تباينت ردود الفعل في اليمن، إثر إقالة العاهل السعودي قائد القوات المشتركة للتحالف الذي تقوده المملكة ضد الحوثيين، الأمير فهد بن تركي بن عبدالعزيز آل سعود وإحالته إلى التقاعد مع التحقيق معه في مزاعم فساد بوزارة الدفاع.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، أن "أمرا ملكيا قضى بتكليف الفريق الركن، مطلق بن سالم بن مطلق الأزيمع، للقيام بعمل قائد القوات المشتركة، إلى جانب عمله نائبا لرئيس هيئة الأركان العامة" وذلك بعد ساعات من إقالة القائد السابق.

تهم فساد

وعلقت جماعة الحوثي التي يقاتل التحالف ضدها، في تغريدة لمحمد علي الحوثي، رئيس  ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" في الجماعة، قال فيها: "جيد عزل تركي، إن كان من أجل إيقاف الحرب (في اليمن)".

وأضاف "القرار السعودي في مكافحة الفساد يعيد بعض التفكير لدى النظام.. فهل سيتوقف فقط على هؤلاء اما أنه سيستكمل القائمة من العسكريين في قوات التحالف ومرتزقته.. فقد أصبح كل شيء مكشوف للجميع وحجم الاستنزاف خيالي".

من جانبه، اعتبر الانتقالي القرار خطوة ايجابية لكن قياداته طالبت بإحالة بقية المسؤولين بما فيهم السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر والمتورط بجرائم فساد كبيرة.

على ذات الصعيد، نشر نبيل الصوفي، أبرز القادة الإعلاميين لطارق صالح، صورة تجمع بن تركي تجمع علي محسن وسلطان العرادة وعلي محسن، مكتفيا بالتعليق عليها لا تعبث بالقضايا الكبرى.

من جهته، قال الناشط الإعلامي خليل العمري، إن "البيان الملكي السعودي قال إن الإطاحة بقائد القوات المشتركة باليمن الامير فهد بن تركي وعدد من الضباط نتيجة لتورطهم بتعاملات مالية مشبوهة".

وأضاف "الفساد في معركة اليمن متجذر وكبير وتجار الحرب من الجانبين ينبغي ان يدفعوا الثمن".

أما الكاتب والصحفي علي الفقية، فعلق قائلاً: " إذا كانت إقالة الأمير فهد بن تركي قائد القوات المشتركة وإحالته للتحقيق بتهمة التورط في قضايا فساد فأين شركاؤه على الضفة الأخرى، خاصة ونحن نعلم أنها تشكلت خلال سني الحرب شبكة فساد وسمسرة وتهريب عابرة للحدود وصارت مصدر ثراء لطابور طويل من المتربحين من الحرب".

وكتب الصحفي صدام الكمالي " #فهد_بن_تركي مسؤول عن الجرائم التي ترتكب بحق الشباب اليمنيين في الحد الجنوبي وتجنيدهم بشكل غير رسمي، والفساد الذي تحدث عنه الأمر الملكي وأحيل للتحقيق بموجبه، مرتبط بالتأكيد بالحرب في اليمن وكيف أدار بن فهد هذا الملف العسكري لقوات التحالف".

وعلق الكاتب الصحفي غمدان اليوسفي، " ما فيش مسؤول سعودي داخل في ملف اليمن وهو مش غارق في الفساد إلى عنقه".

فيما فسر الحساب السعودي الشهير باسم "مجتهد" الإقالة بتخوف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من انقلاب الأمير فهد، فقال "اعتقال فهد بن تركي قائد القوات المشتركة بعد أن فسر بن سلمان بعض تصرفاته أنها مقدمة لانقلاب عليه من خلال القوات التي تخضع له، ويؤيد ذلك اعتقال ابنه نائب أمير الجوف معه ومجموعة من كبار الضباط، لن تكون هذه الأخيرة، ومن المتوقع اعتقالات جديدة في صفوف آل سعود والعسكريين".

في المقابل، عبر المغرد السعودي كساب العتيبي عن سعادته بالخبر، فقال "ما أجمل وطني وهو يتعافى! ما أجمله وهو يقضي على الفساد! وما أجمل رجل المرحلة وكابوس المفسدين الأمير محمد بن سلمان!"..

فيما اعتبر الصحفي السعودي سلمان الدوسري أن إقالة بن تركي تقدم نموذجا لمكافحة الفساد، فكتب "جميع الدول تحارب صغار الفاسدين وتغض النظر عن كبارهم، قلة من الدول مسطرتها واحدة لا تفرق بينهم، ودولة واحدة لديها، محمد بن سلمان قال: لن ينجو أي شخص تورط في قضية فساد، قال وفعل، وعد وأوفى، فأصبحت السعودية نموذجا للضرب بيد من حديد على الفساد وأهله".

ويرى الناشط عبيدة سعيد أن الاعتقالات والبطش والظلم تعجل بزوال بن سلمان، وغرد "كم سيعتقل بن سلمان كي يظن أنه أمِنَ الانقلاب؟ والله ما زاد في البطش والظلم إلا وزاد عداء الشعب له وقرب أجله".

ما علاقة القرار بالحرب في اليمن؟

على الصعيد، استبعد الصحفي مأرب الورد أن تكون للمعارك في اليمن علاقة بقرار الإقالة، فكتب "إبعاد فهد بن تركي من قيادة القوات المشتركة في اليمن له علاقة بالصراع الداخلي، أستبعد أي تغيير في إدارة الملف اليمني عسكريا، لأن الوضع الحالي رؤية النظام لا بن تركي، كما أن إزاحته غير مرتبطة بفشله بدليل ربط إبعاده بالفساد".

بدوره، قال الكاتب والباحث عدنان هاشم، إن "إقالة فهد بن تركي من قوات التحالف مرتبط بوضع السعودية الداخلي والترتيبات في العائلة الحاكمة وليس له علاقة بوضع الجيش اليمني".

من جانبه، قال الصحافي ورئيس تحرير موقع "الموقع بوست" الاخباري المستقل، عامر الدميني، إن "طابور طويل من المنتفعين اليمنيين سيفقدون مصالحهم ومصدر الاسترزاق بعد إقالة فهد بن تركي".

ولم يستبعد الصحافي الدميني، أن يكون بن تركي نفسه ضحية لمؤامرة ما، جعلته يلقى هذي النهاية الشنيعة بعد الخدمة التي قدمها لبلده، لكن على المستوى اليمني فهو المتسبب الأول لما جرى للجيش اليمني، والعبث الذي يحصل.

وأضاف عامر، "اسم فهد بن تركي ستجده موجودا في المهرة وسيئون ومأرب والجوف وحجة وميدي وصعدة، ويحضر عند ذكر كل المليشيا من الألوية التي جرى تشكيلها بعيدا عن الدفاع اليمنية، وفي كثير من قضايا الفساد، وفي محارق الحدود التي التهمت عشرات الشبان اليمنيين، وفي الغارات التي أصابت عسكريين ومدنيين يمنيين".

من جانبه، قال بشير النامي، إن إحالة الفريق فهد بن تركي للتقاعد والتحقيق في قضية فساد مالي، يرجع إلى تصفيات داخلية واضحة وليست مرتبطة بما يحدث في اليمن والشرعية في فساد وسرقات.

وأضاف "لكن يبقى هذا الخبر مفرحاً لنا غير أنه من طرف واحد نحتاج لتكملته من طرف الشرعية وإقالة كل من كان مرتبطاً بالفريق فهد بن تركي من الجانب اليمني ممن سرقوا مستحقات الجبهات والجرحى ورواتب الجيش الوطني".

ارتياح اماراتي

على الصعيد الإقليمي، ربط مغردون إقالة بن تركي بخلافه السابق مع الإمارات، وكتب محمد البابكري "الإمارات بترتاح كثيرا من صداع فهد بن تركي، لأنه قبل سنتين تقريبا كان الموضوع بينهم تحول لعداء شخصي".

وبدأت الامارات، الحليف الرئيس للسعودية في حربها على اليمن أكثر ارتياحا وبرزت لهجة التشفي في صياغة خبر الاقالة والذي عنونته صحيفة البيان بـ” معاملات مشبوهة بالدفاع.

وأكد الناشط سعيد آل سفران وجود خلاف سابق بين الإمارات والأمير السعودي، فقال "فهد بن تركي حصلت بينه وبين قائد القوات الإماراتية في اليمن مشكلة، وتم استبعاده بأمر من الإمارات، وللتغطية على الموضوع تمت ترقيته إلى قائد القوة المشتركة، ولكن بحكم إطلاعه على أغلب التنازلات التي يقدمها بن سلمان للإماراتيين أصبح فهد بن تركي يشكل خطرا على بن سلمان حتى لا يفضحه".