آخر الأخبار

بلا راتب أو إعانات.. معلمو اليمن يعانون أسوأ ظروف معيشية وسط نيران الحرب

160 ألف معلم يمني لم يستلموا رواتبهم منذ العام 2016 وفق الأمم المتحدة

160 ألف معلم يمني لم يستلموا رواتبهم منذ العام 2016 وفق الأمم المتحدة

المهرية نت - خاص
الثلاثاء, 06 أكتوبر, 2020 - 08:27 مساءً

منذ سنوات، لم يتسلم الكثير من المعلمين في اليمن رواتبهم بشكل شبه كامل، ما أدى إلى انعكاس سلبي كبير على حياتهم المعيشية التي باتت أكثر صعوبة مع مرور الوقت في ظل نيران الحرب المشتعلة.

 

يوم أمس الإثنين ( 5 أكتوبر)، أحيت الدول اليوم العالمي للمعلم، إلا أن معلمي اليمن لم يعد يهمهم مثل هذه الذكريات، فهم فقط بحاجة ماسة إلى استلام مستحقاهم المالية المتوقفة منذ سنوات، وسط تدهور حاد في القطاع التعليمي.

 

وتقول الأمم المتحدة إن هناك 160 ألف معلم يمني يعانون من عدم تسلم رواتبهم منذ العام 2016، ما أثر بشكل كبير على حياتهم وعلى واقع التعليم.

 

فريق "المهرية نت" استطلع آراء بعض المعلمين، لمعرفة كيف تبدو أوضاعهم، تزامنا مع اليوم العالمي للمعلم.

 

المدرس زيد بن صالح، يستذكر يوم المعلم جيداً، وكله تأسف وحسرة لما وصل به حال اليوم، قائلاً لـ"المهرية نت": في مدرسة عمر بن عبدالعزيز بصنعاء كان الطلاب وبشكل سنوي يخلدون هذا اليوم ويتم تكريمنا تقديراً لجهودنا بالإضافة إلى عشرات الفعاليات التي ينظمها مكتب وزارة التعليم بالمحافظات، أما اليوم لا يوجد من يذكرنا في أي مناسبة حتى وزارة التربية والتعليم بصنعاء أصبحت تتجاهل المعلم ودوره.

 

وقال: أشعر بالحسرة والندم عندما لا أتمكن من تعليم الأجيال وإعطائهم الدروس بشكل منظم كما كان في السابق، لأن هذا الجيل بحاجة ماسة للتعليم لعدم حصولهم على فرصة التعليم كما حصل للأجيال السابقة، وأسوة بهم من جانبين المدة الزمنية في تلقيهم الدروس وضعف رغبة المعلم في اعطائهم الدروس لعدم حصوله على قوت يومه.

 

واسترسل قائلاً: أصبح المعلم اليوم في يومه العالمي ليس في فصله الدراسي كما هو متوقع إنما اليوم يمتهن أعمالاً أخرى".

 

وتابع: المعلم اليوم تجده في مطعم يقدم الشاهي أو يبيع الماء في الشوارع ويعمل في الأعمال الشاقة كالبناء كي يجد قوت يومه وقوت أطفاله بعد تخلي الحكومة عنه بشكل كامل.

 

مرتبات خارج القانون

"من يعمل في مجال التدريس اليوم لا يمكن له أن يعيش بكرامة".. هكذا بدأ المدرس عبد السلام عياش الحديث لـ"المهرية نت"، قائلاً: كيف لنا العيش بكرامة ومدراء المدارس يفرضون على الطلاب مبالغ مالية تحت مسمى "المساهمة المجتمعية" ليتم نهبنا وإعطاء المعلمين الفتات منها.. يوم المعلم هو تسليمه راتبه لأن الراتب هو كرامته وحياته.

 

وأضاف عياش: اليوم يتم إهانة المعلم بطريقة بشعة.. عبر استغلال الطلاب بدفع مبالغ مالية خارج عن القانون وبشكل شهري، ومن لم يدفع لا يتم السماح له بحضور الحصص الدراسية في المدرسة، ما أوجد شرخ بين الطالب والمعلم، وعند حدوث أبسط مشكلة يقول الطالب انا أدرس "بزلطي".

 

وأفاد: هذه المبالغ والتي يتم أخذها من الطلاب ألف ريال شهرياً هي حرام فعلاً لأنها اغرت المعلمين بأخذ الفتات على حساب زملائهم المضربين عن التعليم والمطالبين بحقوق الجميع.

 

واختتم حديثه قائلاً: أصبحنا في آخر قائمة الاذلال والسخط المجتمعي فمع انقطاع الراتب على مدى أكثر من أربعة سنوات واتخاذ وزارة التربية والتعليم قراراً بفرض المشاركة المجتمعية، وهي مبالغ مالية تفرض على كل طالب تسبب بعزوف آلاف المعلمين عن التدريس حفاظاً على كرامتهم .

 

إضراب شامل

من جانبه دعا الاستاذ صالح يحيى محمد، إلى إعلان اضراب شامل في يوم المعلم بجميع مدارس الجمهورية هذا العام حتى يتم تحقيق جميع مطالب المعلمين كاملة دون استمرار مهزلة انقطاع المرتبات وعلى المعلمين الالتزام بالإضراب.

 

وقال: تضاف إلى المطالب المشروعة تسوية الراتب بما يتناسب مع تدهور العملة وارتفاع الأسعار .

 

وأفاد قائلاً: توقف تسليم مرتبات أكثر من 160 ألف معلم بانهيار كامل للعملية التعليمية في البلاد منذ قرار نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن .

 

لا تقف للمعلم في 5 أكتوبر

وتساءل المعلم عبدالصمد المعلمي، عما قامت به الحكومة الشرعية أو الحوثيين للمعلم في يومه العالمي والتخفيف من معاناته أو حتى ما الذي فعله المجتمع الدولي والعالمي تجاه قضية انقطاع الرواتب؟

 

وقال لـ"المهرية نت": المعلم يعيش وحيداً لا تسأل أي جهة بعده ولا أحد يقوم بدوره ولا كيف تعيش هذه الشريحة الكبيرة في المجتمع.

 

وأضاف: يا من تدعون حرصكم على الوطن، الوطن ليس أرضاً فقط الوطن إنسان وأرض.. أصرفوا رواتب الموظفين اليمنيين الموقوفة من أعوام.

 

وتابع قائلاً: لا نريد للعالم أن يقف للمعلم اليوم، فهو ليس رسولا.. المعلم موظف ولديه أسرة ويحتاج إلى راتبه ليقتات لأسرته وسائل العيش ومن غير المعقول ان تعيش أسرة او فرد بلا عيش أكل وشرب أكثر من يوم واحد فما بالكم بخمسة أعوام.

 

وأفاد بأن المعلم اليوم يتعرض لأشد أنواع الإهانة والذل والسخرية من واقع ليس له من الوعي أدنى ذرة واحدة، لأنه يريد أن يؤدي المعلم واجبه وعمله على مدارس خمس أعوام دون أي مقابل، واذا طالب بمصدر عيشه قلنا له الرزق من الله".




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية