آخر الأخبار

سقطرى.. مناورات عسكرية وتدريبات يقابلها انهيار في الخدمات ونهب أسلحة الدولة

عناصر تتبع الانتقالي في سقطرى

عناصر تتبع الانتقالي في سقطرى

المهرية نت - سقطرى_ تقرير خاص
الخميس, 04 فبراير, 2021 - 09:59 صباحاً

تستيقظ جزيرة سقطرى على صوت البنادق والرصاص وتصاعد لغة العنف، وتنام على قرع انهيار خدمات البنية التحتية وخروجها عن الخدمة بعد تعطيلها وعدم اكتراث سلطة الأمر الواقع بها وفق مخطط مرسوم تنفذه مليشيات المجلس الانتقالي التي تقوض عمل المؤسسات الحكومية بتوجيهات أبوظبي.

 

ودُشنت مؤخرا المناورات الحربية لكتائب المعسكرات بتوجيهات مباشرة من رئيس مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي في سقطرى رأفت علي إبراهيم الثقلي الذي يتلقى تعليماته من عيدروس الزبيدي رئيس المجلس ، حيث ينفذ ما يملى عليه من توجيهات صادرة من أبوظبي استعداداً لمواجهة ما يسميه أي عدو يظهر من داخل الجزيرة أو من خارجها.

 

هكذا هو المشهد يتبلور في أرخبيل سقطرى ، بين التصعيد العسكري وانهيار الخدمات المؤسساتية، و استنزاف المخازن المركزية لتسليح الألوية المملوكة للجيش اليمني والتي استولت عليه مليشيات الانتقالي، إضافة إلى انهيار المؤسسات الحكومية وتعطيل دورها والمحاولات المستميته لتهديد واندثار التنوع البيئي في الجزيرة التي تعد واجهة سياحية عالمية.

تصعيد عسكري غير مبرر، يتزامن مع تصريحات زعيم مليشيات المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، من العاصمة الروسية موسكو الذي أكد على أنه سيقوم بالتطبيع مع إسرائيل وأنه لم يسلم أسلحة قواته ولن ينسحب من المناطق التي استولى عليها المجلس الانفصالي.

مناورات عسكرية

في ذهول كبير، يستيقظ محمد المدرهي، أحد قاطني منطقة نوجد بجزيرة سقطرى، على وقع انفجارات ودوي قذائف هنا وإطلاق وابلات من الرصاص الحي هناك، معتقداً نشوب معارك في جزيرته ،متهيئا له حدوث عمليات إنزال عسكرية لمواجهة الأولوية العسكرية الواقعة تحت سيطرة مليشيات المجلس الانتقالي.

التوتر سيد الموقف، هكذا يصف المدرهي واقع جزيرة سقطرى لـ"المهرية نت" منذ مطلع الشهر الحالي، وما آلت إليه الأوضاع هناك، قائلاً: استيقظنا على واقع يحاكي حرب حقيقية وقلق شديد يسيطر على قيادات المجلس الانتقالي خشية عودة الحكومة الشرعية هنا بجزيرة ارخبيل سقطرى.

وأفاد: لا تعرف الجزيرة هذه المناورات العسكرية ولا القتالية والتجهيزات العسكرية الضخمة التي يُحشد لها من خارج الجزيرة في المحافظة لأن الجزيرة بطبيعتها سياحية وذات طابع بيولوجي فريد يتناقض مع الأعمال الحربية التي تستهدف جزيرة سقطرى من قبل هذه المجاميع المسلحة.

 

وأبدى خشيته من تأخر استعادة الجزيرة مواصلاً حديثه: لابد أن كُلفة تأخير وصول الحكومة الشرعية في استعادة جزيرة سقطرى سيكون له ثمن باهض على حساب الجزيرة اليمنية التي تنتظر مآلات أخرى منها القضاء على التنوع البيئي في الارخبيل وإقحامها في حروب وصراع في الجزيرة ومواصلة آلة الدمار الاماراتية عملها بالجزيرة على هذا النحو.

انهيار الخدمات

وعلى وقع تصعيد لغة العنف واللجوء للخيار العسكري الذي تنتهجه أبوظبي في الجزيرة، انعكس تعطيل دور المؤسسات الحكومة على الجزيرة بشكل مباشر، حيث تنتشر النفايات والمخلفات بشكل واسع في شوارع حديبو وأصبحت تهدد صحة المواطنين وقبل ذلك تهدد الطبيعة العنوان الابرز للسياحة داخل الجزيرة.

 

وهو ما أصبح يشكوا منه أبناء الجزيرة الذين تحدثوا في لقاءات لـ"المهرية نت": أن تعطيل دور المؤسسات الحكومة تسبب بتدمير البيئة الفريدة في محافظة أرخبيل سقطرى وتسلل النفايات لمناطق مختلفة، لتبدأ في انتزاع الصور الجميلة، وبدلاً عنها تتصدر صورٌ لا تليق بالطبيعة الخلابة للجزيرة.

 

وقالوا: حتى أملاك المواطنين لم تسلم من الأذية والاضرار بها فبأي حق يتم مصادرة العدادات الكهربائية الخاصة بالمحلات التجارية والمواطنين واقتلاعها تحت تهديد  السلاح .

مؤكدين بأن شركة "دكسم باور" الإماراتية قامت بالاستحواذ حتى على أملاك المواطنين قيامها بمصادرة العدادات الكهربائية الحكومية الموجودة في المنازل والمحلات، والتي دفع المواطنين مقابل تركيبها سابقاً بعشرات الآلاف، ولم يعد الامر يقتصر على انهيار الخدمات بل وتدميرها بشكل كامل.

هبة شعبية

المواطن السقطري سعيد نوجد يقول: أصبحت المخازن المركزية لتسليح الألوية بيد قادة وكتائب من خارج المحافظة وهم متمردون على قيادة الحكومة الشرعية ويعملون على استنزاف مخازن السلاح الخاصة بالحكومة اليمنية وعمل مناورات وتدريبات قتالية وعسكرية تحت رايات مليشيات خارجة عن النظام والقانون تتبع أجندات خارجية تسعى لتمزيق وتشظي وحدة البلاد بما في ذلك اطماعها ومشاريعها الاحتلالية في الجزيرة.

وتابع حديثه: يقوم هؤلاء المسلحين تحت علم الانفصال بإثبات ولائهم وإخلاصها لأبوظبي وهو ما يجري اليوم من عبث حقيقي داخل المحافظة والتي لا يتم فيه مراعاه خصوصية الجزيرة وسط صمت حكومي مخيف لما يجري في الأرخبيل التي أصبحت بالفعل بحاجة إلى هبة شعبية تقتلع كل جذور عيال طحنون من داخل الجزيرة ونقول بصوت واحد كفى عبثاً بجزيرة السلام سقطرى.

 

وأضاف: أن التجنيد والتدريبات المتواصلة في كتائب ووحدات اللواء الأول مشاة بحري من خارج الجزيرة وخاصة كتيبة الدفاع الجوي وغيرها من الكتائب لا يخدم الجزيرة لأن أبناء الجزيرة لا يقبلون باستمرار الوضع واحتلال جزيرتهم لمصالح وأطماع الامارات التي تتصرف بالجزيرة وبمقدراتها كما لو كانت حقاً مكتسباً لها، والغريب أن ذلك يحدث وسط صمت دولي مطبق.

 




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية