آخر الأخبار

انقسام العملة في الضالع..القشة التي قصمت ظهر البعير (تقرير خاص)

منع الحوثيون التعامل بالطبعة الجديدة من العملة ما أضاف أعباء اقتصادية على المواطنين

منع الحوثيون التعامل بالطبعة الجديدة من العملة ما أضاف أعباء اقتصادية على المواطنين

المهرية نت - الضالع - خاص
الأحد, 20 سبتمبر, 2020 - 11:02 مساءً

يئن ملايين المواطنين في مختلف المحافظات اليمنية منذ سنوات، ولم تسمع حكومتهم المقيمة في السعودية ذلك الأنين المتواصل للأطفال والنساء وكبار السن، وإن سمعت من أخبار يتناقلها العالم فإنها لم تفعل شيئاً ينهي تلك المعاناة أو يخفف منها.

 

فعلى مدى سنوات والمنظمات الدولية لم تتوقف عن إصدار التقارير وإطلاق التحذيرات بأن اليمن تعيش أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم، ولاتزال تأثيرات الحرب تزيد من تلك الأزمة التي وصلت إلى كل بيتٍ يمني.

 

أكثر تلك التأثيرات وطأة هو انقسام العملة الوطنية، بين مناطق الحكومة والمحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون، وما تبعها من تأزم الوضع على المواطنين، حيث ارتفعت أجور الحوالات المالية لأكثر من 30% وهي نسبة خيالية يستحيل أن تستمر دون تدخل حكومة مسؤولة.

 

الضالع ومآسي الانقسام

تسيطر جماعة الحوثي على أجزاء من محافظة الضالع؛ وهي مديريات جبن ودمت والحشاء، وهي مديريات محاذية لمناطق الاشتباكات المحتدمة منذ سنوات.

 

ولذا فقد أثر الموقع "الجيواقتصادي" لتلك المديريات على واقع المواطنين بشكل واسع، وذلك بعد الانقسام الكبير الذي شهدته العملة في الشهور الأخيرة.

 

ولأن تلك المديريات ذات اتصال مباشر مع المناطق المحررة، يستلم الموظفون رواتبهم بالعملة الجديدة بالإضافة إلى تعامل المواطنين مباشرة بتلك الطبعة، نظراً لاختفاء الطبعة القديمة، وبات مبلغ الألف الريال من العملة الجديدة يعادل نحو 600 ريال بالعملة القديمة في أسواقهم.

معاناة مكبوتة

مطلع سبتمبر الجاري شهدت مدينة دمت مظاهرات أدت لسقوط عدد من الجرحى، وتعرض آخرون للسجن، فيما حاول الأهالي إيصال رسالتهم الرافضة للوضع بإغلاق عدد من الأسواق، خاصة بعد مصادرة الحوثيين مبالغ كبيرة ورفضهم إعادة تلك المبالغ رغم تدخل وجاهات اجتماعية.

 

بعد تطبيق الحوثيين قرارهم في دمت فرضوا الأمر ذاته في مديرية الحشاء حيث بدأوا بمصادرة العملة الجديدة الأحد، وقال مصدر خاص لـ«المهرية نت» إن الحوثيين أحرقوا مبالغ كبيرة في ضوران "مركز المديرية" بعدما تم سحبها من الأسواق.

 

أسعار مضاعفة

لم تشهد مديريات جبن ودمت والحشاء معاناة شبيهة بما تمر به هذه الأيام؛ حيث أدى منع التعامل بالعملة الجديدة إلى رفض التجار بيع المواد الأساسية كالدقيق والغاز والسكر وغيرها.

 

يقول إبراهيم حسن وهو أحد التجار لـ«المهرية نت»: لم نقدر على شراء أي شيء من الأسواق التي كنا نستورد منها في محافظة إب، ورغم وجود العملة إلا أن الجميع رفضها منا وهذا أثّر مباشرة على المواطنين.

 

ورغم أن بعض التجار لديهم علاقات في أسواق الاستيراد إلا أن إبراهيم يعزو الغلاء الحاصل كون زملاءهم من التجار يبيعون بضاعتهم بأسعار مضاعفة نتيجة عدم امتلاكهم للعملة القديمة.

 

ويشكو صالح سعيد، وهو تربوي، متحدثاً عن أوجاع المواطنين التي تدفعهم للبكاء إذ لاحيلة لهم أمام ما يجري.

 

ويضيف: بسبب الوضع خرجت من بيتي ولا أملك حفنة من الدقيق، ويرفض التجار إقراضي احتياجاتي من المواد الأساسية بسبب الحملة القائمة على العملة الجديدة، ولا أعرف ما الذي بإمكاني فعله.

 

في الوقت الذي تضج به وسائل التواصل الاجتماعي بكتابات عن الغلاء وانهيار العملة وتوقف الرواتب؛ يعيش أبناء مديريات دمت وجبن والحشاء حالة إنسانية يرثى لها، حيث ارتفع سعر كيس الدقيق إلى أكثر من 20 ألف ريال في غلاء فاحش لم تشهد المنطقة له مثيل.

يناشد المواطنون الجهات الرسمية والدولية إنقاذهم من وسط البؤس الذي يعيشونه كل يوم، ومع كل مناشدة لا يجدون حلاً أو توجهاً حكومياً لإنهاء تلك المعاناة.




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية