آخر الأخبار
ذبحوا أطفالهم.. الحرب تترك آثارا نفسية مروعة في الضالع (تقرير خاص)
مدينة الضالع - أرشيفية
الجمعة, 14 أغسطس, 2020 - 01:07 صباحاً
تتركُ الحروب آثارًا نفسية واجتماعية مدمرة، تتعدى كونها آثارًا جسدية أو عضوية، وتمتد إلى ارتكاب الجرائم المجتمعية، وفي اليمن تركت الحرب خلال السنوات الأخيرة آثار واضطرابات نفسية لدى الآلاف من الأشخاص خلفت على إثرها الكثير من الجرائم، الضالع نموذجا.
في التاسع من أغسطس (الأحد الفائت)، أقدم شاب عشريني يدعى "قاسم البن"، من مدينة الشعيب بمحافظة الضالع، على قتل عمته وذبح طفلتيها وجرح عمه في مدينة إنماء بالعاصمة المؤقتة عدن، قبل أن تلقي الأجهزة الأمنية القبض عليه بقرية لقروع بالشعيب.
وفي نهاية يونيو/ حزيران المنصرم أقدم شخص آخر يدعى "بدر عبدالكريم" من منطقة الجليلة بمحافظة الضالع، على رمي وحيده ذو العامين في بئر، وقد حاول أهله إنقاذه لكنه فارق الحياة.
والخميس الماضي، أقدم شخص يدعى عابدين قايد محمد من مديرية الأزارق، على قتل طفله الرضيع ذو السبعة أشهر بعدما ذكرت مصادر لـ"المهرية نت"، أنه عاش حالة نفسية واقتصادية مترديتين.
الكثير من تلك الجرائم، تم ربطها بالحالة النفسية المتردية والتي عاشها أولئك الأشخاص، وفقاً لمحاضر التحقيق التي أجرتها الجهات الرسمية، فيما برر المتهمون جوهر وقائعهم تلك إلى الواقع المتردي والحالة الاقتصادية التي عاشوها.
أبعاد الحرب
ويتساءل الكثير من المواطنين عن كيفية تأثير الحرب على العنف القائم على النوع الاجتماعي، في ظل تزايد الجرائم المجتمعية، لأسباب عزاها البعض نتيجة للاضطرابات النفسية التي يعيشونها.
وفي هذا الشأن، يقول منصور جامل لـ"المهرية نت"، إن الجميع ينظر لفعل ضعاف النفوس أولئك، لكنهم لا ينظرون لما وراء أفعالهم"، مضيفاً "أود أن أقول أن الجميع يعيش حالة نفسية شديدة التعقيد في ظل وجود الحرب وعدم توافر فرص العمل والفراغ وكثرة الديون. "
وعن أبعاد الحرب نفسيا على هؤلاء الأشخاص، يقول طه شعفل لـ"المهرية نت"، إنه ربما كان القتلة يفكروا أنهم لا يريدوا لأبنائهم أن يعيشوا ما عاشوه هم كما فعل قبل فترة أحد القتلة في صنعاء حينما قتل أطفاله جميعهم وكان هذا مبرره".
تأثير الحرب نفسيا
تقول الكثير من البحوث والدراسات العلمية، إن الشباب والأطفال الذين تعرضوا لمخاطر الحروب وعايشوها معرضون بشكلٍ خطير للإصابة بالمشاكل العقلية والنفسية التي يمكن أن تمتد آثارها على مدى سنين طويلة قد تمتد طيلة العمر.
وحول ذلك، يقول عبده حسان متخصص علم النفس لـ"المهرية نت"، إن تأثير الحرب النفسية تبدأ بالمقاتلين في الجبهات، لكن ظهور تأثيرها في المجتمع لا يكون إلا لشدة ما أثرت طول الحرب على الناس بشكل مباشر وشدة تكريسها اليأس من خلاصها في قلوبهم".
ويضيف "حسان" أن "الحرب تحقن آثارها في الجميع نتيجة تعطيلها حيوات الناس فلا ينجو أحد من تأثيراتها سواء بالقتل أو الجرح أو تجعل المرء يصارع الحياة بجهود جبارة مما تخلف له صدمة نفسية، كل ذلك نتيجة أمد الحرب اللامحدود".
ويعاني اليمن منذ نحو 6 سنوات، من أزمة إنسانية لم يشهدها العالم، بل وصفها مراقبون أمميون بالأسوأ عالمياً، حيث بات معظم اليمنيين بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
ونتيجة الحرب التي ساهم التحالف السعودي الإماراتي، والأطراف الأخرى في إطالتها، بات معظم الأطفال خارج مدارس التعليم وفي مناطق النزاع، وأصبحت معظم المرافق والمستشفيات خارج الخدمة، ما ساهم في تفشي الأوبئة والأمراض التي راح ضحيها الآلاف من اليمنيين.
دعوات لوقف الحرب
وسط دعوات المجتمع الدولي للأطراف المتصارعة في اليمن إلى وقف الحرب، يناشد الكثير من اليمنيين، ومنهم أبناء الضالع المجتمع الدولي الضغط على تلك الأطراف لوقف الحرب.
ويقول الكثير من المواطنين في اليمن، إن الحرب أثرت عليهم بشكل مباشر، وخسرت الكثير من الأسر اليمنية عوائلها بينهم الأطفال والنساء خصوصا بفعل استمرار الأطراف المتصارعة وعلى رأس تلك الأطراف التحالف السعودي، في استهداف المدنيين في مناطق المواجهات.
ومؤخراً، سجلت محافظة الضالع، إصابة العشرات من المواطنين بينهم أطفال ونساء جراء الألغام المزروعة في مناطق المواجهات، وهو ما دفع عدد من أبناء الضالع في أحاديث متطابقة لـ"المهرية نت"، إلى مناشدة المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الحرب.