آخر الأخبار
الجبن البلدي.. وسيلة عيش منقذة للنازحين في موزع غربي تعز(تقرير خاص)
صناعة الجبن في موزع
الجمعة, 25 سبتمبر, 2020 - 09:23 صباحاً
يتواجد زهاء ألف نازح من عدد من مديريات جنوب غرب تعز في عدد من مناطق عزل مديرية موزع التي يعيشون فيها منذ ثلاث سنوات هربا من سعير المواجهات العسكرية في مناطقهم.
هؤلاء يعانون ظروفا إنسانية صعبة، في ظل عدم قيام الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بدورها المنوط بها في مساعدة المئات من الأسر الذين وجدوا أنفسهم فجأة في العراء يحاولون بما نجوا به من مناطق نزوحهم كالثروة الحيوانية الاعتماد عليها في تسيير نمط الحياة العصيبة، ولاسيما من خلال الموروث الشهير في المنطقة "صناعة الجبن العوشقي" الذي صار أحد الطقوس التي تشتهر بها موزع، في عزلة العوشقة تحديدا.
وبات الجبن البلدي مصدر دخل للمئات من الأسرةالنازحة التي تصنعه وتبيعه بموزع أو خارجها، حيث يقدم على شرائه الكثير من السكان لشهرة المنطقة فيه حتى ماقبل الحرب.
ويصنع الجبن البلدي من لبن الأغنام حيث يقوم صانع الجبن بأخذ الملبن من صغار ذكور الأغنام بعد ذبحها ويستفيد من الملبن في تصنيع الجبن أو أخذ ملبن العجول الصغار من السوق بعد ذبحها.
والملبن: ( هو كيس صغير عندما يشرب الجدي الصغير أو العجل الصغير الحليب من أمه فإنه ينزل مباشرة إلى هذا المكان ثم يعلقه بعد ملئه بالحليب وتركه فترة حتى يجف ويقوم بهرس كمية قليلة جدا من هذا الملبن بين الحليب وذلك بعد وضع الحليب في أوان بلاستيكية أو معدنية.
بعد ذلك يخرجه ويحفظه في مكان آمن لأجل استخدامه لعدة مرات حيث يظل معه الملبن الواحد بين20-30 يوما تقريبا، ثم أخذ مامقداره أصغر من حبة الدخن من جبنة أخرى تكون قد جهزت من قبل ويضعه بين الحليب وتساعد هذه العملية إلى جانب الملبن على عملية التخمر والتصلب بعض الشيئ فيترك حوالي12 ساعة ليتم تخمره، ثم تأخذها من إناء إلى إناء آخر حسب الحجم المرغوب فيه.
ويتم تكرار هذه العملية يوميا حتى يكون الحجم مناسبا، ثم يوقف العملية الأولى، ويقوم بعمل واحدة جديدة، وعقب تصلب الجبنة وإشباعها من الملح حيث يستخدم الملح لتعقيمها من التعفن ثم يتم تجهيز أعواد الحطب اليابس ويحرقه حتى يتصاعد منه الدخان ويطرح الجبن أو الجبنة على الدخان فيصبح لونها حلو بعد إحراقها ثم يضعها في أوعيه مصنوعه من سعف النخيل، ويذهب بها إلى السوق ليبعها، وتستغرق هذه العملية من5-6 أيام، ثم يبدأ من جديد.
يقول النازح أحمد سالم من "البراده" قرية بين موزع ومقبنة إن كثرة توفر الجبن يعتمد كليا على المراعي، فإذا كان الرعي متوفرا بشكل جيد والأمطار مستمرة هنا يكون لدى المصنع للجبن جبن وفير.
وأضاف " صاحب 100 رأس من الأغنام يستطع أن يصنع من خمس إلى ست حبات في الأسبوع ويسمى( سابع) وقس كذلك على صاحب 50 رأسا وكذا العشرين أو الخمس والعشرين وصاحب هذا العدد هو أقل عدد يمكن الاعتماد عليه في تصنيع الجبن، وإذا حصل أقل من ذلك يكون جبن صغير وضعيف".
وتابع "بالنسبة للبيع، فصاحب المائة الرأس يصنع مامقداره من خمس إلى ست حبات أسبوعيا وسعر الواحدة من4000-5000 ريال تقريبا".
ولفت إلى أن هناك زبائن ينزلون من المدن لشراء الجبن وأغلبهم من محافظة تعز، فيشتروه بسعر الجملة، وهذا العدد من الجبن مرهون بالمرعى، فإذا كان جفاف وقحط قد تكون الكمية ضئيلة جدا وقد تتوقف الصناعة بالمرة.
ويرى حسين قعود، وهو أحد النازحين الذين يعملون بصناعة الجبن أن" الجبن العوشقي مرغوب بشكل كبير في المنطقة والمناطق المجاورة، ويتم شراؤه بسرعة".
وأضاف " يتم بيعه في سوق أسبوعي بالمنطقة يوم الجمعة؛ لكن الطلب له مستمر، حتى يصدر للوازعية والمخا ومناطق غرب تعز والصبيحة في لحج".
ويقدر قعود مقدار مايكسبه شهريا من بيع الجبن بين 70-100 ألف تتفاوت بحسب القدرة على الإنتاج والملبن الذي تم صناعة الجبن منه، وهناك أناس يبيعون بأكثر من ذلك".
ويقول إنه يحقق له اكتفاء ذاتيا مؤقتا في ظل صعوبة فرص العيش له ولزوجته وطفليه.
وتابع" نواجه عوائق في توفر المراعي والخوف من الرعي في مناطق لاتزال تشكل خطر الألغام هاجسا يوميا على السكان، ناهيك عن خسارة بعض الحيوانات خلال فترة السنة سواء بمرض أو بأمطار، وكل ذلك يفاقم معاناة النازحين".