آخر الأخبار

الأديب والقاضي عبدالباري البركاني..شاعر أكتوبر الذي أعطى عمره للوطن

الأديب والقاضي عبدالباري البركاني

الأديب والقاضي عبدالباري البركاني

المهرية نت - خاص - محيي الدين السروري
الإثنين, 12 أكتوبر, 2020 - 10:04 مساءً

برز اسم الشاعر والأديب عبد الباري علي البركاني كثيراً في محافظة لحج إبان فترة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن ولاسيما في ثورة14 أكتوبر حيث كان أحد قادة جبهة الصبيحة الذين لعبوا دوراً محورياً في إدخال السلاح إلى عدن سراً لقتال الاستعمار وتنظيم الخلايا في الصبيحة وتوزيع  المنشورات؛ ناهيك عن دوره الوهاج بعشرات القصائد التي ناصر فيها الأحرار الثائرين على التواجد البريطاني في الجنوب.

 

مسيرة أديب

ولد الشاعر والأديب البركاني في العام1344هـ الموافق1925م في بلدة تربة أبو الأسرار بمضاربة لحج، حيث عاش يتيماً عقب وفاة والده بعد قدومه بستين يوماً..تربى في أحضان أمه، وعندما بلغ سن التعليم تولت والدته تعليمه على نفقتها في (المعلامة)  بقريته على يد فقهاء جامع تربة أبو الأسرار.

 

درس البركاني في المعلامة القران الكريم والكتابة والحساب في قريته، ثم انتقل إلى موزع حيث درس فيها سنة كاملة على يد علماءها، ثم طور معلوماته بعد اقتناءه  الكثير من الكتب حيث كان نابغة كما يذكر رفاقه في علم المواريث الأمر الذي جعله يتولى رئيس أول محكمة في العام1945 وهي محكمة رأس العارة، وكان حينها في الـ20 من عمره، وظل يتنقل بين أروقة القضاء بين كرش والعارة والشط.

 

صراع وكفاح

لم يكن الشاعر البركاني على وفاق حينها مع الانجليز والسلاطين حيث تم احتجازه في لحج  لمدة عام قبل أن ينجح في الهروب من سجن الحوطة إلى شمال اليمن آنذاك واستقر في الوازعية بمحافظة تعز، وكان ذلك ليلة العاشر من ذي الحجة من عام1382هجرية الموافق 4مايو من عام1963.

 

انضم حينها للثوار ضد الاستعمار البريطاني عقب قيام ثورة26 سبتمبر من عام 1962م، كعضو قيادي في جبهة الصبيحة ثم تعرض للاعتقال بعد عودته للجنوب مرة أخرى  بحجة أنه ينتمي لجبهة التحرير ثم تم إطلاق سراحه من قبل الرئيس قحطان الشعبي في العام1968م ثم اعتقل مرة أخرى في عهد سالمين لمعارضته للوضع حينها.

 

للبركاني زهاء100 قصيدة شعرية في دعم الثورة ومدحها، وانتقاد الأوضاع العامة في البلد لكن لقصر اليد لم يستطع محبوه حتى اللحظة طباعة ديوانه، ومن أبرز ماقاله ليلة تفجير ثورة 14 أكتوبر من جبال ردفان:

قف معي وقفة إجلال وخاشع

لاحزيناً لا ولا للدهر راكع

قف معي حيي لبوزة إنه

تاج ردفان وأستاذ المعامع

وتذكر يوم دوّى صوته

معلناً الحق في صوت المدافع

وتذكر يوم لبى شعبنا

في الجبال في السهول في الشوارع

إلى آخر بيت في القصيدة الأكتوبرية "عيش وموت واحد"

ظل الأديب البركاني طيلة مسيرته مصلحاً اجتماعياً ومحدثاً وخطيباً وناقداً سياسياً للمسؤولين في الدولة   حيث كان من مؤسسي تعاونية الشط الاستهلاكية، وقد تم انتخابه مديراً لها قبل أن يقدم استقالته  نتيجة ظروف صحية ومضايقات حزبية مطلع الثمانينات.

لزم بعدها بيته دون أن يمد يده لأحد، ولم تلتفت له السلطات ماقبل الوحدة أو بعدها رغم زيارة لاتحاد الأدباء له ذات مرة لم تُزل عن كاهله عقوداً من الظلم والإجحاف الذي ذاق مرارته في سبيل الانتصار للمبادئ والقيم الوطنية.

ظل البركاني عفيف النفس حيث لم يستلم ريالاً واحد من الدولة فعاش جوعانا ومات كذلك رحمه الله، ولم ينل غير تكريم بميدالية حرب التحرير في عهد الرئيس علي ناصر محمد إلى أن توفاه الله الساعة الثانية عشر من ظهر الخميس 20 يونيو 2005، خالي اليدين  لايملك ثمن حبة دواء مقتنعاً بما قدمه لنصرة وطنه، ومخلفاً إرثاً طيباً وسجلاً مشهوداً من النضال ونصرة قضايا اليمنيين.




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية