تعيش أرخبيل سقطرى أسوأ مرحلة في تاريخها، نتيجة العبث والفوضى الحالية في المحافظة التي باتت تعاني مشكلات متعددة وأزمات متكررة، دون مغيث أو مستجيب لمناشدات سكانها المطالبين بحل الوضع المتأزم هناك.

فمنذ سيطرة مليشيات الإمارات عليها قبل نحو أربعة أعوام، وسكانها يعانون من أزمات متكررة ومتلاحقة، في الوقت الذي تتعاظم فيها جشع سلطات الأمر الواقع الممثلة بمليشيات الانتقالي عبر ارتفاع أرصدتهم في البنوك، وشرائهم للعقارات وبناء المساكن الفاخرة.

وقال مواطنون في الجزيرة، إن محافظتهم تعاني من غلاء فاحش في المواد الغذائية وارتفاع في حدة الفقر المدقع والغلاء المعيشي في أساط السكان، وفقدان فرص العمل، في حين تتقاضى سلطات الانتقالي ومليشياتها في مرتبات بالدرهم الاماراتي والإكراميات السعودية والميزانية الشهرية.

وأشاروا إلى أن "الغلاء المعيشي في الجزيرة غير مسبوق فضلاً عن انعدام مادة الغاز المنزلية، وارتفاع متصاعد في أسعار المشتقات النفطية وانتشار ظواهر السرقات والتسول".

وأفادوا، "بأن ما يزيد عن سبع زيارات لوفود كبيرة في الجمعية العمومية للمجلس الانتقالي إلى سقطرى، لم تسفر عن أي جهود لتحسين الوضع المعيشي، أو يخفف من حدة الغلاء، أو يوقف العبث الإداري في مؤسسات السلطة المحلية التي يتحكمون فيها".

وقال أحد المواطنين: "زيارتهم إلى الجزيرة للتنزه أما الغلاء والوضع المعيشي فلا يعنيهم.. مجرد أدوات لنهب المال العام بإسم الجنوب".

وأضاف "لم تكن سقطرى بخير بعد سنوات منذ إدارتهم للمحافظة حيث سعت (مليشيا الانتقالي) إلى تحويل المصالح العامة وموارد الدولة الى حسابات خاصة وارصده في البنوك وشراء عقار وبناء عمائر".

يأتي ذلك، فيما تعيش الجزيرة، توترا غير مسبوق بين القوات السعودية من جهة والقوات الإماراتية وحلفائها من مليشيات الانتقالي من جهة أخرى، إثر وصول قوات تابعة للانتقالي إلى الأرخبيل وسيطرتها على معسكر اللواء الأول مشاة بحري، بالتزامن مع اعتصام لعناصر يتبعون الانتقالي أمام مقر قوات الواجب السعودية المرابطة في الجزيرة منذ سنوات.

وفي 19 يونيو/حزيران 2020 سيطرت مليشيا المجلس الانتقالي الانفصالي بدعم إماراتي على أرخبيل سقطرى، بعد طرد السلطات الشرعية من الجزيرة الشهيرة.

وقبيل سيطرة الانتقالي على سقطرى، شكت القوات الشرعية حينها من تواطئ من قبل السعودية والإمارات مع المليشيات الانفصالية، ما أدى إلى سقوط المحافظة الاستراتيجية، ووقوع سكان الأرخبيل بين المعاناة والحرمان.