يواصل الصحفيون في فلسطين تغطية مجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، رغم المخاطر الكبيرة والإرهاب المستمر من قبل المحتلين المعتدين المسنودين من دول غربية.

وتعرض صحفيون وصحفيات في قطاع غزة إلى استهداف مباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى استشهاد البعض مع عدد من أفراد أسرهم.
 

وفجر اليوم الخميس، استشهدت الصحفية الفلسطينية دعاء شرف بقصف إسرائيلي استهدف أحياء سكنية في غزة.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن مقاتلات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت عدة صواريخ على منزل في منطقة الزوايدة وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد الصحفية دعاء شرف وطفلتها.

وأشارت إلى أن الطيران المعادي نفذ قصفا عنيفا على مناطق "تل الهوا" و"الجوزات"، و"شارع النفق" بمدينة غزة.

من جانبها، أكدت "إذاعة صوت الأقصى "، في بيان ، استشهاد الصحفية دعاء شرف، التي تعمل في الإذاعة مقدمة برامج، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلتها.

ومساء الأربعاء ، استشهد عدد من أفراد عائلة مراسل قناة "الجزيرة" في قطاع غزة، وائل الدحدوح.

وقالت قناة الجزيرة إن الاحتلال الإسرائيلي استهدف منزلاً نزحت إليه عائلة الدحدوح في مخيم النصيرات وسط القطاع.

وأوضحت أن القصف أدى إلى استشهاد زوجة وابن وابنة الدحدوح الذي ظهر في مقطع فيديو باكياً: "ينتقمون منا في الأولاد، إنا لله وإنا إليه راجعون".

وفجر الأربعاء، استشهد الصحفيان سائد الحلبي وأحمد أبو مهادي، والصحفية سلمى مخيم.

وباستشهاد الصحفية دعاء شرف فجر اليوم، يرتفع إجمالي عدد الصحفيين الشهداء إلى 22.

ولدى إسرائيل سجل حافل بانتهاك حرية الصحافة وقتل الصحفيين في فلسطين منذ سنوات عديدة.

وحسب تقرير لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، فقد تعرّض أكثر من 144 صحفيا فلسطينيا وأجنبيا، لاعتداءات جيش الاحتلال خلال تغطيتهم الأحداث بفلسطين المحتلة، خلال السنوات ما بين 2018 و2022، بما في ذلك إطلاق النار عليهم، ورشقهم بقنابل الغاز والقنابل الصوتية، والضرب بالعصي.

*جرائم ضد الصحفيين وذويهم

منذ السابع من أكتوبر واجه الصحفيون الفلسطينيون أوجاعا كبيرة، تمثلت بفقدان العديد من ذويهم الذين استشهدوا بنيران الاحتلال الإسرائيلي.

وقال بيان صادر عن نقابة الصحفيين الفلسطينيين، إن العشرات من أهالي الصحفيين استشهدوا بصواريخ طائرات الاحتلال الإسرائيلي التي تقصف قطاع غزة.

وأفاد تقرير صادر عن لجنة الحريات التابعة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين أن الاحتلال قصف نحو عشرين منزلا يقطنها صحفيون وعائلاتهم مما أدى الى استشهاد العديد داخلها مع عائلاتهم  وأصيب البعض الآخر بإصابات دامية كما حدث مع الصحفي في إذاعة صوت الأسرى أحمد شهاب، الذي قصف منزله واستشهد معه زوجته وأولاده الثلاثة.

وكذلك استشهاد الصحفي الحر  أسعد شملخ  ونحو خمسة من أفراد أسرته ، بينما مكثت الصحفية  إسلام ميمة وزوجها وأطفالها الثلاثة هادي وعلي وشام لثلاثة أيام تحت الأنقاض  قبل أن يعلن عن استشهادهم جميعا في قصف منزلهم بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.

ولفت البيان إلى أن الزميل عصام بهار استشهد مع زوجته نتيجة قصف منزله ، وكذلك الزميل محمد بعلوشة مع ابنته وبعض أقاربه، والزميل محمد أبو علي وابنه محمد، والزميل عبد الهادي حبيب استشهد مع حماته نتيجة قصف منزلي أيضا ، بينما استشهد الزميل خليل أبو عاذرة مع شقيقه بفعل غارة صاروخية.

كما أن قصف منزل الصحفي فراس الشاعر قد أدى إلى استشهاد نحو سبعة من عائلته في حين نجا هو من القصف.

وطالت الغارات الجوية المكثفة منزل لعائلة  المصور الصحفي علي جاد الله  في حي الرمال، وأسفرت عن مقتل اثنين من أشقائه وثلاثة من أقربائه، فيما بقي عدد منهم تحت الأنقاض.

وقد وثق الصحفي جاد الله عبر الفيديو جثمان والده في المقعد الخلفي لسيارته وهو يذهب وحيدا لدفنه.

وكذلك الأمر مع الصحفي مثنى النجار الذي استشهد نحو عشرة من أعمامه وأقاربه نتيجة قصف صاروخي على منازل العائلة ، والزميل حازم بن سعيد الذي أصيب بينما استشهد ابنه وابنته ووالداه وشقيقه وزوجة شقيقه وبقي بعض أفراد اسرته تحت الانقاض.

في حين ودع الصحفي خالد الأشقر زوجته الهولندية التي استشهدت بقصف المنزل وهو يغطي الأحداث، فيما الصحفي مؤمن الطلاع من صحيفة الحياة الجديدة أصيب بجراح في تدمير منزل عائلته في النصيرات وسط قطاع غزة أصيب بجراح واستشهد أولاده ووالدته وأعمامه.

وحسب نقابة الصحفيين الفلسطينيين، فما تم رصده لا يمثل الحقيقة كاملة، لأن كل المؤشرات تدل على أن حجم الخسائر أكبر من ذلك بكثير، ولكن هناك صعوبات كبيرة في عملية رصد وتوثيق الجرائم المرتكبة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بفعل غزارة القصف الصاروخي والمدفعي واستمراره.

 

*إدانات لجرائم الاحتلال

قوبلت هذه الجرائم الإسرائيلية بحق الصحفيين، بإدانات واسعة صادرة من اليمن وعدة دول.

وشددت قناة "المهريةِ" الفضائية على إدانتها ورَفضَها استهداف الصحفيين من قِبلِ قواتِ الاحتلالِ الإسرائيليِّ، على خلفية تغطيتِهِم لعدوانِه على غَزّة، والذي بلغَ أكثرَ من عشرينَ صحفياً منذُ اندلاعِ المواجهات.

واعتبرت "المهرية" في بيان، هذا الاستهدافَ جريمةً متعمَّدَةً لقتل وإرهابِ الصحفيينَ، وإسكاتِ كلِّ الأصواتِ التِي تنقلُ للعالمِ مأساةَ الشعبِ الفلسطينيّ.

وأعربت المهريةُ عن تَعازِيها للزميلِ الصحفي وائل الدحدوح وعائلتِه وكلِّ الصحفيينَ حولَ العالم بهذا المصاب.

ودعت "المهرية" الوسط الصحفي لإدانة مثل هذه الهجمات التي تستهدف الصحفيين وأسر العاملين في وسائل الإعلام.

بدوره، أدان الاتحاد الدولي للصحفيين الهجمات الإسرائيلية المتكررة ضد الصحفيين، ودعا إلى إجراء تحقيق فوري في مقتلهم.