آخر الأخبار
ما حقيقة الصراع السعودي - الإماراتي في سقطرى؟(تقرير خاص)
قوات إماراتية_ارشيف
الأحد, 25 فبراير, 2024 - 11:00 صباحاً
يعود الصراع السعودي الإماراتي في سقطرى اليمنية مجددا، مع تعاظم مظاهر التنافس بين الرياض وأبوظبي في المحافظات المحررة من سيطرة جماعة الحوثي، والتي تشهد تصدعات متزايدة بين الدولتين، ما دفع كل منهما إلى تعزيز حضوره عبر فصائل مسلحة تتقاسم الولاء بينهما في تلك المناطق.
وعلى الرغم من ادعاءات الإمارات بسحب قواتها من اليمن في عام 2019، تواصل ممارسة نفوذها من خلال المجلس الانتقالي الانفصالي، وتضع نصب عينها على الجزر والموانئ وآبار النفط في جنوب اليمن.
فيما يسعى السعوديون إلى إحباط طموحات الإمارات من خلال دعم فصائل تتبع الحكومة اليمنية، وحث خطاها نحو منافسة أبوظبي من المناطق التي سيطرت عليها سابقا، عبر كسب وتعزيز نفوذها السياسي وحضورها العسكري، بعدما نجحت الإمارات في تعزيز حضورها في المناطق عبر أدواتها.
لكن السؤال الذي يهمُّ اليمنيين: هل هذه الخلافات حقيقية بين البلدين وهل هي لصالح اليمن أم لا؟
وآخر هذه الخلافات تتمثل بالتوترات التي تشهدها جزيرة سقطرى مؤخراً بين الكيانات التابعة للإمارات والقوات السعودية، بعد وصول دفعة جديدة من عناصر الانتقالي المدعوم إماراتياً، على متن رحلة جوية قادمة من العاصمة المؤقتة عدن لتقوم بعدها بالسيطرة على اللواء الأول مشاة بحري.
*تنافس محتدم يمزق اليمن
تتجه الأنظار إلى سقطرى، مع تزايد التوتر بين السعودية والإمارات في الجزيرة، بالرغم من ادعاء الإمارات المتكرر بالانسحاب العسكري من اليمن، ويشكل ذلك تحديا لحليفتها التقليدية السعودية في وقت يتسع فيه الخلاف بين البلدين بشأن الملف اليمني، ومجالات اقتصادية وغيرها.
ويأتي تعزيز النفوذ الإماراتي في وقت تبتعد فيه الإمارات عن السعودية وتعيد توجيه سياستها الخارجية لترسيخ نفسها كقوة إقليمية مهيمنة، ويعني ذلك أن التحركات الإماراتية في جزيرة سقطرى وحضرموت، تخاطر بتعميق الشقاق بين القوتين الخليجيتين بالرغم أنهما أدارتا في السابق خلافاتهما بشأن اليمن.
وعاد التصعيد في جزيرة سقطرى بين السعودية والإمارات، بعد قيام الأخيرة عبر أدواتها بالتحشيد وإقامة اعتصام ونصب مخيمات امام مقر القوات السعودية، والتحريض ضد قائد قوات الواجب السعودي "منيف المطيري" ورفع شعارات ولافتات ضد المملكة العربية السعودية وفقاً لمراسل موقع "المهرية"."
وفي السياق، قال الكاتب والباحث اليمني في علم الاجتماع السياسي إبراهيم النجدي إن "التنافس السعودي الإماراتي في اليمن، لا مثيل له في الغرابة، لأنه في واقع الأمر لا يوجد أي اختلاف بين مشاريع الدولتين ، فجميعها تهدف لتمزيق اليمن، وللاستحواذ والسيطرة وانتهاك السيادة اليمنية".
وأضاف النجدي في حديث لـ"المهرية نت": "الخلاف الظاهر في سقطرى مؤخراً، بين السعودية والإمارات ليس حقيقيا، ففي واقع الحال هناك اتفاقات محكمة وتقسيم للأرض ومناطق السيطرة، ولكن الإمارات تريد تقول لسعودية، حضرموت مقابل سقطرى، وعليك مغادرة منطقتي عبر مشهد تمثيلي للجماهير".
