آخر الأخبار

لحج..رعاة الأنعام يعانون غضب الصحراء وقلة المراعي

المهرية نت - محيي الدين السروري
الثلاثاء, 10 نوفمبر, 2020 - 10:48 مساءً

بحثاً عن المراعي لأنعامهم يقضي رعاة البقر والغنم أشهراً من العام بعيدا عن أهاليهم في الصحراء الممتدة بين شمال لحج وغرب عدن وصولاً إلى أطراف المقاطرة في محافظة تعز تحت حرارة الشمس والأتربة بأمل أن تحقق تلك الرحلة للرعاة الآمال في تحسين الإنتاج الحيواني.

 

يعتمد غالبية السكان في ريف لحج على الثروة الحيوانية كمصدر رئيس للعيش وتدبير شؤون حياتهم، وعلى مدار الخط الرابط بين عدن ولحج ترتعي المئات من الإبل والبقر التي يملكها البدو الرحل ويتنقلون بين المناطق على مدى العام لكنها رحلة تعترضها مخاطر وصعاب في صحراء مترامية أطرافها حيث تنعدم فيها أدنى الخدمات وأهمها المياه، وذلك هو الهم الأكبر الذي يشغل الرعاة في تلك الصحراء.

 

ويذكر تقرير لإدارة الإحصاء الزراعي بوزارة الزراعة أن اليمن تنتج سنوياً 186 ألف طن من اللحوم البيضاء بيد أن هذه الكمية من اللحوم الحمراء المنتجة محليا لاتغطي الطلب الإستهلاكي المحلي الأمر الذي خلق فجوة غذائية يتم سدها عن طريق استيراد اللحوم الحمراء المجمدة والحية ومشتقاتها لتلبية احتياجات  السوق المحلية.

 

 ووفق للإحصاء الزراعي فإن الثروة الحيوانية في اليمن تبلغ 21 مليون رأس منها 9.6 مليون رأس من الأغنام و9.3 ملايين رأس من الماعز و1.7 مليون رأس من الأبقار و454 ألف رأس من الإبل.

 

من جهتها قالت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) إن اليمن تستهلك 370 ألف طن من اللحوم وتحتل المرتبة 13 عربيا و138 عالميا في استهلاك اللحوم وبمعدل16 كيلو استهلاك الفرد سنويا من إجمالي إستهلاك اللحوم؛ لكن مع تردي الاوضاع المعيشة التي خلفتها الحرب تراجع استهلاك اليمنيين للحوم التي كانت تقدر سنويا في السابق بماقيمته 200 مليون دولار سنوياً.

 

ويقول رعاة الحيوانات في هذه الصحراء إن الحرب في اليمن منذ سنوات أثرت في عملية تنقلاتهم وعملية البيع والشراء حيث تعد مصادر أرزاقهم  ولم يعد المردود الذي يتحصلونه بمثل ماكان قبل الحرب.

ويقول تركي مرشد الذي يملك قرابة مائة رأس من الإنعام منها 20 رأس من البقر في هذه الصحراء إنهم يقطعون أحياناً مسافة الساعتين أو الثلاث مشيا بحثا عن الماء من بعض النحالين الذين ينزلون بحثا عن المراعي.

 

ويتحدث مرشد عن خيبة أمله من عدم اهتمام الدولة أو المنظمات بهذه الصحراء رغم مايتوفر فيها من مراعي ولو من خلال توفير مياه الشرب للرعاة وحيواناتهم بدلاً أن يظلوا متنقلين ذهابا وإيابا بحثاً عن المياه.

 

ولفت أن أغلب الرعاة يخرجون من هذه الصحراء قبل دخول الصيف حتى لوكانت المزارع والمراعي بساتين وفق وصفه بسبب عدم وجود المياه حيث تزداد له الحاجة في الصيف بالإضافة لهبوب الرياح في موسم الشمال بفصل الصيف التي تنهك الرعاة ممايضطرهم للخروج مع حيواناتهم للجبال.

 

وأشار الراعي مرشد أن الكثير من المنظمات التي تدعي إنسانيتها يومياً تمر بجوارهم وأنعامهم في الخط الساحلي دون أن تكلف نفسها السؤال عن هذه المعاناة وظلت كل المواعيد لاجدوى منها بوضع حلول لهذه المعاناة.

 

في السياق ذاته يقول عبد الله ثابت وهو وراعٍ أيضاً إن كسب مهنة الرعي من والده منذ صغره ويرحل للصحراء منذ زمن خاصة في زمن الجدب وعدم توفر المراعي القريبة من مناطقهم؛ لكن نفوق الإبل بشكل مستمر وعدم دعمهم كرعاة بالعلاج من قبل الدولة أو حتى جهات مختصة بالحيوانات عرضهم لخسائر فادحة يصعب تعويضها في وقت لم يعد الإنتاج كما كان  في السنوات السابقة.

 

وأضاف  أن الأسعار في أولاد الابل خلال السنوات الأخيرة تراجعت فهي بين200-250 ألف بعد تربيتها لعام ونصف بخلاف الأبقار التي وصل سعر الواحدة منها800 ألف قبل شهر ونصف حيث تعد من الحيوانات المرغوبة ناهيك على فوائدها الصحية والاقتصادية من خلال شرب ألبانها وبيع أولادها حيث تنتج كل عام بخلاف الإبل كل عامين أو أكثر.

ويتطرق علي عوسب والذي يمتلك 250 رأساً من الإبل إلى مسألة رعيهم ليست ممتعة في الصحراء بل تكدرها الكثير من المصاعب منها المساحة المترامية للصحراء والتي تتسبب في كثير من الأوقات في ضياع العديد من القطعان، ثم أخذ وقت في البحث عنها وأحيانا جلبها من مناطق بعيدة تكلف الكثير من الجهد والمال.

 

وأضاف عوسب أن الرعاة لم يعودوا يتمنون  أي لفتة من قبل الجهات المعنية غير حفر الآبار في الصحراء حتى يتمكنوا من سقي حيواناتهم في أقل تقدير، وهو مطلب للبدو الرحل وعابري السبيل في هذه الصحراء الواسعة، مؤكداً أن بقاءهم في هذه  البقعة تنحصر فقط على فصلي الشتاء والربيع فيما تصبح الحياة عصيبة في موسم الشمال.


كلمات مفتاحية: اليمن لحج التصحر
تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية