آخر الأخبار
الحديدة.. محافظة استراتيجية محاصرة بإهمال الحكومة وخذلان التحالف (تقرير خاص)
خيام ممزقة تؤوي النازحين في الخوخة
الإثنين, 02 أكتوبر, 2023 - 10:09 صباحاً
تعيش المناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة بمحافظة الحديدة إهمالا كبيرا، وسط شكاوى من خذلان متعمد لهذه المحافظة الاستراتيجية التي ما زالت تتجرع ويلات الحرب والانقسام.
وعلى الرغم من سيطرة الحوثيين حاليا على معظم محافظة الحديدة التي تحوي ثلاثة موانئ ، إلا أن الحكومة المعترف بها دوليا، تسيطر على مديريتي الخوخة وحيس جنوبي المحافظة.
*إهمال شديد في الخدمات
تعاني المناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة من إهمال شديد في الخدمات الأساسية، دون تدخل حكومي رغم حالة الفقر والفاقة التى يعيشها معظم سكان هذه المحافظة المسالمة.
وعلى الرغم من أنه كان الأحرى بالحكومة ومجلس القيادة الرئاسي العمل على تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة بالحديدة، كي تكون نقطة مضيئة في المحافظة؛ إلا أن ما حصل هو العكس تماما.
وهذا لا يعني أن المناطق الخاضعة للحوثيين تعيش واقعا أفضل؛ بل ثمة شكاوى شعبية متكررة من إهمال كبير تتعرض له الحديدة من قبل الجماعة المسلحة.
*نقد لاذع وشكوى صارخة
هذه الأوضاع المأساوية في المحافظة، دفعت محافظها الحسن طاهر المعين من قبل الحكومة، إلى تقديم شكوى تحكي واقعا مليئا بالخذلان تتعرض له المحافظة.
وشنّ محافظ الحديدة هجوماً لاذعاً على الحكومة والمجلس الرئاسي، خلال كلمة ألقاها في احتفالية نظّمتها السلطة المحلية بالمحافظة، الجمعة، بمناسبة ذكرى ثورة 26 سبتمبر.
وقال المحافظ بنبرة مليئة بالحرقة : "نحتفل بالذكرى الـ 61 ونحن بدون كهرباء أو ماء أو أي مشروع خدمي منذ دخولنا الخوخة، وسئمنا ونحن نتردد على أبواب الحكومة لبناء مجمع حكومي يحفظ كرامة موظفينا".
وأضاف طاهر : "هناك وزراء في الحكومة يعاملوننا على أننا نازحون، ومناطقنا غير محررة".
وخاطب محافظ الحديدة رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي قائلاً: "سئمنا وقوفاً على الأبواب.. انتبهوا لنا قبل أن تفقدونا فنحن نعزّكم ونحترمكم".
وتابع : "أبناؤنا يتعلمون تحت الأشجار والخيام، ومدرسونا جوعى بلا رواتب يتحصلون عليها كل أربعة أشهر، ولايتم معاملتنا أسوة بالمحافظات المحررة".
وتحدث قائلاً: "حين صمد من صمد، وانسحب من انسحب من الألوية العسكرية بقينا هنا في الخوخة وحيس، الصخرة التي كسرت الحوثي.. نحن محاصرون مُنعنا من التقدم في تحرير مناطقنا، والعدو يفرض حصاره علينا من كل الجهات".
*تسليم الحوثيين مناطق محررة
تعرضت محافظة الحديدة لخذلان كبير من التحالف، بداية من قبول التراجع عن التقدم باتجاه مدينة الحديدة، وانتهاء بالانسحاب من العديد من المناطق المحررة وتسليمها للحوثيين.
خلال العام 2018 استطاعت القوات الحكومية التقدم في عدة مناطق بمحافظة الحديدة، حتى اقتربت من السيطرة على ميناء الحديدة بعد بسط نفوذها على المطار.
لكن هذه القوات تراجعت عن تقدمها، بعد أوامر من التحالف العربي، ما أدى إلى فقدان الحكومة واحدة من أهم المحافظات التي تعتبر حاليا بمثابة رئة يتنفس منها الحوثيون، نتيجة لاحتوائها على ثلاثة موانئ تدر دخلا كبيرا للجماعة.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل رضخت الحكومة لإملاءات التحالف وذهبت إلى السويد من أجل التفاوض مع الحوثيين، ووقعت على اتفاق ستوكهولم الذي بموجبه تراجعت فعليا عن تقدمها الميداني، واستمر الحوثيون في السيطرة على كامل مدينة الحديدة وموانئها.
سلسلة التراجع شجعت الحوثيين على بسط وتوسيع نفوذهم الأمني والعسكري في عدة مناطق بالحديدة.
وفي نوفمبر 2021 سيطرت جماعة الحوثي على مناطق واسعة في محافظة الحديدة بعد انسحاب القوات المشتركة.
وانسحبت هذه القوات المدعومة من التحالف من مناطق متعددة بأطراف مدينة الحديدة، ومن مديرية الدريهمي المتاخمة لعاصمة المحافظة، ومن منطقة "كيلو 16" المدخل الشرقي الرئيسي لمدينة الحديدة ومن مدينة الصالح، بالإضافة إلى الانسحاب من مناطق أخرى منها مديرية التحيتا.