وتابع:" سيطرة قوات الانتقالي التابعة للإمارات على جزيرة سقطرى تحت أعين القوات السعودية، منذ يونيو /2020 فلماذا يظهر التصعيد، بعد قيام السعودية بإيقاف المجلس الانتقالي الانفصالي من التقدم نحو حضرموت..؟
وأشار المتحدث ذاته إلى "أن السعودية والإمارات تشتركان في تدمير اليمن، وجعل اليمن مقسمة إلى ما قبل أحداث ثورة أكتوبر، أيام السلطنات والمحميات التي كانت مسيطرة على كثير من مناطق اليمن".
*تقاسم النفوذ
يأتي الاحتكاك بين الرياض وأبوظبي في جزيرة سقطرى، في إطار إعادة ترسيم لتقاسم المناطق بين الطرفين في المحافظات الشرقية باليمن ، حيث تعمل الإمارات عبر حلفائها المحليين على توتير الأوضاع، سعيا منها أن تضمن لأبوظبي نصيب الأسد من كعكة المصالح الجيوسياسية، في إطار التسوية التي تسعى السعودية لإبرامها في اليمن.
وفي السياق قال الصحفي والناشط السياسي اليمني مصعب عفيف إن ما نلاحظه في العلاقة بين السعودية والإمارات، منذ دخولهما في حرب اليمن في مارس 2015م، نجد أننا لا نسمع أي إشارات لخلافات من نوع ما حتى العام 2019م، عندما أعلنت الإمارات انسحابها من اليمن، وهذا الانسحاب قد يكون متفقا عليه، وانعكاس العلاقات السعودية - الإماراتية على اليمن، انعكاس سلبي، سواء كانوا متفقين أو مختلفين لأن النية السيئة موجوده لكلا الطرفين في تقسيم اليمن".
وتابع عفيف في حديث "المهرية نت" أنه ما يجري في سقطرى في الوقت الحالي، هو سيناريو متفق عليه من قبل السعودية والإمارات، وإلا كيف تمكنت القوات الموالية للإمارات من السيطرة على اللواء الأول مشاه بحري في سقطرى بهذي السهولة، وبدون أي مقاومة..؟
وأضاف: "ملف اليمن بين السعودية والإمارات متفق عليه، وإن ظهرت خلافات، ولكن يوجد تباينات بينهما، في ملفات أخرى، مثل ملف النفط وملف التطبيع مع إسرائيل، وفتح العلاقات الدولية المتعددة، مع إيران، وسوريا، والاتجاه شرقا في التحالفات الدولية مع روسيا والصين، وعلى اليمنيين عدم على النظر إلى العلاقات السعودية - الإماراتية بشيء من الإفراط في ملفات أخرى غير الملف الذي يعنيهم".
وأردف: "هناك تقاسم نفوذ بين السعودية والإمارات على المستوى الجغرافي، وعلى مستوى المصالح الاقتصادية، والسعودية اكتفت بوضع يدها على المحافظات الحدودية، كشبوة وحضرموت والمهرة، وتريد ميناء على البحر العربي، بينما الإمارات تريد سواحل المخا وميناء عدن وموانئ شبوة، وسقطرى، وسيطرت عليها، ففرضت نفسها على مستوى الموانئ والجزر وخطوط الملاحة الدولية، ولم تعترض السعودية، وهو ما يؤكد وجود تقاسم نفوذ بين الدولتين".
ولفت إلى أنه لم يعد هناك أحد يصدق، بأن السعودية والإمارات جاءت لاستعادة الشرعية ودعم الدولة الاتحادية، بل أن الواقع العملي يثبت أن السعودية والإمارات لهما مشاريعهما الخاصة في سبيل تقسيم اليمن وتجزئته، وأنه لا يوجد للسعودية أي موقف وطني واضح، من القضية الوطنية اليمنية، ضد تصرفات الإمارات، كما أنه لا يوجد أي موقف لدولة الإمارات يعادي موقف السعودية.