آخر الأخبار
"غزة تموت والرياض ترقص"... حفلات صاخبة في السعودية تصدم العرب وتستفز مشاعرهم
غزة تموت والرياض ترقص
الإثنين, 30 أكتوبر, 2023 - 11:20 مساءً
في الوقت الذي تشهد فيه غزة إبادة جماعية بفعل العدوان الإسرائيلي الغاشم المستمر منذ 24 يوما، ويشهد العالم تعاطفا دوليا واسعا معها، من أوروبا إلى أمريكا إلى دول آسيا، مضت السعودية نحو افتتاح موسم الرياض للرقص والغناء، دون مراعاة كل ما يحدث في فلسطين من قبل الاحتلال الصهيوني، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل هاجم مسؤوليها كل المنتقدين والمطالبين بتأجيل احتفالاتها.
وقبل انطلاق فعاليات الرياض بأيام، دعا الكثيرون السعودية إلى تأجيل الحفل، تضامنا لما يمر به قطاع غزة من قصف إسرائيلي يومي مكثف، وكذلك دعماً معنويا من المملكة لأهالي القطاع لما تمثله من ثقل عربي واسلامي، لكن الأمر تم بكل الأحوال ولم تستجب السعودية وهيئة الترفيه لهذا المطالبات..
وشهدت أولى ليالي “موسم الترفيه” بالعاصمة الرياض حفلا صاخبا حضره الآلاف من السعوديين والسعوديات، بشكل مختلط على الرغم من الفتاوى التي ظهرت مؤخرا لتحريم التظاهرات لدعم لفلسطين لما يشوبها من اختلاط بين الرجال والنساء.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي تفاعل السعوديين والسعوديات مع المغنية السعودية موضي الشهراني وهي تحثهم “كله يرقص".”.
بين غزة والرياض
وأعلن المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه في السعودية، افتتاح موسم الرياض في نسخته الرابعة، وسط حضور حاشد تقدمه رياضيون وفنانون ولاعبو فنون قتالية هم الأشهر على مستوى العالم.
وأضاءت ألعاب ناريّة سماء العاصمة السعودية الرياض، حيث انطلق الموسم الترفيهي الأكبر بالمنطقة في موسمه الرابع، بحضور آلاف السعوديين والمقيمين والزوار من مختلف أنحاء العالم.
بينما تعالت أصوات الدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لإلغاء حفلات الترفيه في المملكة تضامنا مع غزة وسط انتقادات حادة للسعودية وقياداتها وخاصة ولي العهد محمد بن سلمان.
أصر تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة على انطلاق موسم الرياض، الذي افتتحته المغنية شاكيرا، بالتزامن مع الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وخرج بالرد على مطالبيه بإلغاء موسم الرياض ومهاجمتهم في منشور عبر حسابه الرسمي بفيسبوك قال فيه: "هناك نقطة مهمة أعتقد يجب الاشارة إليها بوضوح وأنا في الفترة الاخيرة لم أتحدث كثيراً لكن اعتقد من المهم الحديث الان.. سنة 1967 م عندما احتُلت دول لم يتوقف أي شيء وعند حرب لبنان لم يتوقف أي شيء وعندما حاربت بلدي 7 سنوات لم يتوقف فيها شيء ودم السعودي أغلى لدي من أي شيء".".
وتابع: «عندما يزايد التافهون علينا يجب أن نوضح الحقيقة، لا أعرف متى تنتهي مسخرة استخدام اسم المملكة أو اسمي أو اسم موسم الرياض في أي شيء كشماعة لتحويل الأنظار عن حدث آخر أو وضع آخر".
وتساءل: «إلى متى السماح للغلط على شخصيات اعتبارية في بلدي والبكاء عند الرد؟ وإلى متى ترهيب كل من يتعاون معنا في عمل شريف مثله مثل أي عمل آخر، لم أر كرة القدم توقفت مثلاً وأي وظيفة حرة وشريفة وأي وظيفة سياحية أيضا".ً
وختم: "أعتقد أن المواطن العربي أصبح ملما وفاهما اسم تركي آل الشيخ يستخدم لماذا ومن من؟ لقد أصبح الوضع مكشوفا تماماً وبنفس الأدوات وبنفس الصحف والطريقة نفسها والأشخاص أنفسهم، لكن السعودي وأنا منهم مشغول بتطور بلده ونهضتها ومرحب بكل زائر ومحب".
ومن المعلوم أن غالبية الدول العربية ألغت مئات الأحداث الفنية والمهرجانات والفعاليات، احتراما لدماء أهالي غزة وتضامنا مع الفلسطينيين، باعتباره أهون الإجراءات الوطنية، تكريما لمن يدافعون عن أرضهم وعن الأمتين العربية والإسلامية بدمائهم ومصيرهم.
