آخر الأخبار

احتفاء رسمي وشعبي واسع بذكرى الوحدة اليمنية المباركة (تقرير خاص)

المهرية نت - خاص
الثلاثاء, 21 مايو, 2024 - 09:07 مساءً

في الذكرى الـ34 للوحدة اليمنية المباركة احتفى اليمنيون على المستوى الرسمي والشعبي بالمناسبة، متجاوزين كل محاولات التشطير، وأثبتوا فشل مشاريع المناطقية والتفرقة، وهشاشة الأجندة الخارجية المسمومة.

 

وما إن يحين 22 مايو كل عام حتى يرفرف علم الوطن موحّدًا في كل مكان، كما هو موحّد في قلوب ملايين اليمنيين داخل وخارج الوطن، ليؤكد اليمنيون للعالم أن نزوات إحراق علم الوحدة أو الإساءة له كانت مجرد حقد دفين ومشاريع أنانية بات جلياً أنها فشلت وانتهت.

 

وبمناسبة حلول ذكرى الوحدة قال رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي إن "ذكرى الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م، ستظل مناسبة جليلة محاطة بالتقدير، ولحظة تاريخية جديرة بالتأمل، والتعلم، والمبادرة الواعية لحماية التوافق الوطني، وإرادة الشعب اليمني، وضمان المشاركة الواسعة في صنع القرار، دون إقصاء أو تهميش".

 

وقال: "الوحدة اليمنية منذ تبلورت كفكرة، ودعوة وطنية، وحتى ولادتها كواقع ملموس، مثلت في جوهرها مشروعا حضاريا متكاملا، ارتكز على جملة من المبادئ السامية، أهمها: تعزيز الوحدة الوطنية، والشراكة الواسعة في السلطة، والثروة، وتحقيق العدالة والمساواة، وسيادة القانون".

 

وفيما نوّه رئيس مجلس القيادة الرئاسي بتمسك اليمنيين الأحرار في شمال الوطن، وجنوبه بمضامين هذا المشروع النهضوي، أكد في الوقت ذاته رفض أبناء الشعب اليمني بشدة إفراغ هذا الانجاز من مضمونه الوطني، والسياسي، والأخلاقي.. مشيداً بمناقب الرعيل الاول الذي ساهم في ولادة الجمهورية اليمنية.

 

ويتجدّد عاماً بعد آخر التأكيد على قدسية الوحدة اليمنية ومكانتها على كافة المستويات، رغم كل محطات الانكسار، ومراحل بروز النتوءات، ومحاولة تصدير المشاريع الضيقة على حساب المشروع الوطني.

 

النائب السابق لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن علي محسن الأحمر هنّأ الشعب في الداخل والخارج بذكرى الوحدة، وقال إن 22 مايو "اليوم الذي أضاءت فيه شمس الوحدة كل ربوع الوطن واكتمل فيه وهج وجمال الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين، ووُصف هذا الحدث بأنه ثورة الثورات".

 

وأضاف: رُفع في هذا اليوم الأغر في سماء عدن الحبيبة العاصمة الاقتصادية والتجارية، عَلَمُ اليمن، وتوحّد شعاره ونشيده الوطني، وارتسمت هويته الخالدة ذات التاريخ العريق، وقبل ذلك كانت قلوب اليمنيين واحدة موحّدةً، وتتطلع لمثل هذا الائتلاف الرسمي لوأد أيام التشرذم والانقسام، فالوحدة كانت ولا زالت وستظل أكرم هديّة قدمها أحرار اليمن للحاضر والمستقبل وللأجيال القادمة.

 

وتابع: مثلما كانت الوحدة حدثاً وضاءً في مسيرة الأمة اليمنية، فهي أيضاً مسؤولية والتزام ديني وأخلاقي ووطني يتوجب على الجميع الحفاظ عليها دون الاتكال على أحدٍ دون الآخر، والمضيّ فيما أجمع عليه اليمنيون في حوارهم الوطني من بناء دولةٍ اتحادية من ستة أقاليم، تضمن زوال مخلفات الإمامة الكهنوتية ومخلفات الاستعمار البغيض.

 

كما كتب وزير التربية الأسبق عبدالسلام الجوفي، مذكرا بنضال اليمنيين من أجل الوحدة، والفرحة العربية والمباركة العالمية، مؤكّدًا أن الوحدة كانت وستظل قيمة ومصلحة مجتمعية عظيمة للأفراد والمجتمع.

 

وأضاف: "مهما قيل عن سلبيات الممارسات إلا أنها لا تنقص من قيمة الإنجاز وتحقيق الحلم، الخطاء في الممارسات لا ينقص من نبل الأهداف والغايات العظام، ولا يقلل من قيمة ومكانة الحدث في العقل الجمعي للمجتمع، ولا يقلل من حجم المنجزات في المجالات كافة.

 

وتابع: كانت هناك أخطاء إدارية وفنية واقتصادية لكن ذلك ليس مسوّغ لإنكار عظمة الحدث ودور صنّاعه وحجم الإنجازات الكبيرة برغم كل الظروف... كل ذلك لا يبرر الدعوة للعودة إلى المربع الأول بل يعزّز التوجّه نحو تصحيح مسار وتصويب أخطاء ممارسات وتجاوزات فردية أو غيرها.

 

وأكّد الجوفي أن "لا خيار للجميع إلا شراكة ومشاركة في صناعة مستقبل يمن جمهوري ديمقراطي اتحادي يقبل الجميع بلا طائفية أو فئوية أو سلالية أو مناطقية".

 

وتابع: لعلّ النظر اليوم بعد 34 سنة إلى مسار الوحدة أمر غاية في الأهمية. ليس ترفًا الحديث عن الوحدة في ظل الواقع الأليم وفي ظل هذا السواد الذي يغطي البلاد من حروب وأزمات وفقر وأمراض وجهل وتعقد الوضع الاجتماعي والاقتصادي للأفراد والمجتمع.

 

ولفت وزير التربية السابق أن "وقفات الشعوب الكبرى تستحق كل تقدير واحترام وتلمس مكامن القوة ومثالب الضعف والنكوص".

 

وقال: بالتأكيد إن تغيير صيغة نظام الحكم من الدولة البسيطة إلى المركبة سيعمل على إعادة توزيع السلطة والثروة بصورة أكثر عدلاً (خاصة لمناطق الثقل الاقتصادي ومناطق الصراع العسكري لصالح الاستقرار والسلم المجتمعي شريطة ان تبنى المكونات وفق فلسفة ورؤية واضحة) بل إن معادلة الصراع على السلطة المركزية ستتغير باعتبار أن الثقل سيصبح بالإقليم.

 

ومضى قائلاً: علينا الاعتراف أن المرحلة قد خلقت عداوات وانقسامات، ورسّخت قناعات جديدة في عدد من المناطق في اتجاه مضاد لقيم الوحدة لكن الحقيقة التي لا مفرّ منها تقول: لا مخرج للجميع إلا بالوحدة والدولة الوطنية (وفق صيغة جديدة) التجارب العالمية تؤكد نجاح وفعالية الدولة الاتحادية وخاصة في تلك البلدان التي عانت من صراعات ونزعات انفصالية.

 

ويتجلّى هذا الاحتفاء بالوحدة، وتعظيم دورها، والتأكيد على معالجة وتجاوز الأخطاء التي تلت تحقيقها، ويثبت الجسد اليمني الواحد ذلك حتى وإن كانت التحديات وصلت لأعلى مستوى، فالنجاة دائمًا بالوحدة.

 

 

الذهاب صوب المجهول

محافظ شبوة السابق محمد صالح بن عديو أشار أيضاً إلى أن الوحدة اليمنية تعرّضت لسوء الإدارة والإساءة الممنهجة، وقال: لكن هذا لايعني القبول بالذهاب صوب المجهول.

 

وقال بن عديو: نحن أمام جيلين من أبناء اليمن: جيل عايش مرحلة التشطير بما لها وعليها، وجيل نشأ في عهد الوحدة بما له وعليه وصولًا لحاضرنا الذي ارتفع فيه النَفَس الطائفي والمناطقي، وأُسقط الوطن في مستنقع الفوضى، وغياب الدولة.

 

وأضاف أن ذلك عزّز القناعة بأن كل المشاريع التي تسوّق لتكون بديلًا عن الوحدة والجمهورية بما فيها من استرجاع لكل مساويء الماضي والحاضر لايمكنها خلق مشروع يحفظ لليمني حقه ومستقبله وكرامته.

ثمن التفريط في الوحدة

من جانبه قال سفير اليمن لدى يونسكو محمد جميح: أعلم أن الكثيرين لا يحبذون الحديث عن الوحدة هذه الأيام، ناهيك عن القول إنها ظُلمت، وظُلمت كثيراً من الجميع، لكن الحقيقة التي نحاول التهرب منها هي أن كل ما نحن فيه اليوم هو من نتائج تفريطنا في وحدتنا.

وأضاف: قولوا لي ماذا جنينا من تدمير أواصر القربي بيننا؟، ماذا جنينا من تدمير وحدتنا؟، هل نحن اليوم في وضع أفضل مما كنّا عليه، بعد أن دمّرنا نسيجنا المجتمعي ووحدتنا السياسية، وخجلنا حتى من إحياء مناسباتها؟!.

 

وتابع: هل كان وضعنا أمس مع دولة الوحدة أفضل أم اليوم مع دول المليشيات؟.. الكل جنى على الوحدة: من استغلها أمس ومن يرفضها اليوم، ونحن اليوم بحاجة إلى مراجعة موقفنا وتصحيح أخطائنا بعد كل هذه الكوارث الناتجة عن تفريطنا في وحدة شعبنا، ويوماً بعد آخر يثبت لنا أن الوحدة هي طريق السلام، وأن الفرقة بوابة الحرب.

 

وقال: ظلمنا الوحدة وظلمنا أنفسنا، ولا مخرج لنا إلا بمراجعة الأخطاء، أخطاء دولة الوحدة وكوارث دول المليشيات.. ومن كان لديه اعتراض على هذا الطرح فليثبت - إن استطاع - أن وضعنا اليوم أفضل من وضعنا تحت قيادة دولة الوحدة، على الرغم من كل ما فيها من سلبيات.

 

واختتم بالقول: اسألوا اليمني البسيط غير المسيّس، أما المستفيدون والمؤدلجون والشعاراتيون فلهم بالطبع رأي مختلف.. انتهى الكلام.. كل عام وأنتم بخير.

وفي تهنئة بمناسبة عيد الوحدة قال رئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر: كان مايو لحظة تحوّل مفصلية في مسارنا الوطني، حيث يمثل تتويجًا رائعًا لعقود طويلة من النضال الوطني ترسيخًا لقيم الحركة الوطنية الموغلة في التاريخ، وإيمانا بقيم ومبادئ ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتين، وتحقيقًا لحلم الملايين من أبناء اليمن، في بناء وطن حر، ومستقبل آمن.

وكتب رئيس تحرير موقع عدن الغد فتحي بن لزرق: "في ذكرى 22 مايو المجيدة، سلام الله على اليوم الذي توحّدت فيه القلوب قبل الأوطان، وأشرقت فيه شمس الحرية، ونُزعت الأغلال من الأرجل، وهدمت أسوار السجون، وولى السجانون الأدبار، وخرج الناس ليقولوا كلمتهم في الوطن الذي حفظ لهم حقوقهم، وصان كرامتهم، ولم يمايز بينهم.. سلام سلام".

 

 

 


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية