آخر الأخبار
توسع عسكري وتعسفات.. السعودية تبتلع الشريط الساحلي للمهرة
اعتصام مستمر ضد السعودية في المهرة
الخميس, 19 نوفمبر, 2020 - 11:22 صباحاً
"نتمنى لكم إقامة طيبة في المملكة العربية السعودية" هناك في أقصى شرقي اليمن بمحافظة المهرة تلقى المواطنون هذه الرسالة النصية على هواتفهم من شركة اتصالات سعودية، تكشف استحداث نقاط خدمة في معسكرات القوات السعودية دون ترخيص من الحكومة اليمنية على غرار ماتفعله الإمارات في أرخبيل سقطرى.
يستغرب أحمد سالم - مواطن مهري- من فحوى هذه الرسالة "المريبة" التي تسلمها هاتفه كغيره من المواطنين لأكثر من مرة خلال اليومين الماضي، والتي تشي وفق حديثه لـ"المهرية نت" إن الرياض باتت لا ترى المهرة إلا أرضٍ سعودية، تماماً كما تفعل حليفتها أبو ظبي في أرخبيل سقطرى.
وبحسب سالم الذي ينشط ضمن الاعتصام السلمي المناهض للتواجد السعودي في المهرة، فإن التطورات الأخيرة تكرس حقيقة الأطماع التوسعية القديمة الجديدة للرياض في احتلال المهرة، لضمان منفذ الى بحر العرب، خاصة مع مضي القوات السعودية في السيطرة على الشريط الساحلي، ونشر عدد من القوارب الحربية مؤخراً بذريعة مكافحة التهريب والإرهاب والنفوذ الايراني في أحيان أخرى.
في خضم الضغوط الدولية المتزايدة على السعودية "قائدة التحالف في اليمن" لإنهاء الحرب التي دخلت عامها السادس دون أفق واضح، خصوصاً بعد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأميركية والذي أعلن من بين أولوياته إنهاء دعم بلاده لحرب اليمن والعمل لوقف هذا النزاع، على الرغم من ذلك تحرق سعودية محمد بن سلمان الوقت في مزيد من التشتت، وتستجمع قوتها لتواصل التوغل في محافظة المهرة على بُعد أكثر من ألف كيلو متر من أقرب جبهة قتال مع جماعة الحوثي.
تعسف الصيادين
في مطلع سبتمبر الماضي، أغلقت قوارب عسكرية سعودية سواحل منطقة ضبوت في محافظة المهرة، أمام الصيادين ومنعتهم من الصيد أو الإبحار في ساحل ضبوت، في تصرف تعسفي وينتهك السيادة اليمنية.
يشير عوض أحمد (43 سنة) وهو مواطن يمتهن الصيد، إن هذه الإجراءات التعسفية بمنع القوارب العسكرية التابعة للقوات السعودية، الإصطياد ومنع الصيادين من التحرك في المياه الموسمية والوحيدة تصادفت مع حلول الموسم الوحيد للصيد في فصل الخريف، بسبب اضطراب البحر طوال باقي أيام السنة، تسببت بحرمانه ومثله المئات من الصيادين وأسرهم من المعيشة باعتبار امتهان الصيد هو مصدر الدخل الوحيد في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
يتجول عوض ورفاقه بالقرب من شواطئ ضبوت وعلى محياهم الإحباط، بعد حرمانهم من لقمة عيشهم وأطفالهم، يقول إن الناظر لمشهد تجمعات الصيادين الذين جردتهم القوات السعودية من مصدر رزقهم الوحيد، يتذكر لوهلة مشهد عمال احراج في بعض جولات المدن اليمنية وقد حصدوا الخيبة بعد نهار شاق وطويل.
ولتوسيع سيطرتها على الشريط الساحلي في المهرة، تداولت وسائل إعلام سعودية منذ أكتوبر الماضي، سلسلة من الأخبار عن رصد عمليات تهريب وسفن "إيرانية " تقوم بصيد غير مشروع في سواحل المهرة، لتمهد لنشر عدد من القوارب على امتداد الشريط الساحلي للمحافظة منذ منتصف نوفمبر الجاري.
تقول مصادر محلية لـ"المهرية نت" إن القوات السعودية أنشأت معسكرات ومواقع على طول الشريط الساحلي، بالتزامن مع تزايد شكاوى الصيادين من استمرار المضايقات التي يتعرضون لها من قبل هذه القوات.
سياسة مكشوفة
في هذا السياق ، يرى الصحفي اليمني كمال السلامي إن سياسات السعودية أصبحت مكشوفة كما لم يحدث من قبل.
وقال في حديثه لـ"المهرية نت" إنه بات جلياً اليوم أن لدى السعودية سياسة خاصة بعيدة كل البعد عن علاقة حسن الجوار والندية القائمة على احترام السيادة، مشيراً الى أنه ساعدها في ذلك ارتهان قيادات الشرعية وعجزها عن حمل مسؤولية الدفاع عن الدولة والمؤسسات.
ولفت الصحفي السلامي الى أن الأطماع السعودية تجلت أكثر حينما توجهت نحو المهرة، واستحدثت عشرات المواقع العسكرية والنقاط، واستولت على المنافذ البرية والبحرية بالمحافظة، تحت ذرائع واهية كمكافحة التهريب والإرهاب – على حد قوله.
وقال إن الرياض اليوم وبينما تستعد للدخول في سلام مع الحوثي، هي تسعى لإحكام قبضتها على المهرة، عبر نشر مثل هذه القوات في سواحل المحافظة.
وأكد السلامي إن ما تمارسه القوات السعودية في المهرة، لا يختلف عما تمارسه حليفتها أبو ظبي في سقطرى، مضيفاً "كلاهما يمارس اعتداء سافر على السيادة والأرض اليمنية".