آخر الأخبار
في يوم الاستقلال.. اليمنيون في مواجهة الاحتلال الجديد (تقرير خاص)
صورة أرشيفية
الخميس, 30 نوفمبر, 2023 - 01:14 مساءً
في الذكرى الـ 56 لـعيد الاستقلال، يظل الـ30 من نوفمبر من عام 1967، يوما قطف ثمرة شجرة الحرية، التي بذرها الثوار في الرابع عشر من أكتوبر، حين ارتفعت بنادق اليمنيين في وجه المستعمر البريطاني، بعد 128 عاماً من الاحتلال لأجزاء من اليمن، لتعلن اليمن استقلالها رسمياً عن الإمبراطورية البريطانية، ورحيل آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن.
وتحل ذكرى مناسبة الجلاء السادسة والخمسين على اليمنيين، والبلد يمر بعواصف متتالية منذ ما يزيد عن ثماني سنوات، وأصبح التدخل الخارجي هو الوجه الأكثر وضوحاً من وجوه الأزمة اليمنية، متخذا أشكالا عدّة إلا أن النتيجة النهائية كانت ضياع السيادة الوطنية، وتناسل المليشيات التي تستمد مشروعها وشرعية بقائها من الدعم والأطماع الخارجية, على حساب انتهاك استقلالية البلد.
*يوم ملهم لمواجهة المحتل
برغم الهزات الكبيرة، التي تتعرض لها المناسبات الوطنية اليمنية مجتمعةً، جنوباً وشمالا، إلا أنها تزداد رسوخا في قلوب أبناء اليمن، وأكثر صلابة، وخاصة مناسبة الاستقلال في خضم المحتل الجديد الذي جاء بقِناع الصديق المنقذ، الذي عمل على انهيار الدولة وعمل على السيطرة على الثروات والموانئ والجزر، بعد تأجيج الصراع بالتدخل العسكري، الذي أدى الى نشر الويلات والتمزق، ومصادرة القرار السيادي للوطن، وتشكيل المليشيا، وتقويض مؤسسات الدولة لصالح عبث المليشيا.
المواطن "خالد الفقيه" أحد أبناء محافظة المهرة يقول في تصريح "للمهرية نت": "الثلاثون من نوفمبر يوم ملهم لليمنيين في الوقت الحاضر لاستعادة الدولة والنظام من المستعمر الجديد في اليمن، الذي سيرحل كما رحل الإنجليز".
ويصرح المواطن "فارس محمد "، لـ "المهرية نت": "ذكرى نوفمبر هي رسالة للمحتل الجديد، مهما عملت في اليمن من فوضى ومهما تملك من قوات وثروات، سترحل وأنت صاغر كما سبقك أسيادك".
لذلك تبقى الأعياد والمناسبات الوطنية خالدة الحضور لدى معظم أبناء الشعب اليمني، إذ يتوحّد الجميع في مختلف محافظات البلاد، رغم حدة الانقسامات والبيئة الخصبة لاستمرارها، إلا أن عيد الاستقلال كمناسبة وطنية يتم فيها التذكير برحيل المستعمر من جنوب الوطن، وتبرز بوضوح تام على وحدة جميع اليمنيين في الشمال والجنوب, والحاجة إلى استعادة الدولة اليمنية, وطرد ومقاومة المستعمر الجديد.
*احتلال بنسخة جديدة
الموظف المتقاعد " إبراهيم محمد" يقول لموقع "المهرية ": "يوم الاستقلال هو يوم خالد في حياتنا كلنا، لكن للأسف أن يأتي عيد الجلاء وبلدنا يتعرّض للانقسام والتشظّي، على أيدي احتلال جديد بنسخة من نسخ الاستعمار البائد".
وأضاف:" حالنا اليوم يبكي ويحزن، بعد ما أصبحنا كالنطيحة والمتردية والسباع من حولنا تريد افتراسنا إثر تجريدنا من أقوى ما نملك؛ هويتنا الوطنية التي باعها ساستنا بثمن بخس، وكانوا فيها من الزاهدين، وسلموا الممرات المائية والجز للعبث الإماراتي، وتسليم عدن لمليشيا الانتقالي التي أفقرت الناس وغيبت كل الخدمات عن المدينة وجعلت العيش فيها جحيم لا يطاق".
مناسبة ذكرى نوفمبر الـ 56 تعود على اليمنيين، وقد بدت مفرغة من معناها وفقاً لما يجري في الساحة اليمنية، وبالنظر إلى الواقع الذي أفرزه التدخل العسكري بقيادة السعودية والإمارات في الشأن اليمني، بهدف استعادة الشرعية، الأمر الذي عمّق من الأزمة السياسية والانسانية ودفع نحو سيطرة المليشيات المناطقية والطائفية وهيمنة دول إقليمية على القرار اليمني بعد السيطرة على المنافذ الحيوية وتقاسم النفوذ شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.
*الكفاح والاستقلال
من لحظة احتلال مدينة عدن في 19 يناير 1839، على يد القبطان البريطاني هينس بقوة السلاح، وبعد مقاومة شرسة من أبناء المدينة، وتمدّد الاحتلال لمناطق الجنوب باتفاقيات الوصاية والحماية على سلطنات ومشيخات الجنوب المتعددة، واستمرار حملات المقاومة المتعددة من القبائل ضد الوجود الاستعماري منذ الأيام الأولى لاحتلال عدن.
لم يتحقق الاستقلال، إلا بعد أن شهدت البلاد كفاحا مسلحا مستمرا ضد المحتل، تكللت من خلالها عملية الانتصار الكبرى، التي تم فيها دحر المستعمر الأجنبي من الوطن، والانطلاق نحو الحرية والتنمية والتحرر من هيمنة الغازي البريطاني.
الباحث الأكاديمي اليمني "محمد سراج" يقول لموقع "المهرية": "الاستقلال تحقق بفضل نضالات اليمنيين الشرفاء، وهم الذين بذلوا أرواحهم في سبيل تحرير واستقلال الوطن من الاستعمار والغزاة، من كل مناطق اليمن".
وأضاف:" يقع على عاتق الشعب اليمني اليوم نضال كبير، كما ناضل أجداده الثوار من جبال ردفان، لذلك عليه طرد المحتل الإماراتي الذي يعبث بالوطن ويعمل على العودة الى التشطير، ويمنع تصدير ثروات الوطن، ويسلم راقب أبناء الجنوب لمليشيات مناطقية، أقصى ما تريد تقسيم اليمن الكبير، خدمة لصالح الممول لا أكثر".
اليوم وفي الذكرى السادسة والخمسين للثلاثين من نوفمبر، يتكرر السؤال في ذهن المواطن اليمني؛ ماذا تبقَّى من الاستقلال؟ ويرسم صورة للمقارنة بين صورتي عدن المستعمرة الإنجليزية، وسقطرى - التي صارت مستعمرةً إماراتية، وعدن الغارقة في الفوضى والظلام، بعد أن كانت عنواناً في المنطقة برمتها للمدنية والتحديث، كل هذا سيدفع اليمنيين للبحث عن سبل لإعادة الاعتبار للسيادة والاستقلال وتحرير القرار اليمني من الهيمنة الأجنبية.