ورغم المآسي التي تعيشها غزة وحالة الغاضب وغليان الشارع العربي، أصرت السعودية المضي قدما في إطلاق موسم الرياض الترفيهي دون مراعاة لكل ما يحدث في فلسطين، بل ومهاجمة وانتقاد من يطالبها بتأجيل احتفالاتها.
غزة تباد والرياض تحتفل
ورفضا لما حدث، دشن الناشطون على منصة إكس "تويتر سابقا" وسم” غزة تباد والرياض تحتفل” تصدر قائمة الوسوم المتداولة في العديد من البلاد العربية لساعات.
وفي هذا السياق، قال الكاتب الصحفي اليمني أنيس منصور مهاجما السعودية:” ستظل هذه المشاهد من موسم الرياض 2023 لعنة تاريخية وعار وشنار يلاحقكم أهان عليكم جرح غــزة ودماء اطفالها ونساءها يا ال سعـود؟ أهان عليكم الركام والحصار والظلام ومئات الجثث تدفن بمقابر جماعية؟ ميلان واهتزاز ورقص وميوعة حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم".
أما المغرد عصام الذار فعلق بالقول:” لا شك أن محمد بن سلمان أراد بإطلاق موسم السفور والرقص والتعري والمجون وحفلات الغناء واستدعاء المغنين والراقصات، إيصال رسالة بمن يقتلون شهداء في غزة من اطفال ونساء ورضع وصغار وكبار ليقول لكل شعوب الأمة فلسطين ليست قضيتي".
وانتقدت مغردة أخرى ما يجري قائلة:” ما بدنا ياك توقف حياتك” لا سمح الله” عشان اطفال غزة، بس شوية دم وحياء يا مسلم بلاش رقص وغناء بهذا الوقت اللي هو وقت الجهاد عيب عيب عيب".
أما الناشط اليمني عادل الحسني فقال:” الرياض تتراقص طربًا على أشلاء أطفال ونساء غزة يُباد أهالينا هناك، وعلى أرض الحرمين تتعالى الأهازيج قاتلكم الله ما هو دينكم؟ ما نوع الدماء التي تجري في عروقكم؟".
"محمد سلام " يعتذر
وكان الفنان المصري محمد سلام قد أعلن انسحابه من عرض مسرحي كوميدي في “موسم الرياض” بالسعودية، بعنوان “زواج اصطناعي”؛ تضامنا مع شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الأمر الذي تسبب بغضب تركي آل الشيخ الذي قام باستبداله بالفنان محمد أنور.
وقال سلام في مقطع فيديو نشره على حساباته ضمن مواقع التواصل الاجتماعي: "كان من المفترض أن أسافر إلى الرياض لعرض مسرحية زواج اصطناعي، وهي مسرحية كوميدية تتضمن أغاني واستعراضات، يوم 30 من أكتوبر/ تشرين الأول، وفي ظل الأحداث التي تجري في غزة".
وأضاف الممثل الكوميدي: "لا أتخيل نفسي مشاركا في الرقص والضحك، وإخواننا في فلسطين يُذبحون ويُقتلون، لن أستطيع السفر بالطبع".
وعن إعلانه المتأخر لانسحابه، أوضح سلام: "لقد كنت متأملًا طوال الفترة الماضية، ومع تصاعد الأحدث، أن يتم إلغاء الموسم، أو تأجيله، كما حصل في مهرجاني الجونة والقاهرة السينمائيين، أو انتهاء الأحداث في غزة، لكن ذلك لم يحدث".
والمسرحية المقرر عرضها، تجمع سلام بالممثلة مي عز الدين، وبيومي فؤاد، وسليمان عيد، ومصطفى غريب، وقد أعادت الممثلة عز الدين الترويج للعمل، عقب انسحاب سلام، ما يدل على أنه قد يتم استبدال سلام، بممثل آخر، وفق المنشور.
موقف سلام الذي لمع نجمه بمشاركته مسلسل "الكبير أوي" إلى جانب الممثل أحمد مكي، لاقى ترحيبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، التي رأت أن الممثل المصري تصالح مع حقيقة ما يشعره أي مواطن عربي تجاه المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الرابع والعشرين على التوالي، وسط تصاعد الدعوات الدولية إلى إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع المحاصر.
ولم تتوقف الغارات الإسرائيلية عن استهداف المنازل والأحياء السكنية والمساجد والمدارس والطرقات العامة، حيث تسببت في استشهاد عدد كبير من الفلسطينيين في غارات متواصلة على مناطق متفرقة من غزة، وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول أكثر من 8 آلاف، بالإضافة إلى 1550 مفقودًا تحت الأنقاض.