آخر الأخبار

هل تؤثر هجمات الحوثيين في البحر الأحمر على اقتصاد إسرائيل؟ (تقرير خاص)

السفينة ستريندا

السفينة ستريندا

المهرية نت - خاص
السبت, 16 ديسمبر, 2023 - 10:33 صباحاً

يشهد البحر الأحمر توترات متزايدة في الفترة الأخيرة مع دخول جماعة الحوثيين في هجمات ضد مصالح "إسرائيل" التي تشن عدوانا مستمرا على قطاع غزة منذ 71 يوما. 

 

 

وبعد إعلان الحوثيين تضامنهم المطلق مع الشعب الفلسطيني، نفذوا هجمات بصواريخ ومسيّرات على مدينة إيلات الإسرائيلية على البحر الأحمر، وثم سيطروا على "جلاكسي ليدر"، وهي سفينة شحن تتبع رجل أعمال إسرائيلي.

 

ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، هاجم الحوثيون عددا من السفن المتجهة نحو "إسرائيل" أو التي لها صلة بها في جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب خلال الأسابيع القليلة الماضية "نصرة لقطاع غزة" وفقا لما تقول الجماعة. 

 

وأعلنت الجماعة السبت الماضي توسيع نطاق عملياتها ليشمل أي سفينة متجهة إلى إسرائيل بغض النظر عن جنسيتها "إذا لم يدخل قطاع غزة الغذاء والدواء". 

 

بدورها أعلنت شركة الشحن الدنماركية العملاقة "ميرسك"، التي تسيطر على نحو 14.8% من إجمالي التجارة العالمية بالحاويات، أنها قررت إيقاف رحلاتها في البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين؛ وقررت شركة هاباج لويد الألمانية للشحن البحري تأجيل الإبحار لجميع سفنها عبر البحر الأحمر خلال الأيام الثلاثة المقبلة.

 

*أبرز هجمات الحوثيين

خلال الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة، أعرب الحوثيون عن دعمهم المطلق للفلسطينيين، وقاموا بسلسلة هجمات ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.

 

ورصد موقع "المهرية " الهجمات التي نفذها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.

 

ففي الرابع عشر من نوفمبر الماضي، حذر زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، السفن الإسرائيلية من المرور في البحر الأحمر، وقال: "سنظفر بسفن العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر وسننكل بهم، وفي أي مستوى تناله أيدينا لن نتردد في استهدافه".

 

وبعد تحذير زعيم الجماعة، وتحديدا في 19 نوفمبر الماضي، استولى الحوثيون على السفينة "غلاكسي ليدر" بالبحر الأحمر، التي لها صلات برجل أعمال إسرائيلي، وتم تحويلها إلى الحديدة، حيث ترسو في ميناء الصليف الخاضع للحوثيين.

 

واستمرت الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، حيث تعرضت سفينة حاويات مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي عيدان عوفر وترفع علم مالطا في الرابع والعشرين من نوفمبر، لهجوم بطائرة مسيرة في المحيط الهندي، تسبب في إلحاق أضرار بالسفينة دون وقوع إصابات بين طاقمها، وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم.

 

وبعد يومين من حادث المحيط الهندي، أطلقت ناقلة الكيماويات "سنترال بارك" نداء استغاثة في خليج عدن، طالبةً تدخل السفينة الأمريكية "يو إس إس ميسون"، التي اعتقلت المسلحين الذين حاولوا السيطرة على السفينة.

 

وفي نهاية شهر نوفمبر الماضي، أسقطت المدمرة الأمريكية "يو إس إس كارني" طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين اقتربت من المدمرة في مضيق باب المندب، في حين أعلنت شركة الشحن البحري الإسرائيلي "زيم"، اتخاذ إجراء احترازي بتغيير مسار سفنها من قناة السويس في مصر؛ لتجنب المرور في البحر الأحمر وبحر العرب.

*خسائر الاقتصاد الإسرائيلي

يتكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر كبيرة، بفعل الحرب المستمرة في قطاع غزة، نتيجة توقف قطاع السياحة، وشركات الطيران، والشركات الصناعية، وما زاد في تفاقم الخسائر، منع جماعة الحوثيين السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلي.

 

ويقول المحلل الاقتصادي، فؤاد الشريف" تؤثر استهدافات الحوثي لسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، بشكل مباشر وحساس على الاقتصاد الإسرائيلي، وتضيف المزيد من الأعباء الاقتصادية الموجودة أصلا بشكل كارثي جراء الحرب واستنزاف موارد إسرائيل، وهو ما بات ملحوظاً في كافة مناحي الحياة في دولة الاحتلال الإسرائيلي".

 

ويضيف الشريف في حديثه لموقع "المهرية" : الوضع الاقتصادي الصعب بدأ في "إسرائيل" واضحا، فعلى خلفية تهديدات جماعة الحوثي بمهاجمة السفن المارة عبر مضيق باب المندب باتجاه إسرائيل، أفاد ميناء إيلات الإسرائيلي بانخفاض حاد في نطاق النشاط، وتراجع الإيرادات بأكثر من 80%".

 

ويضيف: "تصعيد الحوثيين يؤثر على أكثر من مستوى في "إسرائيل" ، لا سيما تصعيد التهديد الأمني، وارتفاع مستوى التأمين على هذه السفن، مما يكبد الجانب الإسرائيلي ارتفاعا على مجمل التكلفة، ويتحقق إذا ما تم استخدام البديل، وهو رأس الرجاء الصالح الذي يجعل التكلفة مرتفعة".

 

وتابع: "كل هذه الأمور مجتمعة وجهت ضربة اقتصادية كبيرة لإسرائيل، وزادتها أزمة منع السفن من المرور، إضافة إلى ضربة سياسة للكيان، وهو أمر يبدو أنه مستمر من قبل الحوثيين، طالما الحرب الإجرامية المدمرة على قطاع غزة مستمرة".

 

مع دخول الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة الشهر الثالث على التوالي، ومع تعهد الحوثيين بمواصلة منع السفن المتجهة إلى "إسرائيل"، واصلت القوات البحرية التابعة لهم استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

 

وفي الثالث من ديسمبر/ كانون الأول، أعلنت جماعة الحوثي أن قواتها البحرية هاجمت سفينتين إسرائيليتين هما "يونيتي إكسبلورر" وسفينة "نمبر 9"، بطائرة مسيرة مسلحة وصاروخ بحري.

 

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع إن السفينتين استهدفتا بعد أن رفضتا التحذيرات، مفيدا أن الهجمات "جاءت استجابة لمطالب الشعب اليمني ودعوات الدول الإسلامية للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع الحرب على غزة".

 

من جهته أعلن الجيش الأمريكي: إن "أربع هجمات استهدفت 3 سفن تجارية تبحر بشكل منفصل في المياه الدولية جنوب البحر الأحمر"، وإن "المدمرة يو إس إس كارني استجابت لنداءات استغاثة من السفن وقدمت لها المساعدة، وأسقطت 3 طائرات مسيرة".

 

وفي التاسع من ديسمبر أعلن الحوثيون في بيان،" منع مرور جميع السفن، من جميع الجنسيات، المتوجهة من وإلى الموانئ الإسرائيلية، بسبب استمرار "العدو الصهيوني في ارتكاب المجازر المروعة وحرب الإبادة الجماعية والحصار بحق إخواننا في غزة".

 

وبعد يوم من إعلان الجماعة منع كل السفن الإسرائيلية، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية إسقاط فرقاطة فرنسية في البحر الأحمر لمسيّرتين أطلقتا من اليمن.

 

وفي الثاني عشر من ديسمبر، أعلن الحوثيون استهداف السفينة "ستراندا" النرويجية بصاروخ بحري بعد رفضها الاستجابة للتحذيرات، ومن جانبها قالت إدارة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن حريقاً اندلع في السفينة بعد استهدافها، مشيرة إلى أن كياناً عرف نفسه باسم البحرية اليمنية، طلب من سفينة تعرضت لهجوم, التوجه إلى ميناء يمني .

 

ويوم الخميس الماضي، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنها تلقت بلاغاً عن وقوع حادث لسفينة على بعد 50 ميلاً من مضيق باب المندب، وصرح مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إن صاروخاً أطلق من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، سقط قرب سفينة حاويات ترفع علم هونغ كونغ، وبعدها أعلن الحوثيون استهداف سفينة "ميرسك جبرلاتر" المتجهة إلى "إسرائيل"، بطائرة مسيرة بعد رفض طاقم السفينة الاستجابة للنداءات.

 

ويوم أمس الجمعة، تعرضت سفينة تحمل علم ليبيريا، لهجوم خلال مرورها من أمام السواحل اليمنية، ما تسبب في اشتعال النيران بها. 

 

 

وقال المتحدث العسكري للحوثيين في بيان إن قوات جماعته " عملية عسكرية ضد سفينتي حاويات إم إس سي ألانيا وإم إس سي بالاتيوم كانتا متجهتين الى الكيان الإسرائيلي، وقد تم استهدافهما بصاروخين بحريين مناسبين".


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية