آخر الأخبار

الضالع: حصاد عام من الاغتيالات يختتم بلعبة منح الثقة للمليشيات (تقرير خاص)

استهدفت الاغتيالات قيادات سياسية وعسكرية وأكاديمية ومؤثرين

استهدفت الاغتيالات قيادات سياسية وعسكرية وأكاديمية ومؤثرين

المهرية نت - الضالع - خاص
الاربعاء, 23 ديسمبر, 2020 - 06:03 مساءً

جاء عامنا هذا حاملا لكثير من المواطنين بوادر الأمل إليهم وممنيهم بخيرات عقد جديد مقبل، غير أنه لم يكد يمضي شهر واحد حتى بدأ تنفيذ استهداف قيادات وكوادر متنورة ظهرت حين تكشف للقائد وليد سيف سكره حقيقة اغتيال والده في خطوط التماس؛ على يد قوات تابعة للمجلس الانتقالي وهو مادفعه للتقصي حول الجريمة.

 

ما إن عرف الحقيقة حتى جاءه كمين محكم قضى عليه في طريق حالمين-الضالع، وكان أول ضحايا عامنا الجاري في 21 يناير، وبقيت حقيقته طي الكتمان حتى تحدثت مصادر موثوقة لـ«المهرية نت» عن حقائق اغتيالات مليشيا الحزام الأمني للقيادات الوطنية والموالية للشرعية.

 

كانت في قائمة الاغتيالات هذا العام كوادر، وقيادات وطنية واجتماعية كبيرة ومؤثرة، ربما كانت تقف عائقاً أمام المشروع الإماراتي في اليمن.

 

مصادر تحدثت لـ«المهرية نت» عن تخوف الإماراتيين من كل مثقف قد يقف عائقاً أمامهم، وأن تصفياتها ستظل بكل السبل حتى تتمكن من إحكام قبضتها في اليمن.

 

ضحايا النصف الأول

بعد اغتيال القائد وليد سكرة نجل العقيد في الجيش الوطني سيف سكرة نهاية العام الماضي، دوّنت بعدها بأيام محاولة اغتيال للعقيد عبدالرحمن المسني في 28 يناير من هذا العام بمدينة قعطبة.

 

وفي السادس من فبراير كان هدف العملية أحد أكبر القيادات المجتمعية والحزبية وهو رئيس الغرفة التجارية وأحد قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح عبدالرقيب قزيع، الذي اغتيل في مدينة الضالع. وبعدها جاء 14فبراير الذي اغتيل فيه مواطن يعمل بمحل للهواتف يدعى أحمد قايد.

 

وفي الوقت الذي نجحت فيه تلك العمليتان في شهر فبراير جاء بعده شهر مارس مخيبا لآمالهم نوعا ما، ففي التاسع من مارس نجا قائد كتيبة القوات الخاصة أشرف علي صالح من محاولة اغتيال من على متن دراجة نارية، كما نجا نهاية الشهر ذاته عقيل صالح المعكر مدير دائرة الخدمات في بريد المحافظة من محاولة اغتيال وقتل سائق الدراجة الذي كان يقّله ويدعى علي صالح شايف في حي العرشي بالمدينة، وعقيل هو نجل أحد قيادات حزب الإصلاح بالمحافظة.

 

وفي الثاني من أبريل لم تكن عمليتهم هذه المرة من على متن دراجة نارية بل قاموا بمهاجمة مرفق خدمي هو مستشفى النصر بالمحافظة وذلك بقنابل يدوية وأصيب في المداهمة شخصان، ولم يعرف هدف تلك المداهمة ولا ماهي أبعاد تلك العملية.

 

ثم ظلت الخلية الإرهابية تخطط طوال شهر كامل لاغتيال أحد أكبر قيادات الجيش الوطني وهو قائد اللواء 30مدرع العقيد هادي العولقي، وتجرأت على تنفيذ تلك العملية في 17من يونيو ما أدى لجرحه وفشلت العملية أيضاً.

 

ضحايا النصف الثاني

بعد فشل عدد من العمليات الإرهابية في الشهور السابقة توقفت الاغتيالات طوال شهر حتى اعتدى مسلحون في السادس من أغسطس على المواطن عبدالفتاح عبدالله مسعد عليه بالضرب والاختطاف لأيام.

 

رتبت خلايا الاغتيالات وأعدت نفسها لسفك الأرواح المتنورة للنصف الثاني من هذا العام بعدما نجحت في سفك وجرح المستهدفين السابقين، فبدأت باغتيال الشيخ أسامه محمد سيف أمام الجامع الكبير بمدينة الضالع في الخامس من سبتمبر، ثم أعقبه اغتيال أحمد بن أحمد الأزرقي رئيس فرع التجمع اليمني للإصلاح بالأزارق منتصف سبتمبر، لكن المحاولة الثالثة كانت تستهدف عضو سكرتارية الحزب الاشتراكي علي الجماعي في مريس وباءت بالفشل.

 

في نهاية شهر أكتوبر اغتيل محمد عبدالواحد الأزرقي أحد ضباط الجيش الوطني ونجل رئيس جمعية الإحسان وسط مدينة الضالع، كما أن هناك محاولات اغتيال كثيرة نسجت ولم يعرف عنها لأسباب كثيرة تعود لأصحابها، كمحاولة اغتيال الصحفي أحمد المليكي منتصف نوفمبر.

وفي ختام العام كانت القائمة لدى خلايا الإرهاب في المحافظة طويلة فلجأوا إلى اختصارها بأبرز من كان لديها فاغتالت الشيخ حاشد ريشان رغم كونه مؤسسا لأحد قطاعات الحزام الأمني في قعطبة لكنه كان رجلا إسلاميا ومؤثرا في المديرية فقضوا عليه في 28من نوفمبر من هذا العام.

 

ثم استعجلت الخلايا لتكسب أكثر حسب تفكيرها، فاغتالت عميد كلية التربية الدكتور خالد عبده الحميدي في الخامس من ديسمبر من شهرنا الجاري وأتبعته في 12 من ديسمبر باغتيال الشيخ هزاع الجمالي والذي يعمل إمام وخطيب في مدينة الضالع.

 

خرجت عقب العمليتين الأخيرتين وفي ختام السنة مظاهرات للمطالبة بإحلال الأمن بالمحافظة، يقول زكي محمد لـ«المهرية نت» استطاعت مليشيات الانتقالي أن تستغل مشاعر المواطنين، بعدما لعبت لعبة منح الثقة من الجمهور ثم ظهرت فجأة تعلن القبض على منفذي الاغتيالات بيد سحرية.

 

وبالفعل فقد جيشت مليشيات المجلس بعدد من اللافتات تدعو الحزام الأمني بضبط المحافظة، فكانت تلك المظاهرة استغلالا لمشاعر الجماهير ركبت عليها المليشيات وظهرت بعد أيام تعلن القبض على منفذي كل تلك الاغتيالات بلمحة بصر وذلك في 21من ديسمبر الجاري.

 

لا أحد يعلم إن كان ملف الاغتيالات سيتوقف أم أن مواطني المحافظة ستنتظرهم قوائم جديدة بدعوى الإرهاب وغيرها، خصوصا بعدما منحت المليشيات نفسها ثقة الجماهير كما كان في محافظات يمنية أخرى.


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية