آخر الأخبار
المرضى النفسيون بين أوجاع الحرب والعيب الاجتماعي ومخاطر الانتحار(تقرير خاص)
د. عبدالسلام دبوان – أخصائي أمراض نفسية
الخميس, 15 أكتوبر, 2020 - 07:20 مساءً
قبل أيام احتفى العالم باليوم العالمي للصحة النفسية الذي اختارت منظمة الصحة العالمية 10 أكتوبر يوماً سنوياً له، بهدف لفت الأنظار تجاه معاناة المرضى النفسيين والمشاكل التي يواجهونها ودور الحكومات والمؤسسات المدنية في التوعية بأهمية الصحة النفسية على الفرد والمجتمع وانعكاسها على نشاطهم وصحتهم وإنجازاتهم الحياتية.
ولأن بلادنا تعاني من حرب مضى عليها 6 سنوات فإن الآثار التي تركتها على الصحة النفسية للناس ليست أقل ضررًا من تلك التي دمرت بنيته ومنشآته وممتلكاته المادية.
وبحسب منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة والسكان اليمنية فإن هناك 37% فقط من المرافق الصحية تقدم خدمات صحية متكاملة، وأما تلك التي تقدم خدمات لها علاقة بالصحة النفسية فتتواجد فقط في 21% وهذه النتائج بحسب مسح ميداني شمل عدداً من المرافق في عدة محافظات.
قصة من الواقع
موقع "المهرية نت" التقى بالجندي (م.م) في إحدى العيادات النفسية في مدينة مارب، عمره في أواخر الثلاثينيات وقد فضّل عدم نشر اسمه لأسباب تتعلق بطبيعة عمله حيث يعمل في الخدمة العسكرية كحارس بوابات أو في أبراج المراقبة.
يسرد لـ "المهرية نت" قصته ومعاناته مع المرض النفسي حيث يقول: "بدأت حالتي تسوء وأنا في سن صغيرة كان ذلك قبل حوالي 18 عاماً، كان القلق والاضطراب يساورني بين فترة وأخرى نتيجة الظروف المالية الصعبة التي تعيشها أسرتي، أنهيت دراسة الثانوية ولأني لم أستطع دخول الجامعة كما فعل زملائي شعرت بخيبة أمل وحزن شديد، كنت أفكر بزملائي الذين استطاعوا مواصلة دراستهم الجامعية وكنت أتابع خطوهم نحو تحقيق أهدافهم العلمية والعملية، أما أنا فمازلت في مكاني لأن ظروفنا قاسية وليس بإمكاني تحقيق حلمي".
وأضاف" دخلت في دوامة من الاكتئاب والقلق المستمر وحاولت الانتحار عدة مرات.. بعد ذلك عرفت أن هناك عوامل جينية ساعدت على وصولي إلى تلك الحالة السيئة، فالكثير من الناس يمرون بأزمات وصدمات كثيرة - ربما أكبر مما مررت به في حياتي – لكنّي كنت أعاني وكان وضعي خاصاً".
كان مستوى تحصيلي العلمي متوسطا حصلت في الثانوية على معدل 78%، ولدي طموح كبير ببناء أسرة والعمل في وظيفة تليق بي.
كنت أراقب حياة الصغار من حولي، كان بإمكانهم شراء ما يشتهون وكان آباؤهم يلبون طلباتهم، بينما نحن نعيش في فقر وعوز دائم، كنت أشعر بضيق شديد فألجئ إلى النوم هرباً من الواقع المؤلم الذي أعيشه، يضيف.
وتابع :كنت أعتقد أن تصرفي ذاك وشعوري المؤلم أمر عادي وأن الناس جميعهم يعتريهم ذات الألم الذي يصيبني.
سحرٌ أو عين
كان الأهل يقلقون على وضعي فيأخذونني إلى شيخ الرقية الشرعية وأحياناً إلى المشعوذين، كنا نذهب عند هؤلاء فيقولون مرةً هذا فيه سحر ومرة أخرى هذا مصاب بالعين، كان المشعوذون يطلبون منا أموالاً كثيرة وكان والدي يتدبرها بصعوبة، ثمانية عشر عاماً وأنا أعاني وأتنقل بين مشايخ الرقية الشرعية وبين المشعوذين.
"بعد فترة من المحاولات غير المجدية نصحنا أحدهم بالذهاب إلى طبيب نفسي، فكان بعض الأطباء يكتبون لي أدوية فأستعملها لفترة معينة ثم أشعر بالقلق لعدم شعوري بجداوها رغم أنني علمت بعد ذلك أن الأدوية لا تُظهر فاعليتها على صحتي إلا بعد مدة طويلة، وهكذا ظللت أتنقل بين طبيب وآخر ومن محافظة إلى أخرى.. ذهبت إلى مستشفى الأمراض النفسية بتعز، ثم إلى مستشفى الرسالة بصنعاء، ثم انتقلت إلى الحديدة والآن أنا في مارب – حيث مكان خدمتي - ومازلت أتلقى العلاج في عيادة الدكتور عبدالسلام".
كنت في السابق أتناول العلاج ثم أتركه، وتنتكس حالتي من جديد ويصبح وضعي أسوأ من المرة الماضية، ويظل القلق يأكل نفسي وأنا أفكر بحالي وحال أبنائي.
أحاول ألا أظهر معاناتي أمام أبنائي الأربعة أكتم قلقي واكتئابي داخل نفسي، أبقى قلقاً على أولادي ولا أستطيع التعبير عن شعوري وأظل على هذا الوضع لأيام طويلة.
صراخ وتهديد
وحينما سألناه عن سبب قلقه وما يشعر به يقول (م.م): سبب قلقي أنني لا أملك القدرة على التكفل برعايتهم، أشعر كأنني بعالم آخر ولا أستطيع التحكم بنفسي، أحياناً أصرخ أمامهم وأهدد زوجتي إن لم تبعدهم عني فإني سأضربهم وسأقتلهم، لكن كان هذا مجرد تهديد فقط، أعاني الأمريّن المرض الداخلي وهمّ أولادي ومستقبلهم معي.. حتى أن فكرة الانتحار تراودني دائماً، لكن زوجتي تحاول تهدئتي وتقول لي "ستفرج ستفرج" كنت أتمنى لو أنه مرض سرطان كان الأمر سيكون أريح لي لأنني سأكون عالماً بحالتي وسأعلم بموضع ألمي.
بعض الأحيان ألتزم بقراءة سورة البقرة بشكل يومي كجانب علاجي، أقرأها قراءة جهرية، وأحياناً أسبّح الله آلاف المرات، السبحة دائماً في يدي أو داخل جيبي، أبحث عن الهدوء حينما أقوم بذلك، وأشعر أن الله يقف معي في تلك اللحظات، فيتملكني نوع من السكينة والهدوء لبعض الوقت.
حينما أذهب لطبيب نفسي، وأفضفض، يمنحني ذلك بعض الأمل وأشعر بالارتياح خاصة حينما يقول لي الطبيب بأن هناك علاجاً يمكن أن يساعدني. وأنا الآن أشعر بتحسن لأني أتناول الدواء وقد استمررت لفترة جيدة حيث ألتزم بما يُوصف لي.
تبقى مشكلة كبيرة أخرى تشعرني بضيق شديد وألم.. هذه المشكلة حينما يوصمني البعض وينادونني بالمريض النفسي أو يسخرون من تصرفاتي، أتمنى أن يكفوا عن ذلك يكفيني ما يؤذيني في الداخل.
السواء والسلامة
د. عبدالسلام دبوان – أخصائي أمراض نفسية، يعرف مفهوم الصحة النفسية فيقول لـ "المهرية نت" "الصحة النفسية تعني التوافق النفسي أو "السواء" سواء السلوك وسلامته، وسلامة السلوك تأتي من سلامة التفكير والمشاعر. إذا كان هناك سلام في المشاعر والعاطفة يكون هناك سواء في السلوك، والأمراض النفسية هي العكس من ذلك، فعندما يكون هناك خلل في التفكير واضطراب في المزاج والإدراك وتشتت في الذاكرة وضعف في القدرات العقلية يكون هناك إشكالية نفسية".
ويضيف دبوان "تلعب البيئة التي يعيش فيها الفرد دوراً كبيراً في سلامة الصحة النفسية فكثرة الضغوط والمشاكل والصدمات النفسية خاصة عند مرحلة الطفولة تؤثر على المرء في الكبر، وأكثر شيء يُظهر الأمراض النفسية ازدياد المشاكل والضغوطات، وهناك أمور أخرى تؤثر على الصحة النفسية وتتسبب بالأمراض النفسية مثل تناول المخدرات أو الكحوليات لكن في الكثير من الحالات تكون هناك عوامل جينية تؤثر على المرء وتجعل احتمالية تعرضه لأمراض نفسية أكبر خاصة إذا تعرض لهزات أو صدمات شديدة، فمعظم الناس يتحملون الهزات الشديدة والصدمات ولا تظهر عندهم الأمراض النفسية، لأن أجسادهم لا تحمل عوامل وراثية يمكن أن تصيبهم بأمراض نفسية".
ويتحدث الطبيب النفسي عن أنواع الأمراض النفسية فيقول "إما أن يكون المرض النفسي عصابي أو ذهاني، فالأمراض النفسية العصابية ترتبط بالقلق أو مشكلة في المزاج ولا يكون هناك بعد عن الحقيقة والواقع فيكون لدى الشخص استبصار ووعي بمرضه، أما النوع الآخر وهو الأخطر فهي الأمراض الذهانية حيث يكون هناك بعد عن الحقيقة وانفصال عن الواقع وتظهر الهلوسات أو الضلالات وهذه الأخيرة تعني (الاعتقادات الراسخة) مثل اعتقاد المرء بأنه نبي أو بأنه المهدي المنتظر أو أن لديه موهبة وقدرات خارقة. وأحياناً العكس يكون لديه توجس وشعور بالذنب وخوفٌ من كونه ارتكب جريمة لا تغتفر أو لديه هواجس واعتقادات بأن هناك من يراقبه أو أن أحدهم يتحدث عنه ويتتبعه. وأحياناً حينما يستمع للراديو أو التلفزيون يقول: هؤلاء يتكلمون عني أو حينما يحضر خطبة الجمعة يعتقد بأن كل الحديث موجه إليه، وهكذا".
الوقت حاسم
ويتحدث د. عبدالسلام دبوان عن الإشكاليات التي تفاقم وضع المرضى النفسانيين فيقول: "للأسف هناك الكثير من الناس من الذين يعانون أمراضًا نفسية، هؤلاء تأخروا كثيراً قبل أن يذهبوا إلى المعالج النفسي، حتى وصل بهم مستوى المرض إلى مرحلة خطرة وأنا أنصح أي شخص يعاني من أعراض مرض نفسي أن يسارع بطلب المشورة والمساعدة أو تقوم الأسرة بعرض ابنها على طبيب نفسي حتى يكون من السهل علاجه، أما إذا ذهبت الأسرة بالمريض وهو متعب جداً وفي مراحل متطورة من المرض، فهنا يكون من الصعب معالجته".
ويعزو الدكتور تفادي بعض الأسر الذهاب إلى الطبيب النفسي لخوفها من الوصمة الاجتماعية فيقول: "هناك نظرة اجتماعية سائدة تجاه المرضى النفسانيين بأنهم أشخاص غير طبيعيين وأحياناً بأنهم مجانين لا يمكن معالجتهم، بينما قد يكون المرض في مرحلته الأولى بسيطاً ويحتاج فقط لبعض الأدوية أو بعض الاستشارات النفسية، كما أن البعض يتجنب الجلوس مع المريض أو مخالطته ويعتقد أن المرض النفسي معد فتقوم بعض الأسر بعزل المريض وتجنب مخالطته وهذا يفاقم الوضع الصحي والنفسي ويزيد الأمر سوءًا".
وحينما سألنا الطبيب عن الأعداد التي يستقبلها في عيادته قال لنا: "هناك الكثير يأتون لطلب المساعدة أنا هنا منذ 4 سنوات، وكل يوم أستقبل من 8-10 حالات وأحياناً أقل من هذا العدد، لكن الأمراض النفسية كثيرة ومنتشرة وأكثر شيء يؤثر في المرضى القات وخاصة حينما يمضغ الإنسان القات وحده في الليل لساعات طويلة يظل فيها يفكر تفكيرًا عميقًا وطويلًا، ويحلم بالهروب من الواقع إلى عالم الخيال حتى يصل إلى مرحلة تصديق نفسه، وحينما ينتهي من جلسته يشعر بالاكتئاب لأنه لم يحقق شيئاً أو أن كل ما عاشه خلال الساعات الماضية كان مجرد أوهام، كما أن من أبرز المشاكل التي تسبب هذه الأمراض انتشار البطالة فالمرء الذي يعمل يصبح باله مشغولاً ويبتعد عن القلق من جوع أو عوز أسرته، أما من يعاني البطالة فإن قلقه يتزايد وخوفه من المجهول يكبر".
تأثير الحرب
ويلفت الطبيب النفسي إلى أن الكثير من الرجال والنساء يزورون عيادته، لكن الأغلبية هم من الرجال بسبب الضغوطات التي يتعرضون لها، خاصة أن نسبة كبيرة يشاركون في المعارك القتالية ويتعرضون لصدمات تفقدهم توازنهم النفسي، أو يظلون غائبين فترة طويلة عن أهاليهم ويعودون وهم يعانون من بعض المشاكل خاصة أن هؤلاء أنفسهم يظلون بدون رواتب وتبقى أسرهم بدون أموال يعتاشون عليها.
إما إذا ما كان هؤلاء المرضى يزورون عيادة الدكتور بأنفسهم أم رفقة عائلاتهم يقول د. دبوان: "في الحالات البسيطة التي يكون فيها المريض مستبصراً ومدركاً لوضعه بنفسه وتكون حالته عصابية فقط فإنه يأتي لوحده كي يستشير حول أمر معين، لكن من يعانون من الأمراض الذهانية أو العقلانية فإنهم غالباً لا يأتون لوحدهم لأنهم يرفضون الاعتراف بمرضهم، ويرفضون المعانية أو العلاج بعد ذلك".
وعن المعايير التي نعرف من خلالها إذا كان المريض النفسي في حالة معقدة ومتقدمة أما لا يقول المختص النفسي "إذا وجدت البصيرة لدى المريض سيتحسن بسرعة أما إذا كانت البصيرة غير موجودة فسيدخل في الذهان أو نقول له في المصطلح العام "الجنان"، وهناك أمور أخرى مثل الحاكمية والتفكير المجرد وهل يفكر تفكيراً منضبطاً وصحيحاً أم أن تفكيره مشّوش، وهل هو مدرك للزمان والمكان والأشخاص من حوله أم لا، هل يستخدم العلاج؟ هل هو متعاون؟، من خلال هذه المعطيات سنعرف قدرته على الاستجابة ومستوى حالته النفسية".
غياب المنشآت المتخصصة
ويلفت الطبيب النفسي إلى وضع المستشفيات والمرافق الصحية والتي تفتقر للمختصين والعيادات الصحية النفسية "إذ من يفترض وجود أطباء نفسيين ومرشدين نفسيين واجتماعين وأسريين في كل مديرية أو منطقة، ونحن بحاجة للطبيب والمرشد فالطبيب النفسي يشخص الحالة ثم بعد ذلك يضع خطة علاجية من ضمنها أن يذهب المريض إلى المرشد النفسي يجلس معه جلسات خلال فترات محددة، ودائماً أشدد على عامل الوقت في مسألة العلاج النفسي".
"يجب على وزارة الصحة أن تحدد السياسيات وتقرر الاستراتيجات التي تُعنى بالجانب النفسي، كما يفترض على المنظمات أن تدعم جوانب الصحة النفسية وأن تدرج البرامج النفسية ضمن خططها، كما نحتاج إلى اهتمام أكبر من الجانب الرسمي سواء من ناحية توفير وتأهيل الكوادر أو البنية التحتية كالمستشفيات أو العيادات المتخصصة، وتوفير الأدوية الأساسية كأدوية القلق وتغير المزاج لأن الكثير من الأدوية النفسية غالية جداً والناس حالتهم متعبة، أحياناً تتألم كثيرا فأنت لا تستطيع أن تساعد كل الناس".
