آخر الأخبار
بين أمواج البحر وأوجاع الأزمات..صيادو شقرة في أبين يواجهون مصيرًا مجهولا (تقرير خاص)
معاناة الصيادين في شقرة
الثلاثاء, 03 ديسمبر, 2024 - 07:35 صباحاً
على شواطئ مدينة شقرة الساحلية، حيث كانت ضحكات الصيادين تختلط مع صوت ارتطام الأمواج، أصبح الصمت يخيّم على مجمع الأسماك، مشوبًا بشكوى وآهات تعكس واقعًا صعبًا.
هنا، في هذه النقطة الحيوية لقطاع الصيد بمحافظة أبين، يتوافد الصيادون يوميًا محمّلين بأجود ما يخرجه البحر، فقط ليواجهوا مصيرًا مجهولًا يهدد مصدر رزقهم.
*إيقاف التصدير: قرار بلا تفسير
منذ أن تم إيقاف تصدير الأسماك إلى دول الجوار في قرار أُعلن دون أي إيضاحات رسمية، تسبب في حالة من الشلل في قطاع الصيد.
لم يكن البحر يومًا بخيلًا عليهم، لكن السوق المحلي، الذي لم يُهيأ لاستيعاب هذا التدفق الكبير من الإنتاج، بات عبئًا إضافيًا.
يقول صالح محمد ، أحد الصيادين في شقرة: "نحن نواجه البحر ليلًا ونهارًا، نضع أرواحنا على المحكّ لنأتي بالأسماك لكن عندما نأتي بها إلى السوق، نجد أن الأسعار لا تغطي حتى تكلفة الوقود، فما بالك بأرباح تُعيننا على العيش!
*مجمع الأسماك والأزمات
في مجمع الأسماك بشقرة، المشهد يتكرر يوميًا عشرات القوارب تعود محمّلة بصيد وفير من التونة والبياض وغيرهما، لكنها تقابل طلبًا محليًا محدودًا وأسعارًا متدنية.. الصيادون باتوا يضطرون إلى بيع أسماكهم بأسعار بالكاد تغطي نفقات الرحلات البحرية ، ومع ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، التي تشكّل شريان الحياة لقواربهم، أصبح العمل في هذا القطاع غير مجدٍ اقتصاديًا.
وفي السياق، يقول الصياد الشاب أحمد هيثم ، "في السابق، كان التصدير إلى دول الجوار يضمن لنا دخلًا معقولا.. أما الآن لا نعرف إلى أين نذهب بهذه الكميات الكبيرة من الأسماك.. السوق المحلي لا يكفي، وأسعار الوقود والعملة المتدهورة تجعلنا نخسر بدل أن نربح."
*الإدارة الغائبة
غياب رؤية واضحة من الجهات المسؤولة لتسويق الأسماك أو دعم الصيادين زاد من تعقيد الأزمة، حيث لا توجد خطط بديلة لتصريف الإنتاج أو دعم مباشر يعوض الصيادين عن خسائرهم في ظل هذه الظروف، فيضطر العديد منهم إلى ترك المهنة أو البحث عن أعمال أخرى تضمن لهم قوت يومهم.
*البحر يُعطي والبر يأخذ
البحر لم يبخل يومًا على صيادي أبين، لكن القرارات غير المدروسة والاقتصاد المتدهور جعلا الصيد مهمة مستحيلة بين أمواج البحر وأوجاع الأزمات، يقف هؤلاء الرجال صامدين، لكنهم يعلمون أن الصبر وحده لا يكفي.
العودة إلى شقرة ليست عودة إلى المنزل أو الراحة، بل هي عودة إلى حساب الخسائر وتكرار السؤال: هل من ضوء في نهاية هذا النفق؟