آخر الأخبار

محمية حوف.. جنة الطبيعة والتاريخ الحضاري الموغل في القدم

محمية حوف

محمية حوف

المهرية نت - خاص
الاربعاء, 13 سبتمبر, 2023 - 09:34 صباحاً

في أقصى الشرق حيث الطبيعة المذهلة والأجواء الساحرة، توجد محمية "حوف" تلك الأسطورة الحية والجمال الذي يأسر القلوب ويخطف الأنظار.

 

وتقع محمية حوف الطبيعية في محافظة المهرة على نحو 30 ألف هكتار، ويمتد جزء منها إلى منطقة ظفار في سلطنة عمان، وتحتضن واحدة من أهم وأشهر المحميات الطبيعية البرية في اليمن.

 

وتشكل نقطة تقاسم طبيعية بين اليمن وسلطنة عمان، وشكلت امتداداتها الطبيعية واحة خضراء تتربع على الأراضي اليمنية في محافظة المهرة والأراضي العمانية في محافظة صلالة، في تناغم بيولوجي وطبيعي نادر، حتى أصبح هذا الكنز الطبيعي قاسمًا مشتركًا بين البلدين.

 

وتُصنف حوف كإحدى أكبر الغابات الموسمية في شبه الجزيرة العربية، وأدرجتها الحكومة اليمنية 2005، كمحمية طبيعية، وموطن للعديد من الطيور والحيوانات النادرة، فضلًا عن أنها تحتوي على 250 نوعًا من النباتات والأشجار لعل أهمها شجرة اللبان العربي.

 

وتعرف المحمية بأنها غابة من الضباب الكثيف، الذي يغطيها طيلة ثلاثة أشهر في السنة ابتداء من شهر يوليو وأغسطس وسبتمبر، أو ما تسمى بأشهر موسم الخريف.

 

يقول الأستاذ محمود عبد الله بن ياسر إن محمية حوف تعتبر بوابة اليمن الشرقية، حيث تمتد من صرفيت إلى منطقة الفتك بحوالي 60كيلو متر على الشريط الساحلي.

 

ويرى أن لها بيئة مناخية مختلفة من فصل لأخر، لافتا إلى فصل الخريف الذي نحن الآن فيه يعتبر من أجمل المواسم في مديرية حوف.

 

ويضيف: كما تنفرد بتنوع بيئي فريد، في تضاريسها ونباتاتها وحيواناتها، لذلك تم اعتمادها ضمن المحميات الطبيعية الموجودة في اليمن.

 

ويذهب إلى أن الثروة الحيوانية الغنية داخل المحمية جعلها منذُ القدم مكان حيوي لإنتاج السمن والجلود، وكذلك منتوج كبير في جبال محمية حوف، من الذرة والدجر، وكان يتم تصديرها الى الخارج البصرة، والهند، وشمال أفريقيا عبر (لنجات) قديماً شراعية، ويتم تصديرها، واستيراد التمر والملابس والبضاعة التي تحتاجها حوف.

 

ويذهب إلى أن السبب وراء تسمية مديرية حواف جاء من موقعها الجغرافي، في جبال ممتدة على البحر من كلمة حافه او حوف.

 

وتضم حوف ثلاث تجمعات حضرية هي: "رهن وجاذب وحوف" وتشتمل على (ثمانية) عشر تجمعًا قبليًا متناثرًا ويعتمد سكانها على صيد الأسماك والزراعة وتربية الماشية والسياحة.

 

لم تذكر المراجع سبب تسمية حوف بأسمها هذا غير بعض الأقدمين فيها يعزون سبب تسمية إلى كونها محفوف بالجبل والبحر وتقع على حافتيهما وحوف في اللغة تعني الناحية أو الجانب.

 

ويرى العم سالم سعيد بن عوفر: أن حوف تتميز بالطبيعة الخلابة في وقت الخريف، وبعد الخريف نطلق عليه موسم الصرب أي الحصاد الزراعي مستدلا بمثل مهري يقول " وقت الحصاد حتى الضعيف يشبع نفسة" مشيرا إلا أنه كان قديمًا مع الجوع كل الفقراء يشبعون في حوف بعد موسم الخريف.

 

ويضيف: أن المحمية تتميز بالأشجار والغابات الكثيفة وكثرة الأمطار، بالإضافة إلى الجروف الكبيرة التي تتخبتئ بداخلها الوعول والنمور، مضيفًا أن حوف جميلة جدا، ولا يوجد لها شبيه سوى خريف ظفار في سلطة عمان.

 

وتقول المؤلفات التراثية إن التاريخ الحضاري لمديرية حوف موغلا في القدم وفي نطاق موقعها توجد منطقة دمقوت هي إحدى المستوطنات التاريخية واقدم المدن المهرية المذكورة في النقوش اليمنية منذ فترات ما قبل الإسلام، وعرفت بهذا الأسم ، وذكرها الكاتب الإنجليزي صمأيل مايلز عام 1875 وذكر المؤرخ اليمني محمد بالفقية أنها ميناء قديم وأحدى محطات تصدير اللبان.)

 

ويرى العالم سالم أن التاريخ قديم في حوف ومن أقدم مناطقها قرية جادب ودمقوت، التي كان يوجد فيها الميناء، ومنه يتم تصدير اللبان وكان أحد التجار يمتلك سفينة يصدره إلى الهند.

 

ويشير إلى أن هناك أماكن أثرية كثيرة، مثل الطبيعة والخريف، وكانت الناس قديمًا في الجبال والمدن تعيش على المنتجات الزراعية القادمة من حوف.

 

وتشكل حوف موطناً لمجموعة من مذهله من البيئات القديمة، وهي ليست مدينة حديثة الإنشاء والتعمير والسكنة، بل حاضرة من حواضر المهرة التاريخية تعاقبت عليها قبائل مهرية عريقة، لا تزل الأرض تحمل أسماءها وغالبيتهم من قبائل الشموس المهرية التاريخية وقبائل الغمر والغمير.

 

ويذهب العم سالم إلى أن أكبر قبيلة في حوف هي المجيبي وعلي مقدم وفي القرية الثانية بلحاف الغميري رعفيت هي أكبر عدد في مديرية حوف وكانوا من تجار الكبار هو بيت رعفيت من ضمنهم غالب بن ياسر هو المصدر التاجر الوحيد في المهرة وحتى شيوخ البلاد بيت علي مقدم ومن بيت ياسر هم من كانوا يساهمون في المشاكل، مثل المحكمة يحكمون بالعدل والحكم الممتاز، وكانت مديرية حوف يعيش فيها الكثير من الناس الذي يأتوا في موسم الحصاد في البوادي منهم من يشتغل بالأجر اليومي ومنهم من يسترفدوا الرفد.

 

ويعود محمود بن ياسر للحديث عن حوف قائلا: تتميز أيضًا بتنوع قبائلها حيث يعيش فيها العديد من القبائل المختلفة التي تربطها المصاهرة والقرابة وتجمع العديد من العادات والتقاليد والأعراف المتشابهة، والنسيج الاجتماعي، والترابط القبلي، وجميع قبائلها متعارفة والشيء الذي يميزها نسبة التقارب الكبير بين القبائل في المديرية.

 

 




تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية