آخر الأخبار
ذكرى ثورة 14 أكتوبر.. محطة استنهاض لليمنيين تجاه نضالهم ضد الوصاية والاحتلال
نضال الثوار والأحرار ضد الاستعمار البريطاني
الاربعاء, 14 أكتوبر, 2020 - 05:11 مساءً
تمثل الذكرى الـ 57 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، محطة استهاض لليمنيين تجاه نضال الثوار والأحرار ضد الاستعمار البريطاني وممارسات الوصاية والهيمنة، والتي تحاول اليوم أطراف استنساخها متجاهلة كبرياء وعظمة اليمني وسيرته في الكفاح من أجل الحرية وبناء دولته ورفض العبودية.
وتتزامن ذكرى الرابع عشر من أكتوبر والتي مثلت مع ثورة 26 سبتمبر واحدية نضال اليمنيين، مع تزايد أصوات اليمنيين المناهضة ضد التصرفات التي يصفونها في جنوب البلاد بـ"الاحتلال" والتي يمارسها التحالف السعودي الإماراتي الذي يزعم أنه تدخل لدعم الشرعية اليمنية بينما أفعاله على الأرض ثبت عكس ذلك، كما يقولون، خصوصا بعد اتجاهه والدفع بقواته إلى المحافظات البعيدة عن الحرب.
وتأتي الذكرى في ظل مخاطر التقسيم والتمزيق المهددة لوحدة اليمن التي ناضل ثوار 14 اكتوبر و26 سبتمبر من أجل تحقيقها، غير أنها اليوم تواجه تحديا بفعل تدخلات الأشقاء الذين يرددون إعلاميا دعمهم وحدة البلاد في مقابل دعم مالي وعسكري سخي لمليشيات التمرد والانفصال.
ومع حلول الذكرى السابعة والخمسين لثورة أكتوبر، باتت السعودية والإمارات تتحكم بالشرعية اليمنية التي تقيم بالرياض، وتسيطر الدولتان على المنافذ البرية والبحرية والجوية اليمنية وتفرض رقابة وتمنح تصاريح للدخول والخروج.
رسالة لمن يفكر باحتلال اليمن
يقول المحلل السياسي، أنيس منصور، إن ثورة 14 أكتوبر لم تكن ثورة جنوبية كما يحاول البعض مغالطة التاريخ بل كانت ثورة يمنية شارك فيها الكثير من القادة المنحدرين من المحافظات الشمالية واستشهد منهم الكثير.
وبين في تصريح لـ"المهرية نت" أن تعز كانت محور الإمداد البشري والتسليح والتنسيق لثورة أكتوبر.
وشدد على أن هذه الثورة رسالة لكل من يفكر باحتلال اليمن ولديه أطماعه أنه سيفشل أمام شعب عظيم استطاع طرد المستعمر البريطاني الذي ظل جاثماً على صدوره لعشرات الأعوام.
ويرى منصور أن أكتوبر ثورة يمنية ورمز من رموز الانتماء للوطن اليمني الكبير ولها مكانة غالية في نفوس اليمنيين قاطبة الذين يستلهمون منها الصبر والصمود والمقاومة والتلاحم للدفاع عن كرامة وسيادة الوطن وتحريره من قيود الظلم والقهر والطغيان.
وأشار إلى اليمنيين يتعلمون من ذكرى أكتوبر أنها ثورة فرضت إرادتها وكلمتها على الاستعمار البريطاني، وانتصرت عليه برحيل آخر جندي وانتزعت منه الاستقلال ونجحت في القضاء على مخلفات الاحتلال البريطاني، وحققت أهم أهدافها توحيد الوطن على أنقاض 23 سلطنة وإمارة ومشيخة إلى دولة واحدة.
ويعتقد منصور أن اليمنيين سينتصرون أمام كل محتل جديد، موضحا أن ما يحصل اليوم من تفرقة وصراعات جنوبية مخطط استعماري جديد لإعادة إنتاج الاحتلال البريطاني القديم بالتفرقة وتأجيج الصرعات.
ذكرى في ظرف عصيب
بدوره، يرى المحلل السياسي، نبيل عبدالله، أن ذكرى أكتوبر المجيد يأتي في ظرف عصيب، الجميع بحاجة لإحياء روح الثورة الأكتوبرية والقيم والثوابت الوطنية التي نسجت لنا فجر هذا اليوم العظيم الذي من خلاله نتذكر الرعيل الأول من المناضلين.
وأوضح في تصريح لـ"المهرية نت" أن ثوار أكتوبر في سبيل حرية وطنهم قدموا الغالي والنفيس ولم يحايدوا في مصير وطنهم أو يتخاذلوا أمام قوة المستعمر العسكرية أو المالية لأنهم آمنوا بقصيتهم وأن لا شيء أغلى من الوطن وحرية وكرامة أبنائه.
وأضاف "للأسف هناك من علم اليوم أن الوطن غال فسارع لبيعه في سوق العمالة والارتزاق"، مشيرا إلى أن اليمن اليوم يواجه تدخلات ومطامع كبيرة.
ولفت إلى أن تلك المطامع وإن اختلف شكلها عما سبقها من أطماع استعمارية إلا أنها تفرض على اليمنيين وحتى على المتربصين بهذا الوطن أخذ العبر من ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيد.
تجدد الأمل
من جانبه، يقول الناطق الرسمي باسم لجنة الاعتصام السلمي بمحافظة المهرة، علي محامد، إن ذكرى ثورة أكتوبر تحل هذا العام والشعب في الجنوب يعاني من ويلات الحروب والصراعات المستمرة والتي يغذيها الاحتلال السعودي الإماراتي لتمزيق وتشتيت أبناء الجنوب وجعلهم فصائل متناحرة ومتحاربة للقضاء على الدولة ومؤسساته".
وذكر في تصريح لـ"المهرية نت" أن ذكرى الثورة تجدد أمل توحد الجنوب من أقصاه إلى أقصاه ليقول كلمته ضد الاحتلال والهيمنة المفروضة والوصاية على الشعب اليمني بشكل عامة.
ويعتقد إلى أن أعياد الثورة جاءت والجنوب يعيش في أسوأ حالاته وسط غياب الدولة ومؤسساتها، مؤكدا أن هذا يحتم على الجميع الوقوف جنبا إلى جنب لمواجهة الاحتلال والقيام بدور فعال في الخروج بالوطن إلى بر الأمان وعدم الرضوخ لدول الاحتلال التي تسعى لإبقائنا ممزقين.
وبين أن لجنة الاعتصام تستلهم وتقف أمام نضالات الثوار في أكتوبر ضد الهيمنة والوصاية ضد الاستعمار البريطاني، وهي اليوم تواجه الاحتلال السعودي الإماراتي الذي يريد استنساخ الاحتلال بشكل أخرى.
وأكد أن لجنة الاعتصام كشفت منذ وقت مبكر أن السعودي والإمارات تسعيان للوصاية والهيمنة والاحتلال للمحافظات الجنوبية وتحاول استعمار البلاد وتدمير مقدراته وخلق فوضى وصراعات داخل البلاد.