آخر الأخبار
ثورة 14 أكتوبر.. وحدة الصف اليمني جنوبا وشمالا في دحر الاحتلال
مشهد ارشيفي من ثورة 14 أكتوبر
الإثنين, 12 أكتوبر, 2020 - 12:42 مساءً
تحل على اليمنيين، يوم الأربعاء المقبل، الذكرى السابعة والخمسين لانطلاق الشرارة الأولى لثورة 14 أكتوبر، التي أطاحت بالاحتلال البريطاني في جنوب اليمن.
واستمرت الثورة المشتعلة منذ 14 أكتوبر 1963 حتى رحيل آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن في 30 نوفمبر 1967.
وانطلقت هذه الثورة بعد أكثر من عام على ثورة 26 سبتمبر 1962، التي اندلعت في شمال اليمن، ضد الحكم الإمامي البائد.
وقد تأثرت ثورة 14 أكتوبر بنظيرتها الشمالية 26 سبتمبر، حيث اصطف الثوار شمالا وجنوبا، من أجل طرد الحكم الإمامي والاستعمار البريطاني معا.
واشتعل الكفاح الوطني الواحد لطلائع الثوار في الجنوب والشمال، وتنادوا فيما بينهم رفضا للاحتلال والحكم الإمامي، بعد أن وجدوا الشعب في كافة أرجاء اليمن يعاني ويلات الاحتلال وأوجاع الحكم البائد، وآلام الجهل والفقر والمرض.
وتميزت ثورة 14 أكتوبر، بأنها ثورة وحدوية يمنية خالصة، شارك فيها اليمنون من مختلف أرجاء البلاد، سواء من الجنوبيين أو الشماليين، الذين هبوا من كل مكان من أجل الكفاح والنضال ضد الاحتلال البريطاني.
وقد تشكلت وحدة الصف في هذه الثورة، وكانت من بين العوامل التي أسهمت في نجاحها بطرد الاحتلال البريطاني الذي كان يسيطر في القرن العشرين، على مساحات واسعة من العالم.
وعلى الرغم من محاولات دأب عليها الاحتلال البريطاني من أجل زرع الشقاق والتمزق والفرقة في صفوف اليمنيين جنوبا وشمالا، إلا أن واحدية المصير وتطلعهم للانعتاق من كل أصناف الظلم، أجبرهم على ترك كل الخلافات والعمل صفا واحدا من أجل تحقيق رغبات الشعب في طرد الاحتلال والتخلص من ويلات الاستعمار وأوجاع المحتل الأجنبي.
وقد كان للمحافظات الشمالية دور في تشكيل وعي اليمنيين بضرورة التخلص من الاحتلال البريطاني، ومساعدة المحافظات الجنوبية في تحقيق هذا الهدف.
ففي فبراير/ شباط من العام 1963، قبل انطلاق ثورة 14 أكتوبر بأشهر، عقد في دار السعادة بصنعاء مؤتمر القوى الوطنية اليمنية، حيث تقول المصادر التاريخية إنه حضره أكثر من 1000 شخصية سياسية واجتماعية ومستقلة، إلى جانب عدد من الضباط الأحرار وقادة من فرع حركة القوميين العرب.
وقد توصلت الشخصيات المجتمعة في صنعاء، خلال أعمال المؤتمر إلى اتفاق لتوحيد جميع القوى الوطنية اليمنية في إطار جبهة موحدة.
وتم القرار بوضع مشروع ميثاق على هيئة نداء إلى جميع القوى التي تؤمن بوحدة الحركة الوطنية اليمنية في النضال لحماية النظام الجمهوري والدفاع عن ثورة سبتمبر وتحرير الجنوب اليمني من الاحتلال البريطاني.
واستقر الرأي على تسمية هذه الجبهة باسم "جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل" أخذت في أغسطس من نفس العام تسميتها النهائية "الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل"، وتمخض عن هذا المؤتمر تشكيل لجنة تحضيرية من الشخصيات والقيادات المشاركة فيه كان على رأسها الشخصية البارزة قحطان محمد الشعبي.
واستطاع الثوار المنتمون للمناطق اليمنية الشمالية، عون إخوانهم في الجنوب، في الكفاح المسلح، وبرزت العديد من الهجمات التي يقوم بها هؤلاء ضد القوات البريطانية.
وفي يونيو من العام 1965، عقدت الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل مؤتمرها الأول في محافظة تعز، معلنة عن موقفها الثابت لمواصلة الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني حتى إخراجه من جميع أراضي الجنوب اليمني.
وقد نفذت حملات تبرعات من المناطق الشمالية، سواء جمع الأموال أو العون الغذائي، من أجل إسناد الثوار الجنوبيين والشماليين المكافحين ضد الاحتلال البريطاني، في تعبير وطني حقيقي عن واحدية المصير المشترك، من أجل تحقيق هدف التحرر من المحتل الأجنبي.
وحتى اليوم، لا يزال مستمرا الاصطفاف الوطني اليمني شمالا وجنوبا ضد الأدوات الاستعمارية الجديدة.
وسبق أن خرجت عدة تظاهرات شمالا وجنوبا ضد التدخلات الخارجية في اليمن، الرامية إلى تقسيمه ونهب ثوراته والسيطرة على الموانئ والمطارات والممرات المائية.
ومع احتفاء اليمنيين بثورة 14 أكتوبر، يشددون على ضرورة توحيد الصفوف في مقارعة أي تدخلات خارجية، والعمل على إنهاء الحرب وعودة مؤسسات الدولة، وبناء النظام والقانون.