قوبلت الخطوات الصارمة التي تقوم بها سلطنة عمان تجاه الاحتلال الإسرائيلي للرد على جرائمه البشعة بحق قطاع غزة الفلسطيني إشادة واسعة من الشعوب العربية والخليجية.

وقوبل قرار سلطان عُمان بإلغاء السماح للطيران المدني الإسرائيلي بالمرور في أجواء سلطنة عُمان، بحفاوة كبيرة في اوساط الشعب العربي، لِما فيه من نزاهة وغضب، ولِما يمثل من عقوبة على جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

وسبق هذا القرار دعوة السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزيرُ الخارجية العماني المجتمع الدولي إلى إجراء تحقيق مستقلّ حول العدوان الإسرائيلي ومحاكمته على استهدافه المتعمّد للمدنيين في قطاع غزة ومنشآتهم وحرمانهم من احتياجاتهم الإنسانية وتجويعهم وإخضاعهم للحصار والعقاب الجماعي.

واعتبر العمل العسكري الحالي لإسرائيل لا يعدّ إجراءً ضروريًّا للدفاع عن النفس، فجميع الدول تُدين وتستنكر استهداف المدنيين مهما كانت جنسيات ساكنيها، لأن ذلك يتعارض مع سائر القيم التي نؤمن بها... مؤكدًا على أن "الرد الإسرائيلي مفرط للغاية ومبالغ فيه بشكل صارخ، وخاصة استهداف المدنيين. وهنا يجب أن لا ننسى أيضا أن الشعب الفلسطيني لديه الحق كذلك في الدفاع عن نفسه.

وبيّن أن" التهجير القسري للمدنيين في شمال قطاع غزّة ودفعهم للانتقال جنوبًا، يُعتبر على نطاق واسع تمهيدًا للإبادة الجماعية وفقًا للمادة الثانية من اتفاقية عام 1948 بشأن منع ومعاقبة الإبادة الجماعية.

واعتبر حصار غزة الذي يمنع المدنيين من الحصول على المياه والكهرباء والطعام والوقود فعلٌ غير قانوني ويمكن أن يعدّ من جرائم الحرب، وأن هذه التدابير الجماعية محظورة بموجب المادة 33 من اتفاقية جنيف.. لافتًا إلى أن التاريخ علّمنا أن "الدفاع عن النفس" لا يمكن أن يبرّر الإبادة الجماعية أو العقاب الجماعي واستهداف الأبرياء من المدنيين، كما أن منع وصول المساعدات الإنسانية للسكان جريمة بموجب القانون الدولي".

وعلى المستوى الداخلي تحظى مواقف سلطنة عمان بإشادة شعبية غير مسبوقة، وبدت تدوينة المفتي العام الشيخ أحمد بن حمد الخليلي التي يشيد فيها بقرار السلطنة إغلاق مجالها الجوي في وجه طيران دولة الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك مطالبة وزير الخارجية العُماني بمحاكمة "إسرائيل" على جرائم الحرب التي ارتكبتها خير دليل على ذلك.

وأعرب فيها عن "شكره واعتزازه بالموقف الصلب الذي وقفته السلطنة، ممثلاً بتصريح وزير خارجيتها، الداعي إلى محاكمة العدو الصهيوني بجرائم الحرب التي اقترفها".

وأضاف: "كم تمنينا أن تتفق على هذا كلمة جميع الدول العربية والإسلامية"، مؤكداً أن هذا هو موقف الشرف الذي يدعو إليه الدين ويقتضيه الإخلاص للأخوة الدينية والوطنية.

كما عملت السلطنة على إزالة إضاءات الزينة من الطرق بعد قرار الأمانة العامة للاحتفالات الوطنية في سلطنة عمان بإلغاء الفعاليات والاحتفالات بالعيد الوطني تضامنًا مع غزة.

وعلق الكاتب القطري عبد الله العذبة قائلا: ألغت الكبيرة سلطنة عمان الاحتفالات بيومها الوطني العريق؛ تضامنا مع أهلنا بغزة التي يتعرض أطفالها ونساؤها لمجازر الصهيونية الدموية المتطرفة.

وأضاف: شكرا مسقط، قلوبكم مؤمنة تشعر بألم إخوانكم المؤمنين في غزة المحاصرة..

وتشهد العاصمة العُمانية مسقط، منذُ السابع من أكتوبر الماضي وقفات جماهيرية يشارك فيها المئات تضامناً مع سكان قطاع غزة، ورفضاً لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين.

ويقول مستشار وزير الإعلام اليمني مختار الرحبي إن سلطنة عمان كل يوم يسجلون موقف مشرف مع غزة وهذا ليس بغريب على هذا الشعب العربي الأصيل الذي يقف مع قضايا الأمة ويقف الى جوار الشعوب العربية الاصيله للدفاع عن شرف الأمة.