آخر الأخبار

ما أهمية زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لسلطنة عمان؟

السلطان هيثم بن طارق مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكالة الأنباء العمانية

السلطان هيثم بن طارق مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكالة الأنباء العمانية

المهرية نت - تحليل خاص: عامر الدميني
الثلاثاء, 12 سبتمبر, 2023 - 07:07 مساءً

يأتي وصول ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير "محمد بن سلمان" إلى سلطنة عمان، للقاء السلطان "هيثم بن طارق"، ليؤكد من جديد متانة العلاقة بين الدولتين الجارتَيْن، وذلك في ظِل أحداث عديدة تشهدها المنطقة.

 

زيارة ولي العهد السعودي لمسقط حالياً هي الأولى خلال العامين الأخيرين، وسبق لابن سلمان زيارتها في السابع من ديسمبر ألفين وواحد وعشرين، وكانت محطته الأولى في جولة خليجية، وغلب على تلك الزيارة الطابع الاقتصاديّ، من خلال توقيع الدولتين سلسلة اتفاقيات اقتصادية لتعزيز الشراكة بينهما، ومنح خلالها سلطان عمان الأمير السعودي وسام عمان المدني من الدَّرجة الأولى تعبيراً عن عُمق العلاقة بين البلدين.

 

في المقابل كانت الرياض الوجهة الأولى في زيارة السلطان "هيثم بن طارق" منذ توليه الحكم في السلطنة، ووَصَلَها في الـحادي عشر من يوليو ألفين وواحد وعشرين، والتقى خلالها الملك السعودي، ومسؤولين سعوديين، بينهم وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان.

 

لقاء زعيمي الدولتين يشير إلى أهمية الزيارة نفسها، وحساسية الملفَّات التي ستناقشها، ومدى مستوى المباحثات التي ستُجرَى، والنتائج التي ستتمخض عنها، كما تشير إلى مدى التنسيق العالي بين الجانبين، الذي يصل ذروته في مثل هذه الزيارة.

 

تعكس الزيارة مدى تنسيق مسقط والرياض في كثير من ملفَّات المنطقة، وهي عملية مستمرة خلال السنوات الأخيرة، من بينها ملفُّ اليمن، إذ تسعى السعودية لحسم ملفِّ الصراع بشكل نهائي، ولعبت سلطنة عمان فيه دوراً كبيراً، بعيداً عن الحرب والتدخل العسكري المباشر.

 

الدور العمانيّ تمثَّلَ في جهود الوساطات التي قادتها مسقط، وأسفرت عن زيارات وفود منها إلى صنعاء، بما في ذلك التنسيق لزيارة السفير السعودي إلى اليمن "محمد آل جابر" لصنعاء، ولقائه قيادات في جماعة الحوثي في أبريل الماضي.

 

وكانت النتائج الأكثر تجلياً بالنسبة للدور العُماني في اليمن على ضوء التعاون مع الرياض، إقرارَ العديدِ من الهُدَن لوقف الحرب في اليمن، وتقديم التسهيلات الإنسانية، وفتح المطارات، في عملية تُمثِّل أرضيةً للبناء عليها، لوقف الحرب بشكل كليّ.

 

لذلك تعدّ الزيارة إيذاناً بمرحلة جديدة في علاقات البلدين أولاً، وفي تطورات الوضع بالمنطقة ثانياً؛ ولذلك ارتباطٌ مباشرٌ بملفِّ اليمن، وكلتا الدولتين تمتلك المؤهِّلات لتشكيل واقع جديد، فالرياض ترغب في إنهاء الحرب، ومسقط لديها القدرة على التحرك كوسيط لتقريب وجهات النظر.


تعليقات
square-white المزيد في تقارير المهرية