تواصل لجنة الاعتصام السلمي بمحافظة المهرة التي خرجت إلى ميادين النضال والحرية في مثل هذا اليوم قبل خمس سنوات، المضي في الطريق الذي سلكته للدفاع عن سيادة اليمن وإفشال مخططات الفوضى المدعومة من تحالف السعودية والإمارات.

وتمحور نشاط اللجنة في الدفاع عن السيادة الوطنية، الوقوف بجانب مؤسسات الدولة، والمطالبة بخروج كامل القوات الأجنبية من المهرة وسقطرى وكل اليمن ورفض الدعوات الانفصالية والعمالة والارتزاق لصالح قوى خارجية.

وحققت لجنة الاعتصام خلال الخمس السنوات الماضية نجاحات كبيرة من أهم الحفاظ على السلم الاجتماعي متمسكة بنضالها السلمي ووحدة الصف المجتمعية على الرغم من المخططات التي ابتكرتها السعودية والإمارات لشق الترابط القبلي بين أبناء المحافظة.

وفي الوقت الذي سارعت فيه السعودية حينها نحو إنشاء معسكرات في جميع أنحاء المحافظة الشاسعة وجندت آلاف السكان المحليين في صفوف القوات المدعومة من السعودية، كما اشترت ولاء القادة المحليين وهمشت من يعارض وجودها، جاءت تحركات لجنة الاعتصام بقيادة الشيخ علي سالم الحريزي وشيوخ القبائل والوجاهات الاجتماعية لتوقف أقذر مخطط يهدف إلى جرها نحو مستنقع الصراع والفوضى.

ولعبت لجنة الاعتصام السلمي دورا رئيسيا في إحباط المحاولات الإماراتية المتكررة لإنشاء قوات مليشاوية داخل المحافظة تحت مسمى "النخبة المهرية"، والتي أرادت بها أبو ظبي محاكاة تجاربها السابقة في عدن وشبوة وحضرموت، وذلك عبر دعم السلطة المحلية الموالية للحكومة الشرعية.

وخلال الأشهر الماضية تصدت اللجنة للتصعيد الذي تقوم به ميليشيات الإمارات وأفشلت مخطط إنشاء ميليشيات تابعة لها بالمحافظة كما فعلت في السابق.

كما حملت على عاتقها الدفاع عن الوحدة، حيث شهدت في الذكرى ال33 لعيد الوحدة الأسبوع الماضي تظاهرة احتفالية حاشدة بعيد الوحدة، تعالت فيها أصوات الأغاني الوطنية، في رسالة رفض واضحة للعودة بالبلاد إلى ما قبل 22 مايو 1990.

وأصدرت اللجنة بيانا بمناسبة العيد الوطني أكدت فيه أن الوحدة اليمنية تمر بمرحلة تاريخية حرجة مع عودة الاحتلال الأجنبي القديم المتجدد والساعي لاستهداف وحدة وتلاحم أبناء اليمن واستباحة أرضه وثرواته ومقدراته ".

وأضاف البيان،" أن الوحدة اليمنية لم تكن تمثل أشخاصا أو نخبة أو اتجاها سياسيا بل مثلت كل أطياف الشعب اليمني الذي لم يتوقف عن حلمه بالوحدة وعودة اليمن الكبير الذي يجمع كل أبنائه(...) ".

وتابع:" هذه الذكرى تحل كإحدى أهم المنجزات للشعب اليمني، والوطن يمر في مرحلة تاريخية دقيقة مع عودة المحتل الخارجي الذي يستهدف تلاحم ووحدة أبناء الشعب اليمني ".

وأشار إلى أن" ما فشل فيه الاحتلال الأجنبي خلال حقبة الستينيات وخروجه من شطر اليمن الجنوبي، وتكريسه للتقسيم تحت مسميات متفرقة يحاول اليوم أن يعود ويمرره هذه المرة عبر التحالف السعودي الإماراتي وأدواته التي يدعمها لتمرير مشاريعه وأهدافه ".

واستدرك بيان لجنة الاعتصام قائلا": لم يعد يخفى على أحد من أبناء اليمن، الأهداف والمخططات التي رسمها الاحتلال لتقسيم وتفتيت اليمن، من خلال الخطوات الأخيرة ودعمها للمليشيات التي دعمتها ومولتها منذ انطلاق عملياتها العسكرية لتنفيذ مخططاتها وأجنداتها في السيطرة على الشريط الساحلي والجزر اليمنية ".

وأردف:" نذكر الجميع بأن أهداف الاحتلال لم تكن في يوم مع مصلحة الجمهورية والشعب اليمني بل استخدمت كل الوسائل للتدخل واستهداف النسيج الاجتماعي لأبناء اليمن وفرض الحصار عليه "، مشيرة إلى منع الاحتلال من تشغيل المطارات والمواني والمنافذ واحتلالها بشكل كامل مثلما حدث في مطار الغيضة الدولي وميناء نشطون ومنفذي صرفيت وشحن بالمهرة، وما حدث بعد ذلك في جزيرة أرخبيل سقطرى وجزيرة ميون وبقية المحافظات اليمنية التي تكشف نوايا وأهداف الاحتلال السعودي الإماراتي ومن خلفه الاحتلال البريطاني والأمريكي.

وأكدت لجنة الاعتصام، أنها" ماضية في الطريق السلمي للحفاظ على السيادة الوطنية وحتى تحقيق الأهداف وأهمها طرد الاحتلال الأجنبي من المهرة وكل اليمن ".

ويجدد رئيس لجنة الاعتصام الشيخ علي سالم الحريزي في تصريحاته المستمرة التأكيد على مضي لجنة اعتصام السلمي في تحقيق أهدافها ومسارها المعلن منذ البداية.

ويشير إلى أن" الاحتلال السعودي الإماراتي لا يفهم إلا لغة القوة، وأبناء المهرة مستعدين لأي احتمالات في المرحلة المقبلة للدفاع عن أرضهم مهما كلفهم من تضحيات ".