظة مارب اللواء سلطان بن علي العرادة، فأي فعالية ثقافية تبعث فينا روح الأمل والحياة".

وتستمر فعاليات معرض مارب الأول للكتاب من العاشر وحتى التاسع عشر من فبراير الجاري، ويتوقع القائمون عليه استمرار الإقبال عليه خلال الأيام القادمة نظراً للندوات التي ستعقد طيلة أيام المعرض، وكذلك بسبب افتقاد الجمهور اليمني لمثل هكذا فعاليات منذ سنوات بسبب الحرب الدائرة في البلاد.