نوه إلى ضرورة وجود مستشفيات مختصة أو مصحات عقلية، "فالحاجة لهذه المنشآت ملحة، لأن هناك مرضى يرفضون توجيهات الأطباء والبعض يرفض استعمال الأدوية، وهناك حالات شديدة يعجز الأهل عن التعامل معها أو الاعتناء بها، لذا وجود المصحات أو المستشفيات الخاصة أمر ضروري للتعامل مع هذه الحالات".
الوصمة المجتمعية
أما الدكتور مهيوب المخلافي مرشد نفسي ومختص في مجال إعادة التأهيل النفسي للأطفال الناجين من المعارك يقول لـ "المهرية نت": "حُدد اليوم العالمي للصحة النفسية لرفع مستوى الوعي العام بالصحة النفسية، والغرض من هذا اليوم هو إجراء المناقشات بشأن الصحة النفسية والوعي الذهني بها، وحتى تتلاقح أفكار الأخصائيين والأطباء وكل من له علاقة بهذا المجال في جانب التوعية والتثقيف النفسي للمجتمع عموماً، فالصحة النفسية تمثل المستوى العالي من الرفاه الاجتماعي أو الرفاه النفسي أو العقلي الخالي من الاضطرابات، وعُرفت من قبل الصحة النفسية العالمية بأنها محاولة الفرد على التعايش مع الذات ومع الآخرين".
ويتحدث المخلافي عن طبيعة الدعم الحكومي للمنشآت الصحية فيقول: "الحكومة فتحت المجال لإنشاء المراكز الصحية النفسية وأنشأت العديد من المصحات النفسية في عدد من محافظات الجمهورية، وليس الخطأ في الحكومة ولكن الخطأ في المجتمع الذي يظن بأن من يذهب للطبيب النفسي فهو مريض نفسي، الطبيب النفسي يساعد على إزالة الهم والاكتئاب والكرب ويعمل على التخلص من الخوف، ويعيد الشخص إلى حياته الطبيعية التي كان عليها قبل تفاقم الضغوط النفسية، ولذلك في المجتمع اليمني يتعامل مع الشخص المصاب بالحالة النفسية على أنه مريض نفسياً والحقيقة أن المصاب بالحالة النفسية التي تتمثل في ردود فعل الصدمة النفسية لا تعتبر مرضاً، وانعكاسات الصدمة النفسية ليست مرضاً، كما أن المشكلات المصاحبة لما بعد الصدمة ليست مرضاً".
تأثير الحرب
وعن تأثير الحرب والصراعات على الجانب النفسي وزيادة أعداد المرضى النفسيين يقول المرشد النفسي: "ما يجري في اليمن جانب من النزاع الدائر في الوطن العربي بأكمله لكن المجتمع اليمني يختلف عن المجتمعات الأخرى، المجتمع اليمني مجتمع مسالم يحب أن يحيا وفق في سلام وتعايش مع الآخر إلا أن هذه الحرب التي فُرضت أصابت المجتمع اليمني في مقتل. ومن تأثروا بها على المستوى النفسي هم ثلاث فئات: الأولى: المشاركين في جبهات القتال من الطرفين، الفئة الثانية: الأسر، والثالثة: الأطفال، والأكثر تأثراً هم الأطفال والنساء حيث يحدث ما يسمى بردود فعل الصدمة النفسية وانعكاسات الصدمة النفسية والمشكلات المصاحبة لما بعد الصدمة النفسية وتكون هذه الفئة أكثر تأثراً من غيرها".
ودعا المرشد النفسي إلى إدراج ثقافة الصحة النفسية في كل مؤسسات الدولة "كما هو الحال في كثير من دول العالم، حيث نجد أن من وصل إلى مرحلة ضغوط العمل يجب أن يذهب إلى أخصائي نفساني أو الطبيب النفسي لكن في المجتمع اليمني لا يجرؤ الكثيرون على الذهاب إلى الطبيب النفسي خوفاً من وصمة العار أو أن يُتهم الشخص بأنه مصاب بحالة نفسية.
ودعا كل المؤسسات اليمنية لتوعية المجتمع بهذه الخدمة المجتمعية الإنسانية وضرورتها للجميع.